أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية في المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، أن التضخم في البلاد شهد ارتفاعًا مفاجئًا في أكتوبر الأول الماضي، حيث بلغ 2.3%. هذا الرقم جاء أعلى من توقعات الخبراء، مما يعكس تحولًا غير متوقع في مسار الأسعار ويزيد من تعقيد التوقعات الاقتصادية لبنك إنجلترا.
التضخم وتوقعات أسعار الفائدة
يمثل هذا الارتفاع في التضخم تحديًا جديدًا أمام بنك إنجلترا، الذي كان يتوقع أن يظل التضخم قريبًا من هدفه البالغ 2%، إلا أن البيانات الأخيرة تشير إلى عكس ذلك تمامًا. ففي سبتمبركان التضخم قد سجل 1.7%، ما يعكس تسارعًا ملحوظًا في الأسعار خلال شهر واحد فقط.
هذه الزيادة المفاجئة تثير التساؤلات حول مستقبل السياسة النقدية في المملكة المتحدة. في الوقت الذي كان فيه العديد من المحللين يتوقعون أن يقوم بنك إنجلترا بتخفيض أسعار الفائدة في ديسمبر 2024، قد يعيد هذا التقرير النظر في تلك التوقعات. إذ يمكن أن يكون لهذا الارتفاع في التضخم تأثير على قرار البنك في ما يخص أسعار الفائدة، التي تعد أداة رئيسية للتعامل مع الضغوط التضخمية.
أسباب الارتفاع في التضخم
يأتي هذا الارتفاع نتيجة لمجموعة من العوامل التي أثرت في الأسعار داخل المملكة المتحدة، مثل الارتفاع المستمر في تكاليف الطاقة، وزيادة الأسعار في قطاع الخدمات.
بالإضافة إلى بعض الضغوط الخارجية من الأسواق العالمية. كما أن معدلات الأجور المرتفعة قد تساهم أيضًا في زيادة الطلب على السلع والخدمات، مما يؤدي إلى زيادة الأسعار بشكل عام.
تداعيات الارتفاع على الاقتصاد البريطاني
يعد التضخم المرتفع تهديدًا لاستقرار الاقتصاد، حيث يمكن أن يؤدي إلى تقليل القدرة الشرائية للمستهلكين.
مما ينعكس سلبًا على النمو الاقتصادي. ومن جهة أخرى، قد يضطر بنك إنجلترا إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لاحتواء التضخم.
مثل رفع أسعار الفائدة في المستقبل، مما قد يعيق عملية التعافي الاقتصادي في البلاد.
ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة: تأثيرات جديدة على الاقتصاد وأسعار الفائدة
أظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الوطنية في المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، أن التضخم ارتفع بشكل مفاجئ إلى 2.3% في أكتوبر. كان الخبراء قد توقعوا أن يبقى التضخم عند 2.2%.
بينما كان قد سجل 1.7% في سبتمبرتعد هذه الزيادة بمثابة إشارة قوية على أن الضغوط التضخمية لا تزال قائمة في الاقتصاد البريطاني. هذا الارتفاع يتجاوز هدف بنك إنجلترا البالغ 2%، مما يعزز من فرص التأثير على السياسة النقدية في الأشهر القادمة.
تأثير التضخم على أسعار الفائدة
تعتبر قراءة التضخم الأخيرة عاملاً مهماً في تغيير التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة في المملكة المتحدة. في حين كان العديد من المحللين يتوقعون تخفيضًا للفائدة في ديسمبر 2024، قد يؤدي ارتفاع التضخم إلى تأجيل هذه الخطوة. من المتوقع أن يعيد بنك إنجلترا تقييم سياسته النقدية بناءً على هذه البيانات. تتزايد الضغوط على البنك من أجل اتخاذ قرارات أكثر حذرًا في مواجهة التضخم المرتفع.
حركة الجنيه الإسترليني
بعد إعلان بيانات التضخم، شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا طفيفًا. حيث تداول عند 1.2692 دولار أمريكي، أي بزيادة ملحوظة بنسبة 0.4% مقابل اليورو، ليصل إلى 1.20 يورو. يمكن تفسير هذه الزيادة في قيمة الجنيه جزئيًا بتوقعات المستثمرين باستقرار السياسة النقدية البريطانية على الرغم من التضخم المرتفع.
التضخم الأساسي وأسعار الطاقة
على جانب آخر، بلغ معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الطاقة والغذاء والكحول والتبغ، 3.3% في أكتوبر. هذا يمثل زيادة طفيفة مقارنة بـ 3.2% في سبتمبر. ويُعزى جزء من هذا الارتفاع إلى زيادة سقف أسعار الطاقة الذي أقرته الهيئة التنظيمية في أكتوبر/ من المتوقع أن تساهم هذه الزيادة في أسعار الطاقة في استمرار الضغوط التضخمية خلال أشهر الشتاء، عندما يتزايد الطلب على الوقود للتدفئة.
ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة وتأثيره على السياسة النقدية وأسعار الفائدة
في الشهر الماضي، سجلت أسعار الخدمات في المملكة المتحدة زيادة معتدلة بلغت 5.0%، مقارنة بـ 4.9% في سبتمبر. هذه الزيادة هي الأعلى في أكثر من عامين. بينما شهد الاقتصاد البريطاني تباطؤًا نسبيًا في معدلات التضخم، تبقى الضغوط التضخمية على الاقتصاد ملحوظة.
قال مدير الاقتصاد إن التضخم من المتوقع أن يرتفع تدريجياً في المستقبل القريب، بفعل زيادة فواتير الطاقة وتأثير الميزانية والاحتكاكات التجارية العالمية. أضاف أن هذا قد يبقي التضخم فوق هدف بنك إنجلترا البالغ 2% حتى عام 2025.
توقعات التضخم ومخاطر الاقتصاد العالمي
قالت استراتيجية الاستثمار إن قراءة التضخم الأخيرة تجعل من “المحتمل بشكل متزايد” أن يبقي بنك إنجلترا أسعار الفائدة دون تغيير حتى نهاية العام. وأضافت أن ارتفاع التضخم قد يكون ناتجًا عن عدة عوامل.
مثل العقبات التجارية، ضيق سوق العمل، تقلبات أسعار المواد الغذائية والطاقة.
زيادة تكاليف الاقتراض والضغوط الاقتصادية
في صباح الأربعاء، ارتفعت تكاليف الاقتراض في المملكة المتحدة، حيث تداولت عوائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات عند 4.491%. هذا يشير إلى أن الأسواق تتوقع استمرارية في الضغط على الاقتصاد البريطاني، رغم الإجراءات التي اتخذها بنك إنجلترا.
على الصعيد السياسي، ظل عدم اليقين يهيمن على المملكة المتحدة في الأشهر الأخيرة. بعد الانتخابات التي أجراها حزب العمال في يوليوواجهت الحكومة صعوبة في تقديم أجندتها المالية. ومع تقديم وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز لميزانيتها في 30 أكتوبر ، تم الإعلان عن زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني لسد العجز الكبير في المالية العامة.
التحديات المحلية والدولية
حذر المعلقون، بما فيهم مكتب مسؤولية الميزانية، من أن هذه الإجراءات قد تزيد من الضغوط التضخمية في المملكة المتحدة.
مما يرفع التوقعات بمزيد من التضخم في الأمد القريب. بالإضافة إلى ذلك، تسببت التطورات العالمية، مثل احتمال فرض تعريفات تجارية في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، في تعزيز المخاوف من أن تضغط هذه العوامل على التضخم في عام 2025.