شهدت سوق الأسهم الأمريكية موجة ارتفاع مستمرة، حيث أغلق مؤشر “داو جونز” على مدى 12 جلسة متتالية في المنطقة الخضراء. تفاؤل المستثمرين ينبع من تحسن أداء الشركات خلال الربع الثاني من العام الحالي، مع انتعاش الاقتصاد بشكل عام.
وواصلت شركات التكنولوجيا والقطاعات الرائدة في السوق تقديم نتائج قوية خلال هذا الفصل، مما أثار تفاؤل المستثمرين بمستقبل الأسواق.
كما زاد الانتباه للقرار القادم للاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية. من المتوقع أن يعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه لمناقشة السياسة النقدية واتخاذ قرار بشأن الفائدة الأساسية للدولار وسياسته التحفيزية.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت بيانات اقتصادية صادرة عن مؤشر كونفرنس بورد ارتفاع ثقة المستهلك الأمريكي خلال شهر يوليو/تموز إلى أعلى مستوى منذ يوليو/تموز 2021، مما يؤكد تعافي الاقتصاد الأمريكي.
مع تصاعد الآمال بتحسن الوضع الاقتصادي، قام المستثمرون بتعزيز مراكزهم في السوق، ما أدى إلى زيادة قيمة المؤشرات الرئيسية، وخصوصاً مؤشر “داو جونز” الصناعي الذي وصل إلى ذروته في أكثر من 6 سنوات.
مع ذلك، يبقى المستثمرون على أهبة الاستعداد لتفاصيل الاجتماع القادم للاحتياطي الفيدرالي، حيث من المتوقع أن يتخذ البنك المركزي قراراً برفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ بداية التحفيز النقدي.
تظل الأسواق متقلبة وغير متوقعة، وتعتمد التحركات القادمة بشكل كبير على تطورات الوضع الاقتصادي وقرارات السياسة النقدية. ينصح المحللون المستثمرين بالبقاء حذرين ومتابعة عن كثب التطورات القادمة لاتخاذ قرارات استثمارية مناسبة.
وسوف يبدأ في وقت لاحق اجتماع الاحتياطي الفيدرالي لمناقشة سياسته النقدية فيما سيعلن البنك المركزي عن قراره يوم الأربعاء والذي يعقبه مؤتمر صحفي لرئيس البنك المركزي “جيروم باول”، مع توقعات بزيادة 25 نقطة أساس.
وكشفت بيانات اقتصادية صادرة وفق مسح مؤشر كونفرنس بورد عن ارتفاع ثقة المستهلك الأمريكي خلال شهر يوليو/تموز إلى 117.0 نقطة، من 110.1 نقطة خلال يونيو/حزيران، لتسجل أعلى مستوى منذ يوليو/تموز 2021.
مؤشرات الأسهم الأمريكية ترتفع وتحقق أرقاماً قياسية
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية – أنهى مؤشر “داو جونز” الصناعي جلسة التداول يوم الثلاثاء بارتفاع طفيف بلغ 0.1% أي ما يعادل 27 نقطة، ليصل إلى مستوى قياسي جديد عند 35438 نقطة. وبهذا الارتفاع، يكون المؤشر قد سجل أطول سلسلة مكاسب له منذ فبراير/شباط عام 2017.
يعود هذا الارتفاع إلى تفاؤل المستثمرين والتفاؤل العام بأداء الأسواق خلال الفترة الحالية. بعد فترة من التقلبات الاقتصادية والتحديات العالمية، يبدو أن الأسواق تتجه نحو الاستقرار والانتعاش.
على الرغم من تحقيق الأرقام القياسية للمؤشر، يبقى المستثمرون على أهبة الاستعداد ومترقبين لقرارات الاحتياطي الفيدرالي المرتقبة. من المتوقع أن يعلن الاحتياطي الفيدرالي عن قراره بشأن الفائدة الأساسية للدولار في الأيام المقبلة، وقد يؤثر هذا القرار على اتجاه الأسواق المستقبلي.
