بعد أن تكبدت أسعار الذهب خسائر حادة بنسبة تصل إلى 0.68% خلال الأسبوع الماضي، شهدت تداولات الذهب في بداية الأسبوع الجديد انخفاضات قوية. وقد جاء هذا التراجع نتيجة لارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية بجميع فترات استحقاقها. حيث تجاوزت هذه العوائد مستوياتها السابقة، مما أثر سلباً على جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.
وإلى جانب ارتفاع عوائد السندات، شهدنا أيضاً تراجعاً في مخاوف النمو الاقتصادي العالمي. حيث بدأت بعض الدول تتجه نحو التعافي من تداعيات الجائحة، وهو ما أثر إيجاباً على الأسواق المالية وزاد من الطلب على الأصول ذات المخاطرة العالية مثل الأسهم.
على الرغم من استمرار التوترات والاضطرابات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الذهب لم يستفد بشكل كبير من هذه العوامل في التداولات الأخيرة. عادةً ما يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في حالات عدم الاستقرار الجيوسياسي، حيث يلجأ المستثمرون إليه كوسيلة للحماية من المخاطر المحتملة.
ومع ذلك، يمكن تفسير عدم ارتفاع أسعار الذهب رغم استمرار التوترات بعدة عوامل. قد يكون الارتفاع الحاد في عوائد سندات الخزانة الأمريكية أحد الأسباب الرئيسية والذي يزيد من جاذبية هذه السندات كبديل استثماري. كما أن تحسن توقعات النمو الاقتصادي العالمي يمكن أن يدفع المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطرة العالية.
في تداولات يوم الاثنين، شهدت أسعار الذهب انخفاضًا حيث سجلت العقود الفورية لمعدن الذهب انخفاضًا بنسبة حوالي 0.26٪ لتصل إلى 1987.32 دولارًا للأوقية. وفي نفس الوقت، تراجعت أسعار عقود الذهب الآجلة التي تستحق في شهر ديسمبر بنسبة تقريبية قدرها 0.24٪ لتبلغ 1,994.50 دولارًا للأوقية.
من المهم متابعة تلك التطورات لفهم كيف تتغير أسعار الذهب مع مرور الوقت وكيف تتأثر بالعوامل المحيطة. الذهب يظل أصولًا هامة في محفظة المستثمرين كوسيلة للتنويع والحماية، ولكنه يظل معرضًا للتقلبات في الأسواق.
العوامل المؤثرة على سعر الذهب في جلسات التداول اليوم
عدة عوامل أثرت في تعزيز الزخم الهبوطي لتداولات الذهب اليوم، ومن بين هذه العوامل:
ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية: ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية يؤثر سلباً على أسعار الذهب
في تعاملات اليوم، شهدنا ارتفاعًا في عوائد سندات الخزانة الأمريكية بمختلف آجالها، وهذا الارتفاع أثر سلبًا على أسعار الذهب. يُعتبر الذهب عادةً ملاذاً آمنًا للمستثمرين في الأوقات الاقتصادية الصعبة، ولكن عندما تزداد عوائد سندات الخزانة الأمريكية، يصبح لديهم فرصة استثمارية أفضل.
عادةً ما يتحكم في تحركات أسعار الذهب وعوائد السندات الحكومية علاقة عكسية. عندما ترتفع عوائد السندات، يزيد تكلفة الاقتراض ويزداد جاذبية الاستثمار في السندات مقارنة بالمعادن الثمينة مثل الذهب. وهذا هو ما رأيناه اليوم حيث ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
إذا كنت مستثمرًا يبحث عن العائدات الاستثمارية، فإن سندات الخزانة الأمريكية تصبح خيارًا أكثر جاذبية في مثل هذه الحالات. إذا كنت تمتلك سندات حكومية، ستتلقى دخلًا ثابتًا من الفائدة التي تدفعها هذه السندات. ومع ارتفاع عوائد السندات، يمكن للمستثمرين تحقيق عائدات أعلى.
بناءً على التحديثات في سوق السندات الأمريكية اليوم، يبدو أن عوائد السندات الخزانة الأمريكية ذات الأجل 10 سنوات قد ارتفعت بنسبة تقدر بحوالي 0.82٪ لتصل إلى مستوى يقارب 4.595٪. وليس هذا فحسب، بل ارتفعت أيضًا عوائد السندات الخزانة الأمريكية ذات الأجل 20 سنة بنسبة تقدر بحوالي 0.58٪ لتصل إلى نسبة تقارب 4.956٪، وأما عوائد السندات الخزانة الأمريكية ذات الأجل 30 سنة، فقد سجلت ارتفاعًا بنسبة تقدر بحوالي 0.60٪ لتصل إلى نحو 4.781٪.
إرتفاع العوائد يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك توقعات بارتفاع أسعار الفائدة في المستقبل وضغوط اقتصادية. هذه التغيرات تعكس تقلبات في الأسواق المالية وقد تؤثر على الاستثمارات وأسعار القروض وغيرها من القرارات المالية.
تراجع الذهب بفعل انحسار مخاوف النمو الاقتصادي
في كثير من الأحيان، يحظى الذهب بدعم قوي بوصفه ملاذًا آمنًا خلال فترات التقلبات والاضطرابات الاقتصادية، ولكن مع تراجع هذه الاضطرابات، ينخفض الطلب بشكل ملحوظ على الذهب خلال عمليات التداول.
