رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، ووصل السعر إلى 5.5 في المائة، وهو أعلى مستوى في 22 عامًا. وأكد البنك الفيدرالي أنه سيواصل حملته التشديدية النقدية، وأنه لا تزال هناك احتمالات لزيادات أخرى في سعر الفائدة خلال هذا العام.
وتأتي هذه الزيادة بعد اجتماع سابق في يونيو، حيث أبقى البنك المركزي سعر الفائدة ثابتًا، وأشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى أن البنك سيتخذ نهجًا أكثر تدريجيًا في رفع أسعار الفائدة ليأخذ في الاعتبار شهور الزيادات السابقة وتداعيات الأزمة المصرفية الإقليمية في الربيع الماضي.
وفي بيان للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، أشارت إلى أن التضخم ما زال مرتفعًا، وأن مكاسب الوظائف في الأشهر الأخيرة كانت قوية، وأن النشاط الاقتصادي يتوسع بوتيرة معتدلة. وأضافت أنها لا تزال مهتمة بمخاطر التضخم وستواصل تقييم المعلومات الإضافية وتداعياتها على السياسة النقدية.
وفي مؤتمر صحفي عقب القرار، رفض جيروم باول الانجراف بشأن ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعه المقبل في سبتمبر، وأوضح أن البنك سيقوم بإجراء تقييمات دقيقة.
وعلى الرغم من هذه الزيادة في سعر الفائدة، فإن الأسواق لم تتأثر بشكل كبير، حيث انخفضت عوائد الأسهم والخزانة الأمريكية بشكل طفيف خلال اليوم. ويتوقع المتداولون في سوق العقود الآجلة لأسعار الفائدة زيادة أخرى في أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، ويتابعون عن كثب تطورات السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي.
رئيس الفيدرالي الأمريكي يتحدث عن السياسة النقدية والمستقبل.
جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أكد في تصريحاته الأخيرة أن اللجنة ستتخذ نهجًا يعتمد على البيانات لتحديد ما إذا كانت زيادة أسعار الفائدة ضرورية في المستقبل القريب. وأشار باول إلى أن الزيادات السابقة في أسعار الفائدة نجحت في خفض معدل التضخم بشكل طفيف، ولم تؤثر بشكل ملحوظ على سوق العمل، ولكنه حذر من أن النمو الاقتصادي القوي قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم في المستقبل، وهو ما يتطلب مزيدًا من التشديد النقدي. وأضاف باول أن السياسة النقدية لم تكن مقيدة بما يكفي لفترة كافية لإحداث التأثير الكامل المطلوب، وأن اللجنة ستواصل تقييم البيانات لاتخاذ قراراتها المستقبلية.
من جهة أخرى، أشار باول إلى أن الاقتصاديين في البنك المركزي عكسوا توقعاتهم بدخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود، وأن الموظفين يتوقعون تباطؤًا ملحوظًا في النمو يبدأ في وقت لاحق من هذا العام. ورغم ذلك، فإن المرونة الاقتصادية التي شهدها الاقتصاد الأمريكي مؤخرًا لم تدع الموظفين يتوقعون حدوث ركود في المستقبل القريب.
يأتي ذلك بعد أن رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي بمقدار 5 في المائة، وهو ما يجعله أقرب إلى تحقيق هدفه الطويل الأمد من خفض التضخم إلى 2 في المائة. وعلى الرغم من أن المسؤولين لم يستبعدوا إجراء زيادات أخرى في أسعار الفائدة في حالة عدم استمرار التضخم، فإن البنك المركزي ما زال يتابع تطورات السياسة النقدية بعناية.
البنك الفيدرالي يواجه تحديات عديدة في الاقتصاد الأمريكي
البنك الفيدرالي يواجه تحديات عديدة في ظل الاقتصاد الأمريكي الذي شهد تباطؤًا حادًا خلال العام الحالي، حيث تراجع معدل التضخم الرئيسي بفعل انخفاض أسعار الطاقة والغذاء. وعلى الرغم من ذلك، فإن الإجراءات الأساسية التي تخلص من تلك التكاليف المتقلبة لا تزال تحوم فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي، مما يجعل المشهد الاقتصادي غير واضح.
