الذهب يتحرك صعودًا بعد قرار مفاجئ قد يصيب الأسواق بالجنون خلال ساعات، ارتفعت أسعار الذهب خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الأربعاء، بفعل تراجع الدولار وعائدات سندات الخزانة الأمريكية إثر قرار وكالة فيتش تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، وهو ما زعزع الثقة في الاقتصاد الأمريكي قبل صدور بيانات مهمة منتظرة هذا الأسبوع.
الذهب والدولار الآن. ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.4% إلى 1986 دولار للأوقية، فيما صعدت العقود الفورية للذهب بنسبة 0.3% إلى 1949 دولار للأوقية.
وعلى الجانب الآخر، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي مقابل سلة العملات الست الرئيسية بنسبة 0.17% إلى 101.910 نقطة.
وبالنسبة لسعر الذهب عند التسوية أمس، فقد تراجعت أسعار الذهب بنهاية تداولات، أمس الثلاثاء، بعد تحقيقها أكبر مكاسب شهرية في أربعة أشهر في يوليو، بضغط من ارتفاع الدولار لأعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع.
وأظهرت بيانات سوق العمل الأمريكي اليوم، تراجع معدل الوظائف المتاحة في يونيو لأدنى مستوياتها في أكثر من عامين، لكنها تظل متفقة مع مؤشرات قوة سوق العمل الحالية.
واختتم الذهب تداولات شهر يوليو بارتفاع بنسبة 2.5% بدعم من توقعات الأسواق بشأن اقتراب البنوك المركزية حول العالم من ذروة رفع الفائدة، بعد ظهور مؤشرات على تباطؤ معدلات التضخم. وانخفضت عقود الذهب تسليم ديسمبر عند التسوية بمقدار 30.4 دولار، ما يعادل انخفاضاً بنسبة 1.50% تقريباً، لتسجل 1978.8 دولار للأوقية.
مؤشر الدولار يتراجع بعد خفض التصنيف الائتماني الأمريكي
وتراجع مؤشر الدولار الأمريكي وانخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بعدما خفضت وكالة فيتش التصنيف الائتماني للحكومة الأمريكية، والذي كان الأعلى على الإطلاق، مشيرة إلى التدهور المالي المتوقع على مدى السنوات الثلاث المقبلة وتزايد عبء الدين الحكومي العام.
وخفضت وكالة فيتش، أمس الثلاثاء، التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من “AAA” إلى “AA +”، مشيرة إلى عوامل تشمل “تآكل الحوكمة” خلال العقدين الأخيرين بعدما شهدت البلاد بشكل متكرّر خلافات على صلة برفع سقف الدين العام.
وجاء في بيان “فيتش” أن “خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة يعكس التدهور المتوقّع للماليّة العامّة خلال السنوات الثلاث المقبلة، والعبء المرتفع والمتزايد للدين العام الحكومي، وتآكل الحوكمة”.
وأضاف البيان “ليس لدى الحكومة إطار مالي متوسّط الأجل… ولديها آليّة ميزانيّة معقّدة. وقد ساهمت هذه العوامل، إلى جانب كثير من الصدمات الاقتصاديّة والتخفيضات الضريبيّة ومبادرات الإنفاق الجديدة، في زيادات متتالية في الديون على مدى العقد الماضي”.
قال إدوارد مير، محلل المعادن لدى “ماريكس”: “في المرة الأخيرة التي خفضت فيها ستاندرد آند بورز تصنيف الولايات المتحدة في عام 2011، أصيبت الأسواق بالجنون، على الرغم من أننا لا نشهد نفس النوع من رد الفعل في البداية، لكن الأمور تستحق المتابعة”. وبالتالي فهل ستصاب الأسواق بالجنون خلال الساعات القادمة؟ سنرى ما سيحدث.
الذهب والدولار وعلاقة عكسية تربط بين الملاذات.
الذهب، الذي يتم تسعيره بالدولار، هو استثمار مفضل كملاذ آمن في أوقات التوتر وعدم اليقين الاقتصادي. انخفض الذهب بنسبة 1٪ وسجل أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع يوم الثلاثاء مع ثبات الدولار بعد أن عوضت بيانات قوية نسبيًا عن التصنيع والبناء في الولايات المتحدة في يونيو انخفاضًا في فرص العمل الشهر الماضي.
لا يزال التركيز على تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، وهو مقياس رئيسي لصحة الاقتصاد الأمريكي، مع توقعات بأنه سيرتفع بمقدار 200000 وظائف في يوليو بعد زيادته بمقدار 209000 في يونيو.
أعرب محافظو البنوك المركزية الأمريكية عن أملهم في أن يتمكنوا من التغلب على التضخم دون تعطيل سوق العمل، على الرغم من أنهم قالوا أيضًا إن القيام بذلك سيتطلب إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لبعض الوقت.
ترفع أسعار الفائدة المرتفعة تكلفة الاحتفاظ بالذهب، والتي لا تنتج شيئًا وتحتاج إلى أموال لتخزينها وتأمينها.
مجلس الذهب العالمي والطلب العالمي على الذهب
قال مجلس الذهب العالمي يوم الثلاثاء إن الطلب العالمي على الذهب، باستثناء التداول خارج البورصة، تراجع اثنين بالمئة على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2023 حيث قللت البنوك المركزية مشترياتها فيما استمر استهلاك قطاع التكنولوجيا ضعيفا.
وأضاف أن طلب الهند على الذهب في عام 2023 قد ينخفض عشرة بالمئة على أساس سنوي إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات.
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.2 بالمئة إلى 24.37 دولار، واستقر البلاتين عند 931.01 دولار، وزاد البلاديوم 0.5 بالمئة إلى 1246.49 دولار.
وعلى الجانب الآخر، أفاد تقرير مجلس الذهب العالمي الصادر، ارتفع الطلب العالمي على المعدن النفيس مع استبعاد التعاملات خارج البورصة انخفض اثنين بالمئة على أساس سنوي إلى 920.7 طن في الربع الثاني من 2023 مع تباطؤ مشتريات البنوك المركزية واستمرار ضعف استهلاك قطاع التكنولوجيا.
وأضاف مجلس الذهب العالمي في تقريره الفصلي حول اتجاهات الطلب أن الطلب ظل قويا بين أبريل نيسان ويونيو حزيران من شركات صناعة الحلي، التي تمثل حوالي نصف الطلب على المعدن، والمستثمرين الذين يرون فيه أصلا آمنا في أوقات عدم الاستقرار العالمي، مما دعم ارتفاع الأسعار.
وقفز الطلب لأعلى مستوياته في 11 عاما في 2022 بفضل تسجيل البنوك المركزية أكبر مشترياتها على الإطلاق. وقال المجلس إن البنوك المركزية اشترت 386.9 طن من الذهب في النصف الأول من 2023 وهو أكبر حجم مشتريات لها خلال الفترة من يناير كانون الثاني إلى يونيو حزيران في أي عام منذ عام 2000.
وأضاف المجلس أن مشتريات السبائك والعملات الذهبية ارتفعت، وكانت تركيا، أكبر مشتر للذهب العام الماضي، محركا رئيسيا لنمو الطلب، بينما تباطأ تخارج المستثمرين من الصناديق المتداولة بالبورصة. وبحساب التعاملات خارج البورصة التي تجري بين البائعين والمشترين بشكل مباشر، نما الطلب العالمي على الذهب سبعة بالمئة إلى 1255.2 طن في الربع الثاني.
وأضاف مجلس الذهب العالمي أن الاستثمار في الذهب في طريقه للارتفاع هذا العام.