تشير التوقعات إلى أن الدولار الأمريكي قد يشهد تراجعًا مؤقتًا في ديسمبر المقبل، وذلك مع بدء سلسلة اجتماعات البنوك المركزية حول العالم. وفقًا لمحللي سيتي بنك، فإن الأسواق قد تشهد تغييرات كبيرة في السياسات النقدية للبنوك الكبرى. ستجتمع تسعة من أصل عشرة بنوك مركزية ضمن مجموعة العشرة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مما يثير اهتمام المتداولين والمستثمرين حول العالم.
من المتوقع أن تقوم خمس بنوك مركزية بإجراء تعديلات على أسعار الفائدة، ومن بينها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والبنك المركزي الأوروبي، وبنك اليابان، وبنك كندا، والبنك الوطني السويسري. تُعتبر هذه الاجتماعات حاسمة لأنها ستحدد توجهات السياسات النقدية في الفترة المقبلة، ما يؤثر بشكل مباشر على الأسواق المالية، خاصة الدولار الأمريكي.
في الوقت الحالي، تتماشى التوقعات مع سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشددًا. كما تتبنى بنوك أخرى مثل البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان وبنك كندا والبنك الوطني السويسري مواقف مماثلة. هذا يعني أن هناك ضغوطًا على الدولار الأمريكي بسبب السياسات النقدية المتشددة في العديد من الدول. ومع ذلك، يرى فريق استراتيجيات الفوركس لدى سيتي بنك أن الوضع قد يتغير.
توقعات تراجع الدولار الأمريكي
وفقًا للمحللين في سيتي بنك، إذا أعادت الأسواق تقييم توقعاتها بما يتماشى مع السياسات الجديدة للبنوك المركزية، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع الدولار الأمريكي بشكل طفيف. يتوقع المحللون أن تؤدي التعديلات المنتظرة في أسعار الفائدة من قبل هذه البنوك إلى تأثيرات قد تُضعف من قوة الدولار في الأسواق العالمية.
من المرجح أن يواجه الدولار الأمريكي بعض الضغوط مع تعديل سياسات الفائدة، خاصة في ظل استمرار التوترات التجارية والاقتصادية. هذه العوامل قد تؤثر في قوة العملة الأمريكية وتدفعها نحو الانخفاض المؤقت في الأسواق. ولكن، يبقى الدولار الأمريكي أحد العملات الأكثر قوة في العالم، ولن يكون من السهل إضعافه بشكل كبير على المدى الطويل.
البيانات الاقتصادية وتأثيرها على معنويات السوق: الدولار الأمريكي في دائرة الاهتمام
تتوقع أسواق المال أن تلعب البيانات الاقتصادية القادمة من الولايات المتحدة وكندا دورًا محوريًا في تشكيل معنويات المستثمرين خلال الفترة المقبلة. من أبرز هذه البيانات، تقرير سوق العمل الأمريكي المقرر صدوره يوم الجمعة 6 ديسمبر. والذي سيكون محط اهتمام كبير من قبل المتداولين والمستثمرين في الأسواق المالية. كما يُتوقع أن تعكس هذه البيانات صحة الاقتصاد الأمريكي، مما سيؤثر على قرارات البنوك المركزية، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي.
وبالنسبة للبنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان، يرى محللو سيتي بنك أن المخاطر الفورية لمفاجآت كبيرة في أسواق العملات أقل. لكن مع اقتراب اجتماعات هذه البنوك، يتوقعون أن تتقارب التوقعات بين الأسواق والبنوك المركزية. يشير ذلك إلى احتمالية اتخاذ إجراءات نقدية قد تؤثر على حركة العملات الرئيسية، بما في ذلك اليورو والين الياباني.
الاهتمام بأسعار الفائدة وتوقعات الدولار
على المدى القريب، يُرجح أن يتأثر أداء الدولار الأمريكي بشكل أكبر بعوامل تتعلق بأسعار الفائدة النسبية بين البنوك المركزية. بدلاً من التأثر بشكل مباشر بتطورات السياسة الأمريكية، سيكون هناك تركيز أكبر على التغيرات في السياسة النقدية لدى البنوك الأخرى مثل البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان. هذا التحول في الديناميكيات يفتح المجال أمام تقلبات في أسعار العملات وفقًا لتغييرات أسعار الفائدة وتوقعات الأسواق.
