شهد مؤشر الدولار تحولًا إيجابيًا بعد صدور حزمة من البيانات الأمريكية الهامة التي حفزت الاحتياطي الفيدرالي على مواصلة سياسته النقدية المتشددة. تشجع هذه البيانات الاحتياطي على الاستمرار في التدابير المالية المشددة، نظرًا لاستمرار تحسن الاقتصاد الأمريكي بمعدلات أعلى من المتوقع. كما تشير انخفاض إعانات البطالة الأسبوعية إلى قوة سوق العمل.
هذا التحسن في الاقتصاد يعزز الدولار ويضعف الذهب. حيث يجد المستثمرون الدولار الأمريكي جاذبًا أكثر كملاذ آمن في ظل تحسن الأوضاع الاقتصادية. بينما يفقد الذهب جاذبيته كملاذ للمخاطرة في ظل توقعات استمرار النمو الاقتصادي الإيجابي.
وفي ضوء هذه التطورات، يبقى المتداولون والمستثمرون مهتمين بتحركات الدولار والذهب وتأثيراتها على المشهد الاقتصادي العالمي. يحتاج المتعاملون لمراقبة الأخبار والبيانات الاقتصادية القادمة لاتخاذ القرارات المناسبة والاستفادة من الفرص المتاحة في هذا السياق المتقلب للأسواق المالية.
في ساحة الأسواق المالية، يحظى مؤشر الدولار الأمريكي بأهمية كبيرة لمتداولي العملات والمستثمرين حول العالم. وفي الوقت الحالي، يعلن عن تحقيقات مؤشر الدولار الأمريكي ليرتفع بنسبة 0.23% ويصل إلى مستوى 100.870 نقطة. ما هو مدلول هذا التطور وما تأثيراته الاقتصادية؟
تعتبر الزيادة في مؤشر الدولار مؤشرًا إيجابيًا، مشيرًا إلى استقرار الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية الأخرى. يرتبط استقرار الدولار بعوامل عديدة، منها الاقتصاد الأمريكي وموقف الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية والفائدة. وفي هذا السياق، تشير البيانات والمؤشرات الاقتصادية الإيجابية عن النمو الاقتصادي الأمريكي إلى قوة الاقتصاد وثقة المستثمرين، مما يدفع بالدولار للارتفاع.
انخفض الدولار الأمريكي في وقت مبكر من التعاملات الأوروبية يوم الخميس، مما أضاف إلى خسائر الجلسة السابقة في أعقاب الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بينما ارتفع اليورو قبل رفع سعر الفائدة المتوقع من البنك المركزي الأوروبي.
في الساعة 13:14 بتوقيت الرياض (10:14 بتوقيت جرينتش)، انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات أخرى، بنسبة 0.281٪ عند 100.352، بعد أن انخفض بنحو 0.3٪ يوم الأربعاء.
قرار الفائدة والتضخم تؤثر على الدولار
في نهاية اجتماع وضع السياسة الذي استمر يومين يوم الأربعاء، قام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، كما كان متوقعًا على نطاق واسع. هذا القرار يعكس تحسن الاقتصاد الأمريكي وقوته، مما يدعم قرار البنك بتشديد السياسة النقدية.
رفع أسعار الفائدة هو إجراء يهدف إلى التصدي للتضخم ودعم الاستقرار الاقتصادي. يُعتبر هذا القرار بمثابة رسالة من البنك المركزي إلى الأسواق المالية والمستثمرين بأن الاقتصاد قوي وقادر على التحمل.
ومن الملفت للنظر أن الرئيس جيروم باول ترك الباب مفتوحًا أمام المزيد من رفع أسعار الفائدة في المستقبل، حيث يمكنه النظر في إمكانية زيادة الفائدة مرة أخرى في اجتماع سبتمبر.
بعد صدور هذا الإعلان، شهد الدولار ارتفاعًا واضحًا بنسبة 0.23% إلى 100.870 نقطة. وقد عزز هذا الارتفاع من الثقة في الدولار كملاذ آمن وجذب المستثمرين للمخاطرة بمزيد من الاستثمارات.
بشكل عام، يعد هذا القرار خطوة هامة لضمان استمرار الاستقرار الاقتصادي والمالي في الولايات المتحدة، ويعكس التزام البنك المركزي بتطبيق سياسات نقدية متشددة للتصدي للتضخم والتحديات الاقتصادية الحالية والمستقبلية.
ومع ذلك، فقد أشار أيضًا إلى التحسينات في التضخم، بينما صرح أن البنك المركزي لم يعد يتوقع حدوث ركود في الولايات المتحدة هذا العام، مما يفتح الباب أمام احتمالية هبوط ناعم للاقتصاد الأمريكي هذا العام.