وفي نفس السياق، ارتفع مؤشر “إس أند بي 500” الأوسع نطاقاً بنسبة 0.3% ما يعادل 13 نقطة ليصل إلى 4567 نقطة، بينما صعد مؤشر “ناسداك” بنسبة 0.6% حوالي 85 نقطة ليصل إلى 14144 نقطة. وكلا المؤشرين سجلا أعلى مستويات لهما على الإطلاق.
وقد تلقت الأسواق دعمًا من تدفق نتائج الأعمال الفصلية للشركات الأمريكية للربع الثاني من عام 2023. حيث أظهرت الشركات في مختلف القطاعات تحسنًا في أدائها، مما أشعل آمال المستثمرين في استمرار الانتعاش الاقتصادي.
على الرغم من التفاؤل الحالي، يظل المستثمرون حذرين ويعينون الأوضاع عن كثب. قد تستمر التقلبات في الأسواق وتتأثر بتطورات عديدة، بما في ذلك قرارات الاحتياطي الفيدرالي والتطورات الاقتصادية العالمية.
الذكاء الاصطناعي يدفع وول ستريت للارتفاع
شهدت بورصة وول ستريت ارتفاعًا قويًا في نهاية جلسة التداول يوم الثلاثاء الماضي، حيث قاد مؤشر ناسداك المكاسب بفضل الأداء المميز لأسهم شركات التكنولوجيا واستحسان المستثمرين لخدمات الذكاء الاصطناعي.
بلغت نسبة ارتفاع مؤشر ناسداك حوالي 0.6%، ما يُعادل حوالي 85 نقطة، ليصل إلى مستوى 14144 نقطة. ويأتي هذا الارتفاع قبل إعلان نتائج أعمال شركتي مايكروسوفت وألفابت، اللتين يتوقع المستثمرون أن تحققا نتائج مميزة وتعززان آمال الأسواق في التحسن الاقتصادي.
تعتبر شركة مايكروسوفت وألفابت من الشركات الرائدة في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهذا الأمر دفع المستثمرين إلى تعزيز مراكزهم في السوق ودعم ارتفاع مؤشر ناسداك. ومن المتوقع أن تحقق الشركتان نتائج قوية خلال الربع الثاني من عام 2023، ما يجعلهما محط أنظار المستثمرين.
ويعود الثقة العامة في الأسواق إلى استجابة قوية من شركات التكنولوجيا للتحديات الاقتصادية والتكنولوجية الحالية. حيث استطاعت هذه الشركات التأقلم مع التغيرات وتقديم خدمات مبتكرة تجذب المستخدمين وتدفع الاقتصاد نحو الانتعاش.
ويشكل الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من استراتيجيات تلك الشركات، ويعد محركًا للابتكار والنمو في عصر التكنولوجيا الحديث. وتجد هذه الخدمات ترحيبًا واسعًا من قِبل الجمهور والمستثمرين، ما يعزز الأداء الإيجابي لأسهم الشركات العاملة في هذا المجال.
مع قدوم إعلان نتائج الشركتين المرموقتين، يظل المستثمرون متفائلين وحذرين في نفس الوقت. قد تتأثر الأسواق بقرارات الاحتياطي الفيدرالي المرتقبة والتطورات الاقتصادية العالمية. وعليهم مراقبة الأوضاع بتمعن واتخاذ قرارات استثمارية مدروسة للاستفادة من الفرص والتغلب على التحديات.
وكان عملاقا التكنولوجيا أطلقا عدة أدوات للذكاء الاصطناعي منذ أن أصدرت شركة أوبن إيه.آي، بدعم من مايكروسوفت، روبوت تشات جي.بي.تي في أواخر عام 2022.
ويتوقع المستثمرون أن الأدوات الجديدة ستساعد شركات التكنولوجيا على تعويض التباطؤ في خدماتها السحابية.