شهدت أسعار النفط اليوم الثلاثاء انخفاضًا حادًا لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ منتصف يونيو. جاء هذا التراجع نتيجة لتوقعات فائض العرض والمخاوف المستمرة بشأن الطلب، مما أثر سلبًا على معنويات السوق.
تأثير خفض أسعار الفائدة في الصين
لم يقدم التخفيض المفاجئ لأسعار الفائدة من قبل الصين، أكبر مستورد للنفط، الدعم المتوقع للأسواق. وصرح المحللون أن هذا الخفض كان أقل من المطلوب لتعزيز الثقة في الاقتصاد الصيني.
مستويات الأسعار الحالية انخفضت العقود الآجلة لخام برنت التي تنتهي في سبتمبر بنسبة 0.2% لتصل إلى 82.26 دولارًا للبرميل. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.2% لتبلغ 77.20 دولارًا للبرميل
توقعات الأسعار على المدى القريب ورغم التحديات، يتوقع مورجان ستانلي أن تنهي أسعار النفط الربع الثالث عند 86 دولارًا للبرميل، مما يشير إلى ارتفاع محتمل على المدى القريب مقارنة بالمستويات الحالية.
الشكوك حول توقعات الطلب تظل الأسواق متشككة بشأن آفاق الطلب على النفط الخام، في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي نتيجة لضغوط ارتفاع أسعار الفائدة. ورغم خفض الصين غير المتوقع لأسعار الفائدة لتعزيز النمو، إلا أن المحللين يرون أن هذا الخفض كان غير كافٍ لبث الثقة في الأسواق.
التباطؤ الاقتصادي في الصين لم تسفر الجلسة المكتملة الثالثة للحزب الشيوعي الصيني عن إشارات ملموسة بشأن إجراءات التحفيز المنتظرة من بكين، في وقت نما فيه الاقتصاد الصيني بأقل من المتوقع في الربع الثاني. هذا التباطؤ الاقتصادي لا يبشر بالخير للطلب على النفط.
المشهد السياسي الأمريكي وفي الولايات المتحدة، كان التركيز على السياسة حيث أعلن الرئيس جو بايدن أنه لن يترشح لإعادة انتخابه، مؤيدًا نائبة الرئيس كامالا هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي. يتقدم كل من بايدن وهاريس في استطلاعات الرأي خلف المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي أعلن عن خططه لزيادة إنتاج النفط الأمريكي إذا فاز بالرئاسة.
تأثير التوترات الجيوسياسية على العقود الآجلة للنفط
شهدت العقود الآجلة للنفط الخام تراجعًا إلى أدنى مستوى لها منذ أوائل يوليو، رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية. وأشارت مذكرة من بنك جولدمان ساكس اليوم الثلاثاء إلى أن السوق تعتبر التوترات في الشرق الأوسط تهديدًا محتملًا لإمدادات النفط، مما جعل علاوة مخاطر أسعار النفط تقترب من الصفر.
أسعار الطاقة اليوم
– غرب تكساس المتوسطة (عقد سبتمبر): 77.94 دولارًا للبرميل، بانخفاض 46 سنتًا أو 0.59٪. ارتفع سعر النفط الخام الأمريكي بنسبة 8.7% منذ بداية العام.
– برنت (عقد سبتمبر): 81.97 دولارًا للبرميل، بانخفاض 45 سنتًا أو 0.55%. ارتفع المؤشر العالمي بنسبة 6.4% منذ بداية العام.
– بنزين ار بي او بي (عقد أغسطس): 2.46 دولار للغالون، بانخفاض سنت واحد أو 0.45%. ارتفع سعر البنزين بنسبة 17% منذ بداية العام.
– غاز طبيعي (عقد أغسطس): 2.22 دولار لكل ألف قدم مكعب، بانخفاض 3 سنتات أو 1.38%. انخفض الغاز بنسبة 11.6% منذ بداية العام.
