الدولار الاسترالي يتصدر قائمة العملات الأعلى ربحًا

الدولار الأسترالي

تحقق الدولار الاسترالي اليوم ارتفاعًا ملحوظًا عند افتتاح الجلسة الأمريكية لسوق العملات، حيث ارتفع بنسبة 2.25% مقارنة بنظيراته من العملات الرئيسية الأخرى. يأتي هذا الارتفاع بفضل التصريحات الإيجابية التي أدلى بها نائب محافظ بنك الاحتياطي الاسترالي اليوم.

فقد أكد نائب المحافظ على أن المخاطر الرئيسية التي تواجه الاقتصاد الاسترالي تكمن في احتمالية أن يعزز التضخم المرتفع حاليًا توقعات الاحتياطي الاسترالي لمستويات التضخم في المستقبل. وأشار إلى أن الطريق نحو تحقيق خفض في التضخم أصبح أكثر صعوبة في الوقت الحالي، نظرًا للمخاطر التي تحيط بالاقتصاد الاسترالي والتي قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات التضخم مرة أخرى.

يأتي هذا الإعلان في سياق تزايد القلق بشأن تأثيرات التضخم العالي على الاقتصادات العالمية، ويبرز دور البنوك المركزية في محاولة مواجهة هذه التحديات. في هذا السياق، يعكس ارتفاع الدولار الاسترالي تفاؤل المستثمرين بالإجراءات المستقبلية التي قد يتخذها بنك الاحتياطي الاسترالي للتصدي لتحديات التضخم.

تأكيد تصريحات نائب محافظ بنك الاحتياطي الاسترالي قوى توقعات الأسواق بمواصلة البنك نهجه التشديد، حيث يزداد احتمال رفع سعر الفائدة في الاجتماع المقبل. هذا التوجه التشديدي المحتمل يعكس استعداد البنك لاتخاذ إجراءات لمواجهة تحديات التضخم المتزايد.

يتوقع المتداولون أن يكون للتحركات الإيجابية في سعر الدولار الاسترالي تأثير إيجابي على سوق العملات، حيث يعكس هذا الارتفاع تفاؤل المستثمرين بالتدابير القوية التي قد يتخذها البنك الاحتياطي. يمكن أن يؤدي رفع سعر الفائدة إلى جذب المزيد من رؤوس الأموال إلى الاقتصاد الاسترالي، مما يعزز قوته الاقتصادية بشكل عام.

من المتوقع أن تستمر تلك التحركات والتوقعات في تحديد اتجاهات سوق العملات في الفترة القادمة، مع متابعة المستثمرين عن كثب لأي تطورات إضافية تتعلق بسياسة الفائدة والتضخم في أستراليا.

تحسن الدولار الاسترالي بفضل التفاؤل حيال النشاط الصيني

تعززت قوة الدولار الاسترالي أيضًا من تفاؤل الأسواق تجاه النشاط الاقتصادي في الصين، حيث كشفت بيانات صادرة صباح اليوم عن بنك الصين الشعبي عن تسجيل قروض جديدة بقيمة 738 مليار يوان صيني. يفوق هذا الرقم توقعات الأسواق التي كانت تتوقع تسجيل قيمة قروض جديدة حوالي 660 مليار يوان فقط.

تعكس هذه الزيادة في حجم الاقتراض تفاؤل الأسواق بالأوضاع الاقتصادية في الصين. يعتبر حجم الاقتراض مؤشرًا هامًا يعكس معدلات الإنفاق للشركات والأفراد. يمكن أن يؤثر هذا التفاؤل الناجم عن النشاط الاقتصادي القوي في الصين إيجابيًا على النمو الاقتصادي الصيني وبالتالي يمكن أن ينعكس على النمو الاقتصادي في أستراليا، نظرًا لأن أستراليا تعتبر شريكًا تجاريًا رئيسيًا للصين.

بهذا السياق، يظهر أن تفاعل الأحداث الاقتصادية العالمية يلعب دورًا مهمًا في تشكيل حركات العملات، ويؤثر على أداء الدولار الاسترالي في الأسواق العالمية.

في المرتبة الثانية، سجل الجنيه الاسترليني ارتفاعًا بنسبة 1.65% مقابل العملات الرئيسية الأخرى. يستمر الاسترليني في جذب الدعم القوي نتيجة للأخبار الإيجابية المتعلقة ببيانات النمو الاقتصادي البريطاني لشهر سبتمبر.

في البيانات التي صدرت يوم الجمعة الماضي، أظهرت زيادة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة حوالي 0.2% في سبتمبر. يعد هذا الرقم أفضل من توقعات أسواق العملات التي كانت تشير إلى استقرار النمو الاقتصادي عند مستويات صفرية. كما جاءت هذه الزيادة أعلى من القراءة السابقة لشهر أغسطس، التي كانت قد استقرت عند 0.1%. يُعزى هذا الأداء القوي للاقتصاد البريطاني إلى تعافيه التدريجي من تأثيرات الأحداث الاقتصادية العالمية السابقة.

تعكس هذه التطورات الإيجابية في الاقتصاد البريطاني تأثيرًا إيجابيًا على أداء الجنيه الاسترليني في سوق العملات، حيث يتجاوب السوق بإيجابية مع تحسن الوضع الاقتصادي في المملكة المتحدة.

