استمرت أسعار الفائدة في البنوك المركزية الكبرى في الاستقرار في أبريل الماضي، وذلك بفضل الإجراءات التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتي واجهت بعض التحديات في الأسواق الناشئة. حافظت جميع البنوك المركزية الأربعة، وهي بنك اليابان وبنك كندا والبنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي النيوزيلندي، على أسعار الإقراض القياسية دون تغيير خلال اجتماعاتها في أبريل. ولم يعقد صناع السياسة في سويسرا والسويد وأستراليا والنرويج وبريطانيا اجتماعات لمناقشة أسعار الفائدة.
وفي أبريل ومايو، قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عندما أعلن قراره الأخير. تعززت البيانات الأمريكية التي أشارت إلى نمو قوي وضغوط تضخم، مما أدى إلى تباين الرؤى بين أكبر بنك مركزي في العالم ونظرائه في مجموعة العشرة.
تمثل هذه الأحداث تحديًا لصانعي السياسات الاقتصادية في الاقتصادات الناشئة، حيث قد يتأخر رفع أسعار الفائدة في تلك الاقتصادات مقارنةً بالاقتصادات المتقدمة التي شهدت تشديدًا ودورة تيسيرًا سابقة. يعد إعادة تقييم تخفيضات أسعار الفائدة مهمة بشكل كبير، حيث يتوقع السوق الآن تخفيضًا واحدًا فقط بحلول نهاية العام، وهو توقيت متأخر جدًا في هذا العام.
منذ بداية العام وحتى الآن، ارتفعت إجمالي زيادات أسعار الفائدة في الأسواق الناشئة بمقدار 775 نقطة أساس، تقريبًا جميعها تم تنفيذها من قبل تركيا، وذلك في مقابل 850 نقطة أساس من التخفيضات.
وفي 9 مايو، سيعلن بنك إنجلترا قراره الأخير بشأن سعر الفائدة. على الرغم من عدم التوقعات بتغيير أسعار الفائدة، يترقب المستثمرون ثلاثة أسئلة رئيسية التي يأملون في الحصول على إجابات عليها من التقرير المصاحب والمتحليل الأوضاع الاقتصادية الأخيرة وتحديد مسار أسعار الفائدة أمر يتطلب معلومات حديثة تتوفر بعد موعد قطع المعرفة الخاص بي في سبتمبر 2021. لذا، يرجى الرجوع إلى مصادر أخبار موثوقة وتحديثية للحصول على معلومات أكثر دقة بشأن الأحداث الحالية وقرارات البنوك المركزية.
توقعات خفض أسعار الفائدة تزايدت بعد بيانات الوظائف الأمريكية
ارتفعت سندات الخزانة وكثف التجار رهاناتهم على متى سيبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة هذا العام بعد أن جاء تقرير سوق العمل الأمريكي متخلفًا عن التقديرات .
وانخفضت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل عامين، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتوقعات السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي، بما يصل إلى 17 نقطة أساس إلى 4.71٪ مع تفاعل المتداولين مع أرقام خلق الوظائف. ويتوقع المتداولون الآن أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة في وقت قريب من شهر سبتمبر، بعد أن شهدوا ذلك في وقت سابق من يوم الجمعة في شهر نوفمبر، ويقومون بتسعير تخفيضين بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام .
وظلت عوائد سندات الخزانة لأجل استحقاق يصل إلى سبع سنوات منخفضة بما لا يقل عن 10 نقاط أساس بالقرب من أدنى مستوياتها منذ منتصف أبريل. بدأ الارتفاع في السندات الأمريكية في أعقاب تعليقات رئيس البنك المركزي الأمريكي جيروم باول هذا الأسبوع والتي اعتبرت متشائمة، مما أدى إلى أكبر انخفاض على مدار يومين لعائدات عامين منذ يناير يومي الأربعاء والخميس .
وقال رئيس كلية كوينز في كامبريدج يوم الجمعة “إنه تقرير معتدل سوف يرضي بنك الاحتياطي الفيدرالي ويسعد السوق” .
بعد بيانات يوم الجمعة، رفع تجار المقايضة الدرجة الإجمالية لتخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية المتوقعة هذا العام – حيث نقلوها إلى حوالي 50 نقطة أساس من حوالي 41 نقطة أساس في وقت سابق من يوم الجمعة .
قلص أصحاب العمل في الولايات المتحدة عمليات التوظيف في أبريل وارتفع معدل البطالة بشكل غير متوقع. ارتفعت الوظائف غير الزراعية بمقدار 175.000، وهي أقل زيادة في ستة أشهر، وارتفعت البطالة إلى 3.9٪ وتباطأت مكاسب الأجور .
تأثير تخفيض أسعار الفائدة على الأسهم والسندات
عند حدوث تخفيض في أسعار الفائدة، تتجه الأسواق إلى التكيف بسرعة واستجابة سريعة. وفقًا للحكمة التقليدية، يعتبر تخفيض أسعار الفائدة أمرًا إيجابيًا للأسهم أكثر من السندات. ومع ذلك، في حقبة أسعار الفائدة المرتفعة، كانت السندات تحظى بشعبية بسبب العائدات المغرية التي توفرها. ومع ذلك، قد لا تكون تخفيضات أسعار الفائدة سيئة للسندات أيضًا.
تؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى انخفاض العائدات، مما يجعل أسعار السندات ترتفع بشكل متزايد. يعد هذا الارتفاع عاملاً رئيسيًا في إجمالي العائدات الاستثمارية. بالإضافة إلى ذلك، يجعل انخفاض أسعار الفائدة السندات الحالية، وخاصة تلك التي تم إصدارها خلال فترة ارتفاع أسعار الفائدة، أكثر جاذبية للحصول على عائد.
علاوة على ذلك، قد تستفيد العديد من صناديق التقاعد التي تعتمد على عائدات السندات من المرونة في السياسة النقدية. فقد يساعد ذلك في محاولات الحكومة لتنشيط الاقتصاد وإحياء النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة. يشجع تخفيض أسعار الفائدة نظريًا المستثمرين المؤسسيين على توجيه الاستثمارات نحو الشركات الناشئة ذات النمو الواعد.
وماذا عن تأثير ذلك على الاقتصاد الحقيقي؟ من المرجح أن يستفيد تخفيض السياسة النقدية أيضًا المتاجر والشركات عبر الإنترنت التي تعاني من ضغوط النمو وتراجع ثقة المستهلكين بسبب التضخم في سلسلة التوريد. إذا كانت أسعار الفائدة المرتفعة تقيّد الإنفاق في الاقتصاد البريطاني وتضعف النمو الاقتصادي، فمن المتوقع أن يعكس تخفيض أسعار الفائدة هذا التأثير. ومع ذلك، هناك الكثير من عدم اليقين في الممارسة العملية. وبغض النظر عن تحفيز الاقتصاد الذي يمكن أن يوفره من المرجح أن تكون هناك تأثيرات دقيقة وصعبة القياس في كلا الحالتين. قد تستغرق بعض الوقت حتى تظهر الآثار الفعلية لتخفيض أسعار الفائدة وتصبح واضحة تمامًا.
لذا، يمكن القول أن تخفيض أسعار الفائدة يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على الأسهم والسندات. يمكن للسندات الحالية أن تصبح أكثر جاذبية للمستثمرين بسبب ارتفاع أسعارها، بينما يمكن أن يشجع تخفيض الفائدة المستثمرين على توجيه استثماراتهم نحو الأسهم والشركات الناشئة.