توقعات السوق
رغم أن الطلب على البنزين في الصيف لا يدعم ارتفاع أسعار النفط، يتوقع المحللون أن يكون الربع الثالث أكثر تشددا، خاصة مع انخفاض مخزونات الخام الأمريكية لمدة ثلاثة أسابيع متتالية. إلا أن الطلب على البنزين كان ضعيفًا للأسبوع المنتهي في 12 يوليو، حيث انخفض بمقدار 615 ألف برميل يوميًا.
مخاطر الإمدادات
تشكل حرائق الغابات في ألبرتا تهديدًا محتملاً لإمدادات الخام في كندا، على الرغم من أن الإنتاج ظل قويًا حتى الآن. وفقًا لجولدمان، من المحتمل أن يكون أسوأ ما في موسم حرائق الغابات قادمًا، حيث يخرج ثلث الحرائق عن نطاق السيطرة، مما يهدد إنتاج 400 ألف برميل يوميًا.
توقعات عام 2024
من المتوقع أن يعاني سوق النفط من نقص طفيف في المعروض بمقدار 200 ألف برميل يوميًا في عام 2024، مع توقعات باستمرار الطلب المتزايد خلال هذا العام، وفقًا لمذكرة من UBS بتاريخ 22 يوليو.
انخفاض أسعار الغاز والنفط وسط تقلبات السوق وتوقعات بمزيد من الضغوط
شهدت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي تراجعًا ملحوظًا يوم أمس، حيث انخفض سهم TTF بنحو 1%، لكن الأسعار لا تزال ثابتة فوق 31 يورو لكل ميجاوات في الساعة. على الرغم من ذلك، نتوقع ضعف الأسعار خلال هذا الربع، مع امتلاء المخزون الأوروبي بنسبة 83%، وهو ما يقارب مستويات العام الماضي وأعلى بكثير من متوسط الخمس سنوات البالغ 73%. كما بدأت مخاطر إمدادات الغاز الطبيعي المسال في التراجع مع تعافي تدفقات الغاز إلى مصنع فريبورت لتصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة بعد اضطرابات إعصار بيريل.
وفي بورصة لندن إنتركونتيننتال، انخفض عقد سبتمبر 2024 لخام برنت بنسبة 0.02% ليستقر عند 82.38 دولارًا للبرميل. في بورصة نايمكس للسلع في نيويورك، انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم سبتمبر بنسبة 0.1% ليصل إلى 78.32 دولارًا للبرميل. يُعتبر خام غرب تكساس الوسيط المعيار الرئيسي لأسعار النفط في أمريكا الشمالية، وله دور محوري في تسعير النفط الخام في سوق الولايات المتحدة.
يعكس هذا الانخفاض الطفيف تعديلات السوق المستمرة، حيث يتفاعل المستثمرون مع مجموعة من العوامل بما في ذلك التوترات الجيوسياسية، البيانات الاقتصادية، والتغيرات في ديناميكيات العرض والطلب العالمي على النفط. يُستخدم خام برنت، وهو أحد المعايير العالمية الرئيسية، كمرجع لتسعير النفط في أوروبا، إفريقيا، والشرق الأوسط. تُراقب تحركات الأسعار عن كثب لأنها تؤثر على اتجاهات سوق النفط العالمية والظروف الاقتصادية.
تعرضت أسعار النفط لضغوط نتيجة استمرار المخاوف بشأن الطلب، فيما ضعفت سوق النحاس على خلفية ارتفاع المخزونات. ورغم الضغوط المستمرة، نواصل التفاؤل بشأن السوق خلال الربع الثالث ونتوقع ارتفاع الأسعار من المستويات الحالية.
من المتوقع أن تؤدي تخفيضات أوبك + إلى تشديد السوق خلال هذا الربع، لكن مدى هذا الضيق يعتمد على تطور الطلب الصيني. طلبت المجر وسلوفاكيا من الاتحاد الأوروبي إقناع أوكرانيا بالسماح باستئناف تدفقات النفط الخام من شركة لوك أويل، والتي تُعتبر نقلًا للنفط الروسي عبر أوكرانيا. وقد أوقفت أوكرانيا هذه التدفقات نتيجة تشديد العقوبات على المنتج.