تصريحات عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي تدفع الدولار للارتفاع

في المركز الأخير، احتل الدولار المرتبة الأخيرة في قائمة العملات الأكثر ربحاً في تداولات سوق العملات، حيث ارتفع بنسبة 0.54% مقابل باقي العملات الرئيسية الأخرى. يعزى هذا الارتفاع إلى تصريحات عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ماري دالي، الذي أشار إلى أنه من المبكر القول بأن البنك المركزي قد تحقق الفوز في محاربة التضخم.

أكدت دالي أنه لا يزال من المبكر الإعلان عن انتهاء دورة رفع الفائدة، مما زاد من توقعات الأسواق بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يقوم برفع أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعه القادم. هذا التوقع أثر إيجابًا على حركة الدولار في سوق العملات اليوم، حيث يرى المتداولون أن هذا الإجراء قد يساهم في تقليص تأثير التضخم.

تشير تلك التصريحات إلى استمرار التحفظ في التوقعات حول سياسة الفائدة، مما أثار تكهنات حول إمكانية رفع أسعار الفائدة في المستقبل. تراجع التوقعات بانتهاء دورة رفع الفائدة قد ساهم في دعم الدولار الأمريكي، حيث يعكس تفاؤل المستثمرين بالتدابير التشديدية المحتملة من قبل الفيدرالي. تلك التوقعات المرتبطة بالسياسة النقدية قد ساهمت في زيادة زخم مؤشر الدولار الأمريكي خلال هذه التداولات.

تزايدت جاذبية الدولار الأمريكي خلال التعاملات الحالية، حيث ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة لشهر أكتوبر. من المتوقع أن تلعب هذه البيانات دورًا حاسمًا في توجيهات الفيدرالي الأمريكي بشأن سياسته النقدية المستقبلية، بما في ذلك قرار رفع أسعار الفائدة أو استمرار التوقف المؤقت.

تعتبر بيانات التضخم أحد المؤشرات الرئيسية التي يراقبها الفيدرالي لاتخاذ قراراته النقدية، وتأتي هذه الترقبات في ظل تحولات في الاقتصاد العالمي وتحديات متزايدة، مثل ارتفاع التضخم وتأثيراته على الاقتصاد.

تعكس هذه التطورات الأخيرة تأثير السياسات النقدية والتصريحات الرسمية على قيمة العملة، وتظهر كيف يمكن لتصريحات أعضاء البنك المركزي أن تؤثر على توجهات السوق وحركة الأسعار.

توقعات اقتصاديي بنك مونتريال للدولار الأمريكي

أصدر الاقتصاديون في بنك مونتريال توقعاتهم حول عملات أمريكا الشمالية، وتركزوا بشكل خاص على الدولار الأمريكي ونظيره الكندي. أشار الخبراء إلى وجود خطر تباعد في وضع السياسة النقدية بين بنك كندا والبنك الاحتياطي الفيدرالي في ظل الظروف الاقتصادية الحالية والتوقعات على المدى القريب. وعلى الرغم من ذلك، يرجح الخبراء أن يتجه بنك كندا نحو موقف أكثر مرونة نسبيا، مما قد يعزز التفاهم ويقلل من التباعد المحتمل في السياسة النقدية بين البلدين.

وفقًا للخبراء في المصرف الاستثماري الكندي، يُتوقع أن تؤدي المرونة النسبية لبنك كندا إلى استمرار ارتفاع الدولار الكندي، حتى وإن كان بشكل طفيف. يُشيرون إلى أن انخفاض قيمة الدولار الكندي قد يتطلب تراجعًا أكبر في أداء الاقتصاد الكندي.

من جهة أخرى، تتوقع التوقعات الاقتصادية في بنك مونتريال أن يشهد الدولار الأمريكي انخفاضًا وفقدانًا لمكاسبه في عام 2024 أمام معظم العملات، خاصةً مع التغير المتوقع في سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والاتجاه نحو خفض أسعار الفائدة في السنة المقبلة.

في وقت سابق، قد توقع الاقتصاديون في بنك HSBC استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي في المستقبل، على الرغم من قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأخير بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، وهو قرار يتوافق مع توقعات الأسواق.

وأشار خبراء في المصرف البريطاني إلى أن محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، قدم مزيجًا من التعليقات التشديدية خلال الاجتماع. وبناءً على ذلك، يرى هؤلاء الخبراء أن الاجتماع الأخير للبنك الاحتياطي الفيدرالي لا يغير التوقعات بأن الدولار قد يرتفع بشكل أكبر في المستقبل، خاصةً أمام اليورو والجنيه الاسترليني.

يظهر من هذا التحليل أن الرهان على ارتفاع الدولار يستند إلى تصاعد التصريحات التشديدية من قبل محافظ الفيدرالي الأمريكي، مما يشير إلى التزام البنك باتخاذ إجراءات للتصدي للتضخم. ومع استمرار هذا الاتجاه المتوقع، ينبغي على المستثمرين والأسواق متابعة التطورات الاقتصادية والنقدية بعناية لضبط استراتيجياتهم واتخاذ القرارات المستنيرة.