موجة صعود البيتكوين تواجه عقبات قوية رغم تفوقها على السوق

البيتكوين

تشهد الأسواق العالمية تحولات ملحوظة تتعلق بالبيتكوين، حيث يتراجع تأثيرها كأصل مرتبط بفوز الرئيس السابق دونالد ترمب. تأتي هذه التغيرات في ظل تزايد التوقعات بشأن عودة ترمب إلى البيت الأبيض. تسبب هذا التطور في ارتفاع عوائد السندات، مما زاد من قوة الدولار في الأسواق المالية. ورغم هذه العقبات، لا تزال البيتكوين تتفوق على السوق في بعض الجوانب.

تشير التحليلات إلى أن استقرار البيتكوين قد يتأثر بشكل كبير بالتطورات السياسية. إذا تمكن ترمب من العودة للسلطة، فقد يتغير المشهد المالي بشكل جذري. ن العديد من المستثمرين يراقبون الوضع عن كثب، حيث يعتبرون البيتكوين وسيلة تحوط ضد التقلبات الاقتصادية. ولكن، مع تصاعد التوترات السياسية، قد تتعرض العملة لضغوط أكبر.

تتطلب هذه الظروف من المستثمرين التفكير في استراتيجيات جديدة للتكيف مع الواقع المتغير. سيستمر البيتكوين في جذب انتباه المستثمرين، لكن يجب الحذر من التأثيرات الخارجية. يبقى مستقبل البيتكوين غامضاً وسط هذه المتغيرات. سيكون من المهم متابعة الوضع السياسي والاقتصادي عن كثب، حيث يمكن أن تلعب الانتخابات المقبلة دوراً حاسماً في تحديد اتجاه السوق.

تقدم ترمب في الاستطلاعات يضغط على توقعات السياسة النقدية

أدى تقدم الرئيس السابق دونالد ترمب في استطلاعات الرأي أمام نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس إلى تراجع الرهانات على تيسير السياسة النقدية. يُتوقع أن يعتمد ترمب سياسة اقتصادية تدعم النمو القوي، إذا فاز بالانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر. هذا التقدم يعكس رغبة المستثمرين في تحقيق استقرار اقتصادي، مما يؤثر على التوقعات بشأن الفائدة. ومع هذا، تواجه البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى تقلبات متزايدة. عادت البيتكوين للهبوط بعد اقترابها من تجاوز مستوى 70 ألف دولار، مما أثار مخاوف بين المستثمرين بشأن استدامة مكاسبها. و تظهر هذه الأحداث الحاجة إلى مراقبة الأسواق بعناية، حيث يمكن أن تؤثر الانتخابات المقبلة بشكل كبير على الاتجاهات الاقتصادية.

أسعار العملات الرقمية: البيتكوين يرتفع وإيثريوم تنخفض

سجل سعر البيتكوين، في وقت النشر، 67,426 دولار، مرتفعاً بنسبة 0.5% خلال الـ 24 ساعة الماضية. في المقابل، تراجعت إيثريوم (ETH) بنسبة 3%، حيث وصل سعرها إلى 2,475 دولار. هذه التقلبات في أسعار العملات الرقمية تُظهر التحديات التي تواجه السوق، حيث تتأثر الأسعار بعوامل متعددة، بما في ذلك التوجهات الاقتصادية والسياسية.

استمرار صعود البيتكوين يعكس الطلب القوي من المستثمرين، لكن تراجع إيثريوم يُشير إلى ضغوط محتملة. فان المستثمرون يجب أن يكونوا حذرين في قراراتهم، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات وتغيرات السوق العالمية. و تعتبر هذه الظروف دليلاً على أن العملات الرقمية لا تزال منطقة ذات مخاطر عالية. يُنصح بالتفكير في استراتيجيات استثمار متنوعة لمواجهة التقلبات.