بشأن هذا الأمر، قام رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، بالتصريح بأن بلاده ملتزمة بحماية حقوق ومصالح المستثمرين الأجانب وفقًا للقوانين المعمول بها. كما أكد أن الصين ستواصل توفير بيئة أعمال تتجه نحو السوق وتتوافق مع المعايير الدولية.
وشدد على أن الصين، بوصفها ثاني أكبر قوة اقتصادية على مستوى العالم، ستعمل على تسهيل وصول المستثمرين إلى أسواقها وتنفيذ سياسات تهدف إلى إزالة جميع القيود المفروضة على الاستثمارات الأجنبية في قطاع التصنيع.
هذا التصريح يعكس التزام الصين بتعزيز الاستثمار الأجنبي وتحفيز النمو الاقتصادي، ويظهر التفهم الواضح لأهمية التفتح على الاقتصاد الصيني للاستثمارات الأجنبية. ومن المتوقع أن يكون ذلك جذبًا للمزيد من المستثمرين الأجانب إلى الصين وتعزيز التعاون الاقتصادي الدولي.
التأثير الإيجابي لتصريحات رئيس مجلس الدولة الصيني على الأسواق يعكس توقعات بتحسن الوضع الاقتصادي في الصين والتأثير الإيجابي على النمو الاقتصادي على مستوى العالم. تقليل الطلب على الذهب هو نتيجة مباشرة لهذا التفاؤل، حيث يتم رؤية الذهب عادةً على أنه ملاذ آمن في الأوقات الاقتصادية الصعبة. ومع زيادة الثقة في التعافي الاقتصادي والاستقرار العالمي المتوقع، يمكن أن يقلل المستثمرون من حيازتهم للذهب ويبحثون عن فرص استثمارية أخرى.
مع ذلك، يجب مراعاة أن التأثيرات على الأسواق قد تكون مؤقتة، والأوضاع الاقتصادية والسياسية قد تتغير بسرعة.
بالنسبة للمعادن الأخرى بخلاف الذهب، شهدت أسعار الفضة الفورية ارتفاعًا هامشيًا بنسبة 0.05%، لتصل إلى 23.2260 دولارًا للأوقية. وزادت أسعار البلاتينيوم الفورية بحوالي 0.75%، لتصل إلى 937.00 دولارًا للأوقية، بينما ارتفعت أسعار البلاديوم الفورية بنحو 1.09%، لتصل إلى حوالي 1,131.65 دولارًا للأوقية.
تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب خلال الجلسة الأوروبية
خلال الجلسة الأوروبية يوم الإثنين، شهدت عقود الذهب الآجلة تراجعًا واضحًا. وفقًا لتصنيف بورصة نيويورك التجارية ، تم تداول عقود الذهب في ديسمبر بسعر قدره 1,992.05 دولار للأونصة في وقت كتابة هذا الخبر، مما يشكل انخفاضًا بنسبة 0.36%.
يُشير هذا الانخفاض إلى تقلبات في أسواق العقود الآجلة للذهب خلال تلك الجلسة. من المهم متابعة تحركات أسعار الذهب بعناية، حيث يتأثر الذهب بعوامل متعددة مثل التضخم، العوامل الجيوسياسية، والتقلبات في الأسواق المالية. يعتبر الذهب عادة ملاذًا آمنًا في الأوقات التي تشهد فيها الأسواق تباينًا وعدم استقرارًا.
سبق أن تم التداول مسبقًا في جلسة حيث انخفض سعر الذهب بمقدار 1,989.05 دولار للأونصة. يُمكن أن يكون للذهب نقاط دعم عند 1,978.20 دولار ونقاط مقاومة عند 2,011.90 دولار.
سجلت عقود مؤشر الدولار، الذي يُستخدم لقياس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة تضم ست عملات رئيسية أخرى، انخفاضًا بنسبة 0.11% في جلسة التداول الأخيرة، حيث وصلت قيمته إلى 104.74 دولار أمريكي.
يعكس هذا الانخفاض في قيمة مؤشر الدولار قوة الدولار الأمريكي مقارنةً بالعملات الأخرى في سلة العملات الرئيسية. إن تحركات مؤشر الدولار تعكس التغيرات في السوق العالمي وتأثيرها على الدولار الأمريكي. يتأثر مؤشر الدولار بعوامل متعددة بما في ذلك السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي)، والتغيرات الاقتصادية، والأحداث السياسية، والتوترات العالمية.
في نفس الوقت على بورصة نيويورك التجارية “كومكس”، شهدت عقود الفضة لشهر ديسمبر انخفاضًا بنسبة 0.05%، حيث بلغ سعرها 23.27 دولار للأونصة. وهذا الانخفاض يعكس تحركات سعر الفضة في السوق.
على الجانب الآخر، ارتفع سعر النحاس لشهر ديسمبر بنسبة 0.70%، حيث وصل إلى 3.71 دولار للرطل. هذا الارتفاع يعكس تحسن في أسعار النحاس في السوق، وقد يكون مرتبطًا بعوامل مثل الطلب العالمي على المعدن وتوقعات اقتصادية إيجابية.