الخميس, فبراير 13, 2025
Google search engine
الرئيسيةمقالاتالذهب يرتفع بعد هبوط حاد والعقود الآجلة تسجل 2,946 دولارًا

الذهب يرتفع بعد هبوط حاد والعقود الآجلة تسجل 2,946 دولارًا

بعد الهبوط الحاد الذي شهده الذهب في تداولات يوم أمس، شهد المعدن الأصفر ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق اليوم، حيث سجلت العقود الآجلة للذهب 2,946 دولارًا، بزيادة قدرها 0.58%، بينما ارتفعت العقود الفورية للذهب بنسبة 0.49%، لتصل إلى 2,918.42 دولار. هذا التحرك يعكس تباينًا في أداء الذهب في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية التي تؤثر على أسواق المعادن الثمينة بشكل عام.

تعتبر تحركات الذهب في الأسواق من بين الأكثر متابعة في الأسواق المالية العالمية. حيث يُنظر إليه كملاذ آمن في أوقات التوترات الاقتصادية والمالية. بعد تراجع كبير شهدته الأسعار في وقت سابق. عاد الذهب للارتفاع نتيجة لعدة عوامل اقتصادية ساهمت في تغيير الاتجاه في أسواقه. كان السبب الأساسي وراء تراجع الذهب في الأيام السابقة مرتبطًا بارتفاع الدولار الأمريكي. الذي شهد مكاسب نتيجة لتوقعات رفع أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. مع ارتفاع الدولار، تميل السلع المقومة بالعملة الأمريكية، مثل الذهب، إلى الانخفاض.

لكن في الوقت نفسه، يبدو أن الذهب قد استفاد من بعض الضغوط المستمرة على الأسواق المالية في الوقت الراهن. ما زالت المخاوف من التضخم العالمي قائمة، حيث تستمر أسعار السلع الأساسية في الارتفاع في العديد من الدول. مما يزيد من الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد التضخم. إضافة إلى ذلك، تستمر التوترات الجيوسياسية، مثل الحرب في أوكرانيا والأزمات السياسية في بعض المناطق. في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن.

في المقابل، يعكس ارتفاع الذهب اليوم أيضًا استجابة لالتقاط الأنفاس من تراجع سابق. حيث يقوم المستثمرون بالتحرك في الأسواق مع تجنب حالات الذعر المتزايدة. قد يكون هذا الارتفاع مؤقتًا أو يشير إلى بداية فترة جديدة من الاستقرار النسبي في أسعار الذهب. حيث يتفاعل السوق مع مزيج من العوامل الاقتصادية المحلية والدولية.

تاثير ارتفاع الدولار على أسعار الذهب

يعتبر الدولار الأمريكي أحد العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على أسعار الـذهب في الأسواق العالمية. عندما يرتفع الدولار الأمريكي، غالبًا ما يشهد الذهب تراجعًا في قيمته، والعكس صحيح. يعود ذلك إلى ارتباط الذهب والدولار بشكل عكسي في معظم الأوقات، حيث يُعتبر الدولار عملة أساسية في تجارة الذهب.

عند ارتفاع الدولار، يصبح الذهب أكثر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، مما يقلل من الطلب عليه. وبالتالي، قد يؤدي هذا إلى تراجع في أسعاره، حيث يفضل المستثمرون اللجوء إلى الدولار أو الأصول الأخرى التي قد تكون أكثر ربحية أو أقل تكلفة في مثل هذه الأوقات. علاوة على ذلك، عندما يحقق الدولار مكاسب أمام العملات الرئيسية الأخرى، يزداد العائد على الأصول المقومة بالدولار، بما في ذلك السندات الأمريكية، مما يدفع المستثمرين إلى تفضيل الأصول ذات العوائد المرتفعة بدلاً من الـذهب الذي لا يدر عوائد ثابتة.

من جهة أخرى، يعتبر الذهب من أبرز الأدوات المستخدمة للتحوط ضد التضخم وتقلبات السوق. وفي الأوقات التي يرتفع فيها الدولار، قد يتزايد الاهتمام بالذهب كملاذ آمن للمستثمرين الذين يسعون لحماية أموالهم من تأثيرات التضخم أو التدهور المحتمل في قيمة العملة الأمريكية. ومع ذلك، فإن الارتفاع الكبير في الدولار غالبًا ما يؤدي إلى تقليص هذه الجاذبية، مما يضغط على أسعار الذهب.

بالتوازي مع ذلك، تؤثر سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تحركات الدولار بشكل مباشر. عندما يقوم الفيدرالي برفع أسعار الفائدة، فإن ذلك يعزز من قيمة الدولار، وبالتالي يؤدي إلى انخفاض في أسعار الـذهب. هذه العلاقة تجعل الـذهب يتأثر بشكل غير مباشر بقرارات البنك المركزي الأمريكي، حيث يسعى المستثمرون للاستفادة من العوائد المرتفعة للدولار في حالة رفع الفائدة. من ناحية أخرى. يتفاعل سوق الـذهب مع تحركات الدولار بحذر، حيث أن التحركات الكبيرة في قيمة الدولار قد تؤدي إلى زيادة التقلبات في أسعار الذهب.

العوامل التي ساهمت في ارتفاع الـذهب

شهدت أسواق الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة نتيجة لتفاعل عدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية معًا. أول هذه العوامل هو التضخم العالمي الذي لا يزال يشكل تهديدًا رئيسيًا للاقتصادات الكبرى. مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات في مختلف أنحاء العالم، يبحث المستثمرون عن أدوات تحوط يمكنها الحفاظ على القيمة في ظل هذه الظروف المتقلبة. ويعد الـذهب من أبرز هذه الأدوات نظرًا لتاريخ طويل من الحفاظ على القيمة في الأوقات العصيبة.

بالإضافة إلى ذلك، تزايدت التوترات الجيوسياسية، خاصة في أوروبا الشرقية، حيث الحرب في أوكرانيا أدت إلى زيادة الضغوط على الأسواق المالية. مثل هذه الأزمات ترفع من الطلب على الـذهب كملاذ آمن. حيث يهرب المستثمرون من الأصول ذات المخاطر العالية إلى المعدن الأصفر الذي يعتبر الأكثر استقرارًا في مثل هذه الظروف. تعزز هذه التوترات الطلب على الـذهب في وقت يسعى فيه الكثير من الأفراد والشركات إلى تقليل المخاطر وتحقيق استقرار مالي في ظل غموض الأوضاع السياسية.

تعتبر سياسات البنوك المركزية أيضًا من العوامل التي تؤثر على أسعار الذهب بشكل مباشر. على الرغم من أن بعض البنوك المركزية قامت برفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم. إلا أن سياسات التيسير النقدي التي اتبعتها بعض البنوك الكبرى قد أسهمت في زيادة الطلب على الـذهب. حيث أن معدلات الفائدة المنخفضة أو السياسات النقدية السهلة تؤدي إلى تراجع العوائد على الأصول المالية التقليدية مثل السندات والأسهم. مما يزيد من جاذبية الذهب كاستثمار بديل.

علاوة على ذلك، تراجع قيمة بعض العملات الكبرى مثل الدولار الأمريكي أيضًا ساهم في صعود الـذهب. عندما يضعف الدولار، يصبح الـذهب أقل تكلفة بالنسبة للمستثمرين الأجانب، مما يساهم في زيادة الطلب عليه. كما أن التوقعات بمزيد من التضخم أو تراجع أداء الاقتصاد الأمريكي تؤدي إلى تعزيز جاذبية الذهب كحافظة للقيمة.

RELATED ARTICLES

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

Most Popular