مشاكل إيثريوم في ظل تفوق البيتكوين وسولانا

تستمر إيثريوم في التراجع مقارنة بالبيتكوين وسولانا من حيث الأداء. في الشهر الماضي، انخفض سعر إيثريوم بنسبة 2.1%، بينما ارتفع البيتكوين بنسبة 7.4%، وسجلت سولانا زيادة بلغت 18%. يقول رئيس الأبحاث الأوروبية في العملات المشفرة، إن “هناك تفوقًا عامًّا في نشاط الشبكة لكل من البيتكوين وسولانا مقارنة بإيثريوم”. وأضاف أن “عدد المعاملات على البيتكوين تجاوز عدد المعاملات على إيثريوم”، مشيرًا إلى أن هذا الارتفاع يعكس الأداء النسبي للعملتين. وأوضح أن “هناك تدفقات رأس مال أقوى على السلسلة نحو البيتكوين مقارنة بإيثريوم”.

ويؤكد دراجوش أن “المسألة لا تتعلق بضعف إيثريوم، بل بقوة البيتكوين”. هذا التوجه يعكس تحديات كبيرة تواجه إيثريوم، خاصةً مع المنافسة المتزايدة من شبكات البلوكشين الأخرى. قد يتطلب الأمر من إيثريوم تحسين بنيتها التحتية لزيادة كفاءتها واستعادة ثقة المستثمرين. مع تزايد الضغوط من منافسيها، سيكون من الضروري أن تضع إيثريوم استراتيجيات جديدة لتعزيز أدائها. اذ يُظهر السوق الحالي أهمية الابتكار والتكيف في عالم العملات المشفرة. ان المستثمرون بحاجة إلى مراقبة هذه التحولات لضمان اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.

فارق تاريخي بين البيتكوين والإيثر: ضغوط جديدة على العملات المشفرة

وصل الفارق في القيمة السوقية بين البيتكوين وإيثريوم إلى أعلى مستوى له على الإطلاق. حيث بلغت القيمة السوقية للبيتكوين 1.33 تريليون دولار، بينما سجلت إيثريوم 303.6 مليار دولار. وبهذا، تجاوز الفارق الآن تريليون دولار لأول مرة. في سياق مماثل، تقترب هيمنة سولانا على القيمة السوقية من رقمها القياسي القديم، الذي بلغ 3.70%، حيث تصل حالياً إلى 3.64% من سوق العملات المشفرة.

ضغوط مالية على السوق

أكد محلل السوق أن الظروف المالية المشددة الحالية، مثل ارتفاع الدولار وزيادة عوائد السندات، تمثل عوامل ضغط سلبية على العملات المشفرة. وأشار إلى أن التشديد المالي كان سريعاً بشكل غير مسبوق، مما يزيد من التحديات أمام السوق الرقمية، رغم البداية الميسرة.

سياسات الانتخابات وتأثيرها على السوق

في إطار الحملة الانتخابية، تعهد ترمب بجعل الولايات المتحدة مركزًا عالميًا للتشفير. على الجانب الآخر، اتبعت كامالا هاريس نهجًا أكثر توازنًا، حيث أيدت إطاراً تنظيمياً داعماً لقطاع العملات الرقمية. تتناقض هذه المواقف مع السياسات التي اتبعها الرئيس جو بايدن، والتي شهدت ضغوطًا متزايدة على قطاع الأصول الرقمية. و أظهرت استطلاعات الرأي، التي أجرتها ، تقاربًا شديدًا بين ترمب وهاريس في الولايات الأميركية المتأرجحة. هذا يشير إلى أن المعركة الانتخابية قد تحسمها التحركات الدعائية الأخيرة وحملات التوعية الميدانية.

توقعات السوق وتأثير نتائج الانتخابات

ترى كارولين مورون، المؤسسة المشاركة لشركة “أوربت ماركيتس”، أن فوز ترمب قد يؤدي إلى ارتفاع عوائد السندات، مما يدفع السوق بعيدًا عن الأصول ذات المخاطر العالية. ومع ذلك، تتوقع مورون أن التيسيرات التنظيمية المحتملة من إدارة ترمب قد تؤثر بشكل كبير على قطاع العملات الرقمية، مما يبقى عاملاً رئيسياً في دعم السوق. بالمجمل، تُظهر هذه التحولات في السوق أهمية متابعة العوامل الاقتصادية والسياسية. يحتاج المستثمرون إلى الاستعداد للتغيرات المحتملة في بيئة الاستثمار.