وكان باول حريصًا أيضًا على التأكيد على أن قرارات معدل الفائدة المستقبلية ستعتمد على البيانات الاقتصادية. وسيكون هناك المزيد من تقارير التضخم والوظائف قبل اجتماع السياسة التالي في سبتمبر، ولكن قبل ذلك سيكون التركيز على تقارير الربع الثاني للناتج المحلي الإجمالي، المقرر تقديمه في وقت لاحق يوم الخميس، والتضخم في نموذج مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، المقرر صدوره يوم الجمعة.
توجه الأنظار إلى البنك المركزي الأوروبي
ارتفاع زوج العملات اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.1٪ إلى 1.1097 هو نتيجة لتزايد التفاؤل بشأن قرارات السياسة التي سيتخذها البنك المركزي الأوروبي. من المتوقع أن يرفع البنك أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم، مما يعكس ثقة المستثمرين في استمرار تحسن الاقتصاد الأوروبي.
ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك الألماني أيضًا يشير إلى بعض التحسن في التوقعات الاقتصادية، على الرغم من أن الثقة لا تزال منخفضة للغاية في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. على الجانب الآخر، يظل التضخم مرتفعًا في المنطقة، مما يشكل تحديًا للبنك المركزي في اتخاذ قراراته بشأن الفائدة.
من المهم متابعة تطورات السياسة النقدية في منطقة اليورو وتأثيرها على زوج العملات اليورو/دولار. يعتبر الارتفاع الحالي لليورو إشارة إيجابية للاستثمارات في المنطقة، لكن التركيز سيتحوّل إلى توجيهات البنك المركزي المستقبلية وكيف ستتأثر الأسواق العالمية بهذه القرارات. قد تظل الأوضاع متقلبة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والتطورات الجيوسياسية، مما يتطلب من المستثمرين مراقبة الأخبار واتخاذ القرارات الاستثمارية الحكيمة.
ولا يزال التضخم مرتفعًا في منطقة اليورو، حيث بلغ مؤشر أسعار المستهلك السنوي 5.5٪ في يونيو، لكن النمو يتباطأ والتعليقات الأخيرة من أعضاء المجلس تميل نحو الجانب المسالم.
بينما ارتفع مؤشر ثقة المستهلك الألماني التطلعي لمعهد جي اف كيه إلى -24.4 متجهًا إلى مستوى أغسطس من -25.2 المنقح قليلاً في يوليو، وفقًا للبيانات الصادرة في وقت سابق يوم الأربعاء.
ويعتبر هذا تحسن طفيف، لكن الثقة في أهم اقتصاد في منطقة اليورو لا تزال منخفضة للغاية.
ارتفاع الين قبل اجتماع بنك اليابان
تحمل العملات العالمية تقلبات مستمرة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية المتعددة. انخفض زوج العملات الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.2٪ إلى 140.00، وهو ما يعكس التوترات الحالية في الأسواق العالمية والتحسس الحذر من قبل المستثمرين.
تقترب الأسواق العالمية من اجتماع مهم لبنك اليابان المركزي المتوقع على نطاق واسع في يوم جمعة. من المتوقع أن يكون هذا الاجتماع حاسمًا بالنسبة لسياسة البنك المركزي والتدابير التي سيتخذها لتعزيز الاقتصاد الياباني المتأثر بتباطؤ النمو العالمي والتحديات الداخلية.
قد يكون انخفاض الين الياباني نتيجة لعمليات التصحيح بعد الارتفاع السابق للعملة، لكن التوترات العالمية والقلق من تداعيات الأحداث الجيوسياسية قد تكون أيضًا لها تأثير على قيمة العملة.
من المهم مراقبة تطورات اجتماع بنك اليابان والتصريحات الناتجة عنه، حيث قد تؤثر هذه الأحداث على حركة الين الياباني والدولار الأمريكي في الأيام المقبلة.
كذلك، من المتوقع أن يحافظ البنك المركزي على أسعار الفائدة عند أدنى مستوياتها القياسية وأن يحافظ على سياسة التحكم في منحنى العائد. ومع ذلك، في ظل ثبات التضخم اليابانية، فإن احتمال حدوث مفاجأة موجود.
وعلى صعيد آخر، ارتفع زوج العملات الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.2٪ إلى 1.2966، وارتفع زوج العملات الدولار الأمريكي مقابل الدولار الاسترالي بنسبة 0.7٪ إلى 0.6804، حيث ارتد الدولار الأسترالي من خسائر حادة في الجلسة السابقة، بينما انخفض زوج العملات اليوان الصيني مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.1٪ إلى 7.1422.