في الوقت نفسه، يبدو السوق العمل هادئًا، ولكنه لا يزال قويًا، مما ساعد على تعزيز الإنفاق الاستهلاكي. وبعد ارتفاع بعض مكاسب الأسعار، من الممكن أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي بزيادة ربع نقطة في اجتماعه المقبل.
وعلى الرغم من توقعات بعض المشاركين في السوق والاقتصاديين بعدم متابعة رفع أسعار الفائدة، يتوقع البعض الآخر أن يتم توجيه بعض الإجراءات التشديدية في اجتماع البنك المركزي المقبل. ومن المتوقع أن يتم تقييم البيانات الشهرية حول الوظائف والتضخم وإنفاق المستهلكين في الاجتماع الذي سيُعقد في سبتمبر.
وفي حالة تأكدت الحاجة إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، فيمكن أن يتم تنفيذ ذلك في اجتماع نوفمبر. وبالرغم من ذلك، فإن الاقتصاد الأمريكي يواجه الكثير من التحديات في الفترة الحالية، وبعد اجتماع يوليو، يجتمع الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، مما يمنحه جولتين كاملتين إضافيتين من البيانات الشهرية حول الوظائف والتضخم وإنفاق المستهلكين.
قال كريستوفر والر، المحافظ وأحد أكثر أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تشددًا، مؤخرًا إن اجتماع سبتمبر سيكون “اجتماعًا مباشرًا”، مما يعني أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يرفع أسعار الفائدة في ذلك الوقت.
لكن العديد من الاقتصاديين يعتقدون أن البنك المركزي لديه عائق كبير لمزيد من التشديد في سبتمبر. إذا أشارت البيانات إلى الحاجة إلى ارتفاع آخر في سعر الفائدة، يتوقع معظم الناس أن يتم تنفيذه في اجتماع نوفمبر. ويتعين على البنك المركزي تقييم البيانات بعناية للتوصل إلى القرارات الصحيحة.
توقعات أهم البنوك الكبرى لقرارات الفيدرالي الأمريكي
تشير معظم التوقعات إلى أن الفيدرالي الأمريكي سيقوم برفع الفائدة بنحو 25 نقطة أساس خلال اجتماع يوليو الجاري في محاولة من جانب البنك لتعزيز سيناريو هبوط التضخم، وفي هذا الإطار، أفاد الاقتصاديون في رابوبنك بأنه لا تزال هناك شكوك حول توقيتات رفع الفائدة، بالنظر إلى أن الفيدرالي الأمريكي يريد وتيرة أكثر اعتدالا للنهج التشديدي، وتوقع خبراء رابوبنك بأن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة في يوليو، وأن الوتيرة الأكثر اعتدالا التي يقصدها الفيديرالي الأمريكي تعني وقف رفع أسعار الفائدة باجتماع شهر سبتمبر.
وبدورهم، رجح الاقتصاديون في كوميرز بنك بأن يرفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة الرئيسية خلال اجتماع يوليو، حيث كانت بيانات التوظيف لشهر يونيو متفاوته، حيث نمو الوظائف تباطأ إلى 209 ألف فقط، ولكن كانت هناك جوانب أخرى أفضل مما كانت عليه في مايو، وعلى الرغم من تباطؤ سوق العمل، إلا أنه من المحتمل أن يظل قويا للغاية من وجهة نظر الفيدرالي الأمريكي، وبالتالي، فقد يرفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة مرة أخرى خلال يوليو الجاري.
ومن جانبه، أفاد أحد المطلعين على خطوات السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تيميراوس، عبر مقال منشور في صحيفة وول ستريت جورنال، بأنه من المبكر التفكير في خطوة توقف الفيدرالي الأمريكي عن رفع الفائدة المقبل، وذلك على هامش اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب، وأن تكون تلك الخطوة هي الأخيرة للفيدرالي الأمريكي فيما يتعلق برفع الفائدة.