أفادت إحصاءات الهيئة الوطنية للإحصاءات (ONS) اليوم الجمعة بخروج الاقتصاد البريطاني من حالة الركود، حيث شهد الناتج المحلي الإجمالي للبلاد نموًا بنسبة 0.6% على أساس ربع سنوي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، وهو مؤشر على العودة إلى مسار النمو بعد تراجع طفيف في النصف الثاني من عام 2023. يتجاوز هذا الرقم توقعات السوق التي تشير إلى توسع بنسبة 0.4% في الربع الأول. وفي هذا السياق، أكد جيندوس، أحد المسؤولين في البنك المركزي الأوروبي، أن البنك لن يتخذ التزامًا بشأن مسار خفض أسعار الفائدة المخطط له في يونيو.
وعلاوة على ذلك، سجل الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة توسعًا بنسبة 0.2% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024، بعد انكماش بنسبة 0.2% في الربع الرابع من عام 2023. ويرجع هذا النمو المتسارع إلى مستوى أعلى من المتوسط المتوقع البالغ 0%. وتلقى الجنيه الاسترليني استجابة إيجابية لهذه البيانات المشجعة، حيث جذب المزيد من المشترين وأثار تذبذبات في زوج اليورو/الجنيه الاسترليني.
وفي يوم الخميس، قرر بنك إنجلترا الاحتفاظ بأسعار الفائدة عند مستوى 5.25% للمرة السادسة على التوالي، وهو ما يفتح الباب أمام إمكانية خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب أكثر مما كان متوقعًا. وخلال المؤتمر الصحفي، أشار أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، إلى أن خفض سعر الفائدة في الشهر المقبل قد يكون محتملًا، لكنه أكد أنه سيستند إلى بيانات التضخم والنشاط الاقتصادي وحالة سوق العمل قبل اتخاذ القرار النهائي.
وأوضح هيو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، أن البنك المركزي البريطاني يشعر بالثقة بأنه يمكنه البدء في تخفيف السياسة النقدية خلال الاجتماعات القادمة، وفيما يتعلق باليورو، أعلن لويس دي جيندوس، نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، أن البنك لن يلتزم بأي تطورات بعد خفض أسعار الفائدة المقرر في يونيو.
تحديات زوج اليورو دولار: توقعات خفض الفائدة وتقلبات السوق
زوج اليورو دولار يحتفظ بمكاسبه قرب مستوى 1.0776، في ظل توقعات تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما يجعل الدولار الأمريكي يواجه تحديات كبيرة.
يواصل زوج يورو/دولار التداول ضمن نطاق ضيق، قرب المستوى الحاسم للمقاومة عند 1.0785، خلال جلسة الأسواق الأوروبية يوم الجمعة، بعد ارتفاعه بشكل حاد من مستوى 1.0723. يظل الزوج الرئيسي قويًا، حيث أن المستثمرين استبعدوا بالفعل فرضية بدء البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة على الاقتراض في شهر يونيو.
تأثر زوج يورو دولار هذا الأسبوع بتراجع نشاط البيانات الاقتصادية الرئيسية في منطقة اليورو والولايات المتحدة، مما أثر على معنويات السوق. ومع ذلك، سيتركز المستثمرون في الأسبوع المقبل على بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر أبريل، التي ستصدر يوم الأربعاء.
يواجه صناع القرار في البنك المركزي الأوروبي انقسامًا بشأن مدى استمرار سلسلة تخفيضات أسعار الفائدة بعد اجتماع يونيو. ويعتقد عدد قليل من صناع السياسة أن التخفيضات الإضافية في أسعار الفائدة ابتداءً من اجتماع يوليو قد تؤدي إلى زيادة الضغوط على أسعار البضائع والخدمات.
كما قال صانع السياسة في البنك المركزي الأوروبي ومحافظ بنك اليونان يانيس ستورناراس في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام اليونانية الأسبوع الماضي إنه يتوقع ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام. ويرى أن خفض أسعار الفائدة في يوليو ممكن، وأضاف أن الانتعاش الاقتصادي في الربع الأول جعل سيناريو التخفيضات الثلاثة أكثر ترجيحًا من أربعة. نما اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 0.3% في الفترة من يناير إلى مارس، متجاوزًا التوقعات بنمو بنسبة 0.1%.
في المقابل، أعرب عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي ومحافظ البنك المركزي النمساوي، روبرت هولزمان، عن عدم رؤيته لأي سبب يدعو لتخفيض أسعار الفائدة الرئيسية “بسرعة كبيرة جدًا أو بقوة كبيرة جدًا” في الوقت الحالي.
في النهاية، يبقى الزوج يورو/دولار تحت المراقبة، مع استمرار التوترات والتقلبات في السوق، وتبقى البيانات الاقتصادية وقرارات البنوك المركزية محددة لاتجاهات الزوج في المستقبل القريب.
زيادة توقعات خفض أسعار الفائدة بسبب تباطؤ سوق العمل الأمريكية
تحلّ زوج يورو/دولار في محفظة الأسواق اليوم بقوة مستدامة، إذ يستفيد من تحسن المعنويات في الساحة المالية. يظهر هذا الزوج بقوة قليلة عند مستوى المقاومة 1.0785، حيث يتداول عند مستوى 1.0776، وذلك بفضل تفاؤل المستثمرين وزيادة الطلب على الأصول ذات المخاطر العالية، مع توقعات قوية بأن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر. في جلسة التداول الأوروبية، سجلت عقود مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب هامة، مما يعكس رغبة المستثمرين في المزيد من المخاطر.
تزداد التوقعات بتخفيض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر، مع ظهور مؤشرات على تباطؤ سوق العمل الأمريكية. أفادت وزارة العمل الأمريكية بأن عدد طلبات إعانة البطالة الأولية ارتفع بشكل ملحوظ إلى 231 ألف طلب (أعلى مستوى منذ الأسبوع العاشر من نوفمبر)، وهو ما يتجاوز التوقعات المتفق عليها بـ 210 ألف طلب والقراءة السابقة بـ 209 ألف طلب.
بالإضافة إلى ذلك، وبخلاف تجاوز طلبات البطالة التوقعات، أدى ضعف تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر أبريل وتراجع فرص التوظيف في مارس إلى إضعاف ثقة المستثمرين في قوة سوق العمل الأمريكية. فقد سجلت نسبة النمو في فرص العمل أدنى مستوى لها في ستة أشهر، وتراجعت إعلانات الوظائف إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات.
تعكس الظروف الاقتصادية القاسية في سوق العمل الأمريكية صعوبة تحمل تدابير السياسة النقدية التقييدية التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي. وقد زاد هذا السياق من توقعات تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر. يرى المتداولون أن احتمال تخفيض أسعار الفائدة عند أرقامها الحالية في سبتمبر يبلغ 71%، وهو أعلى من نسبة 66% المسجلة قبل شهر.
في هذا الأسبوع، أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن ضعف سوق العمل يمكن أن يكون مبررًا لتخفيض أسعار الفائدة. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال البنك ميلاً نحو الاحتفاظ بمعدلات الفائدة الحالية على مدار العام، مشددًا على المخاوف المتعلقة بتباطؤ التضخم الذي انخفض إلى 2٪ بالإضافة إلى السوق العقارية القوية.