وفقًا لتقرير سيتي بنك، من المتوقع أن يشهد زوج اليورو/الدولار الأمريكي ضغوطًا إضافية في حال توافق إجراءات البنك المركزي مع توقعات السوق. في حال حدث ذلك، ستتزايد احتمالية انخفاض الدولار أمام اليورو. يمكن أن يكون هذا الضغط أكثر وضوحًا عندما تنظر الأسواق إلى المشهد الأوسع للبنوك المركزية في الأسابيع القادمة. مما يزيد من تأثير البيانات الاقتصادية المستقبلية على حركة العملات.
التوقعات المستقبلية وتوقعات الأسواق العالمية
يستمر المتداولون في مراقبة البيانات الاقتصادية عن كثب، حيث ستحدد هذه البيانات الاتجاهات المستقبلية للأسواق. علاوة على ذلك، يتوقع المحللون أن تكون هناك فرص في أسواق العملات في حال تغيرت السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، مما سيؤثر على القوة النسبية للعملات مثل الدولار واليورو.
أثر السياسات النقدية و الانخفاض على المدى القصير والانتعاش المرتقب في 2025
يُتوقع أن تؤدي قرارات البنوك المركزية في الأسابيع القادمة إلى تغييرات ملموسة في حركة الأسواق المالية. إذا كان هناك تحول في السياسة النقدية الذي يعكس موقفًا أقل تشددًا، فقد يشهد الدولار الأمريكي بعض الضعف. وفي الوقت نفسه، سيكون من الضروري مراقبة كيفية تفاعل الأسواق مع هذه التعديلات، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية الحالية.
بناءً على هذه التوقعات، يتوقع المحللون أن يشهد الدولار الأمريكي تراجعًا تدريجيًا مع نهاية العام الحالي، إلا أن قوته ستظل قائمة بفضل سياسات الاحتياطي الفيدرالي وبعض البنوك المركزية الكبرى.
رغم الانخفاض المتوقع في قيمة الدولار الأمريكي على المدى القصير، إلا أن سيتي بنك لا يزال يحتفظ بتفاؤل استراتيجي بشأن قوة الدولار في النصف الأول من عام 2025. يعكس هذا التفاؤل توقعات البنوك المركزية العالمية وقراراتها المتوقعة بشأن أسعار الفائدة، فضلاً عن الوضع الاقتصادي الكلي في الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، أكد محللو سيتي بنك أنهم يعتزمون الاستفادة من أي انخفاضات محتملة في الدولار الأمريكي خلال ديسمبر 2024. حيث يرون في هذه الانخفاضات فرصة جيدة لبناء صفقات شراء طويلة الأجل استعدادًا للنصف الأول من عام 2025. وهذا يشير إلى أن البنك يثق في قوة الدولار الأوسع نطاقًا على المدى الطويل.
العوامل الداعمة لتوقعات سيتي بنك
تتزايد التوقعات بأن الدولار سيحقق أداءً قويًا خلال العام المقبل، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل رئيسية. أولاً، يتوقع سيتي بنك استمرار السياسة النقدية المتشددة من الاحتياطي الفيدرالي، مما سيعزز قيمة الدولار مقارنة بالعملات الأخرى. كما أن الاقتصاد الأمريكي قد يستمر في التوسع، وهو ما سيدعم الطلب على الدولار.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن يبقى الدولار مستفيدًا من وضعه كعملة احتياطية عالمية. حيث يظل الاحتياطي الفيدرالي قادرًا على التأثير في أسواق العملات من خلال تعديل أسعار الفائدة. بينما تتوجه الأنظار إلى القرارات المنتظرة من البنوك المركزية الأخرى. لا سيما في أوروبا وآسيا، يمكن أن يؤدي أي ضعف في سياساتهم النقدية إلى دعم الدولار الأمريكي.