تأثرت أسعار النفط الأمريكي اليوم الجمعة بانخفاض أسبوعي للمرة الثالثة على التوالي، مع تفوق المخاوف بشأن الطلب الصيني على القوة الاقتصادية الأمريكية. فقد تراجع النفط الأمريكي بنسبة 2.7% خلال هذا الأسبوع، بينما انخفض خام برنت بنسبة 0.84%.
على الرغم من النمو الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة، الذي بلغ 2.8% في الربع الثاني، أظهرت بيانات الجمارك الصينية انخفاضًا كبيرًا في واردات النفط، حيث تراجعت بنسبة 10.7% على أساس سنوي في يونيو، بينما انخفضت واردات المنتجات المكررة بنسبة 32% خلال نفس الفترة. يُذكر أن الصين هي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
إليك أسعار الطاقة الحالية ( وقت كتابة المقال):
– خام غرب تكساس الوسيط: عقد سبتمبر عند 77.92 دولار للبرميل، بانخفاض 0.36 دولار، أو 0.46%. ومنذ بداية العام، ارتفع بنسبة 8.8%.
– خام برنت: عقد سبتمبر عند 81.93 دولار للبرميل، بتراجع 0.44 دولار، أو 0.53%. وقد شهد المؤشر العالمي ارتفاعًا بنسبة 6.4% منذ بداية العام.
– عقد البنزين RBOB: عقد أغسطس عند 2.46 دولار للغالون، دون تغيير. وارتفع البنزين بنسبة 17.2% منذ بداية العام.
– الغاز الطبيعي: عقد أغسطس عند 2.02 دولار لكل ألف قدم مكعب، بتراجع 0.01 دولار، أو 0.73%. وشهد الغاز الطبيعي انخفاضًا بنسبة 19.4% منذ بداية العام.
أثارت التخفيضات المفاجئة لأسعار الفائدة في الصين قلقًا بشأن قدرة بكين على تحفيز ثاني أكبر اقتصاد في العالم. فقد قام بنك الشعب الصيني بخفض أسعار الفائدة بشكل مفاجئ يوم الاثنين، تلاه خفض لسعر الإقراض على تسهيلاته متوسطة الأجل يوم الخميس.
في هذا السياق، صرح بوب ياوجر، المدير التنفيذي لعقود الطاقة الآجلة في ميزوهو للأوراق المالية، قائلاً: “إن التحركات المفاجئة تثير المخاوف من أن الطلب الصيني على الطاقة قد يتأخر أكثر مما كان متوقعًا”.
على الرغم من هذه التقلبات، شهد السوق تطورًا مهمًا: فقد أظهر المتداولون احترامًا للمستويات الفنية الداعمة، مما سمح للنفط الخام الخفيف بتعويض معظم خسائره الأسبوعية. وهذا يعكس مرونة السوق وأهمية مستويات الأسعار الرئيسية في اتخاذ قرارات التداول.
النفط يواصل خسائره الأسبوعية وسط مخاوف من الطلب الصيني
تواصل أسعار النفط الخام تسجيل خسائر أسبوعية للمرّة الثالثة على التوالي، في ظلّ ضغوط ناتجة عن التوقعات بانخفاض الطلب الصيني. رغم ذلك، شهد النفط بعض المكاسب في بداية الأسبوع، مدعومة بعمليات سحب كبيرة من المخزونات كما أفاد معهد البترول الأمريكي وإدارة معلومات الطاقة. كما تلقت أسعار النفط دفعة من وزارة التجارة الأمريكية التي أكدت نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.8% في الربع الثاني، مشيرة إلى زيادة في الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار التجاري.
يتوقع صدور مزيد من البيانات الاقتصادية الأمريكية في وقت لاحق اليوم، حيث سيقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بالكشف عن بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى البنك المركزي الأمريكي. وفي الوقت ذاته، تستفيد الأسعار من التوقعات الإيجابية بشأن بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، مما يعزز الآمال في إمكانية خفض أسعار الفائدة في سبتمبر.
من جهة أخرى، حذر المحللون هذا الأسبوع من أن ضعف الطلب وتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل قد يؤديان إلى انخفاض أسعار النفط بنحو 11 دولارًا للبرميل، خاصةً إذا فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية جديدة على السلع المستوردة. وقد يتعمق هذا الانخفاض إلى 19 دولارًا للبرميل إذا أرجأ بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة حتى بعد عام 2025 بسبب التضخم المرتفع المستمر.
ومن المثير للاهتمام، أن بعض المراقبين لسوق النفط يتوقعون زيادة في إمدادات أوبك في النصف الثاني من العام. إن المراقبين منقسمون بشأن ما إذا كان كارتل المنتجين سيخفف قيوده في الربع المقبل. وقد اقترحت أوبك بالفعل إمكانية تراجعها عن بعض قيود الإنتاج، لكنها أوضحت أن ذلك لن يحدث إلا إذا كانت الأسعار ضمن نطاقها المستهدف. ومع تراجع الأسعار، من غير المرجح أن تقوم المجموعة بإعادة أي إمدادات، حيث إن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من الضغط على الأسعار ويخالف هدف التخفيضات الأساسي.
تقلبات أسعار النفط: بيانات المخزونات الأمريكية وتأثيرات الطلب العالمي
شهد سوق النفط الخام تقلبات ملحوظة هذا الأسبوع، حيث تباينت الأسعار بشكل كبير مع قيام المتداولين بتحليل بيانات اقتصادية هامة وأحداث عالمية جديدة وتأثيرات العرض والطلب. افتتح الأسبوع بحذر، تلاه ارتفاع في الأسعار منتصف الأسبوع، قبل أن تواجه الأسعار ضغوطًا جديدة مع تطور عوامل متعددة.
مفاجأة بيانات المخزونات الأمريكية
أبرز الأحداث الإيجابية لهذا الأسبوع كانت بيانات المخزونات الأمريكية، حيث أفادت إدارة معلومات الطاقة (EIA) بتراجع ملحوظ في مخزونات الخام والوقود. انخفضت مخزونات الخام بمقدار 3.7 مليون برميل، وهو انخفاض أكبر من التوقعات. كما شهدت مخزونات البنزين والمقطرات تراجعًا كبيرًا، مما يعكس طلبًا قويًا على النفط في الولايات المتحدة. عادة ما يتسبب هذا الطلب القوي في رفع الأسعار، ولكن السوق لم يظهر رد فعل كبير، مما يشير إلى تأثير عوامل أخرى على قرارات المتداولين.
القلق بشأن تباطؤ النمو والطلب
رغم ذلك، شهد خام برنت انخفاضًا بنحو 0.3% خلال الأسبوع، بينما من المتوقع أن يخسر خام غرب تكساس الوسيط ما يقرب من 2%، وذلك بسبب القلق المستمر حول تباطؤ النمو والطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط. قامت بكين بشكل غير متوقع بخفض أسعار الإقراض الرئيسية هذا الأسبوع، في محاولة لتحفيز السياسة النقدية وسط تزايد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي.
كما ساهم الاتجاه الهبوطي في النفط بشكل جزئي في بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصيني التي أظهرت نموًا أقل من المتوقع في الربع الثاني. تزايدت حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد الياباني بعد صدور بيانات تضخم متباينة من طوكيو، مما أثار الشكوك حول قدرة بنك اليابان على رفع أسعار الفائدة في الأسبوع المقبل.
أيضًا، فإن التكهنات حول إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس أو احتمالات تصعيد إضافي أثرت على قرار المتداولين بشأن وضع علاوة المخاطر عند تسعير النفط.