تم تحديث أسعار الذهب في اللحظات الأخيرة من جلسة التداول، حيث ارتفعت بعد أن كانت تراجعت في الصباح. استغلت الثيران فرصة انخفاض سعر المعدن الأصفر وزادوا من مشترياتهم، مما دفع السعر للارتفاع مجددًا فوق مستوى 2400 دولار للأوقية. وتشهد العقود الآجلة للذهب زيادة بنسبة 0.5% حاليًا، حيث وصلت إلى 2407 دولار للأوقية. وفي نفس الوقت، ترتفع العقود الفورية للذهب بحوالي 0.4%، حيث وصلت إلى 2406 دولار للأوقية.
تعمقت أسعار الذهب العالمية في هذه اللحظات من جلسة التداول، اليوم الثلاثاء، رغم استقرار الدولار. يترقب المستثمرون البيانات الاقتصادية الأمريكية هذا الأسبوع للحصول على مزيد من الوضوح حول جدول خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. و قد تظل قوة الدولار بالقرب من مستوى 104 نقطة، مما يضع ضغطًا على سعر الذهب المقوم بالدولار بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
يترقب المتداولون صدور تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني يوم الخميس، بالإضافة إلى بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر يونيو يوم الجمعة. وفيما يتعلق بالذهب، قال مات سيمبسون، كبير المحللين في سيتي إندكس: “يبدو أن الذهب مستقر حاليًا حول 2400 دولار أمريكي، وبالتالي فإن هناك فرصة لارتداد طفيف مع إعلان بيانات الناتج المحلي الإجمالي”.وأضاف: “ومع ذلك، في حالة حدوث مفاجأة إيجابية في النمو، لا يزال لدي اعتقاد بأن الذهب قد يحافظ على سعر أعلى من 2360 دولار أمريكي في الظروف الاقتصادية الحالية”.
الذهب والفائدة :ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2,483.60 دولارًا أمريكيًا الأسبوع الماضي، مع تسعير الأسواق بشكل عام لخفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس بحلول سبتمبر. حيث إن انخفاض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك. ، أضاف: “التوقعات إزاء سعر الفائدة هي العامل الأكثر تأثيراً في سعر الذهب حالياً. لكن عدم اليقين السياسي قد يسيطر في حال حدوث تطورات جوهرية
متابعة الفائدة الأمريكية المتاحة
أظهرت أداة متابعة الفائدة الأمريكية المتاحة على موقع إنفستنغ السعـودية ترجيح المستثمرين لتثبيت تكاليف الاقتراض خلال اجتماع يوليو بنسبة 97.4%، مع تراجع طفيف في توقعات خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع سبتمبر إلى 91.7% من 94% في الجلسة السابقة. وعلى الجبهة السياسية، تعمل نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس على بناء الدعم الديمقراطي لترشحها للرئاسة بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق. ومن ناحية أخرى، وأثناء قبول ترشيح الحزب الجمهوري، تعهد دونالد ترامب بخفض الضرائب على الشركات وأسعار الفائدة. ومن الممكن أن يؤدي انخفاض عائدات الضرائب إلى اتساع عجز ميزانية الحكومة الفيدرالية الأميركية. فيما يعتقد العديد من المستثمرين أن العجز سيستمر في التدهور في ظل إدارة ديمقراطية ثانية أيضًا.
تم تسجيل انخفاض في أسعار العقود الآجلة للذهب خلال تعاملات يوم الإثنين الماضي، حيث تأثر المعدن الأصفر بضغط عمليات جني الأرباح بعد أن انتهت سلسلة مكاسب استمرت لمدة 3 أسابيع متتالية. وعند التسوية، تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.2% أو 4.40 دولار لتصل إلى 2394.70 دولار للأوقية في تسليم شهر أغسطس. وبذلك، يستمر المعدن الأصفر في تسجيل خسائره منذ وصوله إلى مستوى قياسي عند 2467.8 دولار في جلسة يوم 16 يوليو.
قال بنك جولدمان ساكس إنه لا يزال متفائلاً بشأن وفى مذكرة صدرت يوم الاثنين الماضي، مشيرًا إلى كل من التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة الفيدرالية والطلب الصيني الثابت كمحركات رئيسية، مما ساعد على دفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية. تأتي هذه النظرة الإيجابية على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية، والتي عادة ما تميل إلى خفض أسعار الذهب. في حين أن السوق الصينية حساسة لتقلبات الأسعار، ترى شركة السمسرة أن التغيرات الهيكلية تخلق “سوقًا صاعدة لا تتزعزع” للذهب في الصين. إن انخفاض أسعار الفائدة وتزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي يعززان الطلب، حتى مع ارتفاع الأسعار الذي يؤدي إلى تهدئة مشتريات المجوهرات.
البنك المركزي الصيني وشراء الذهب في الأشهر الأخيرة
بالإضافة إلى ذلك، كان البنك المركزي الصيني في فورة شراء الذهب في الأشهر الأخيرة، حيث قام بتخزين مئات الأطنان. ويقول المحللون إن هذه المشتريات الكبيرة مدفوعة بالمخاوف بشأن العقوبات المالية الأمريكية واستدامة الديون السيادية الأمريكية. ويؤكد على أهمية مشتريات البنوك المركزية من الذهب، والتي شهدت زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف منذ منتصف عام 2022. وأضافوا: “ما زلنا نرى قيمة كبيرة جدًا في صفقات شراء الذهب، ونحافظ على توقعاتنا الصعودية البالغة 2700 دولار (بزيادة 12% عن الأسعار الفورية الحالية) لعام 2025”. هذا، إلى جانب العودة المتوقعة لرؤوس الأموال الغربية إلى سوق الذهب بسبب التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة الفيدرالية، يرسم صورة متفائلة للغاية على المدى الطويل للذهب. في حين أن السوق الصينية قد تشهد تعديلات قصيرة الأجل في الطلب بسبب حساسية الأسعار، إلا أن التوقعات العامة لا تزال إيجابية.
يتوقع المتعاملون خفض أسعار الفائدة مرتين بمقدار ربع نقطة مئوية في كل مرة خلال الفترة المتبقية من عام 2024 مع تراجع التضخم في الولايات المتحدة، كما توقعت السوق بنسبة 60% أمس الاثنين خفض سعر الفائدة ثلاث مرات، بعد أن قال بنك الاستثمار العالمي “غولدمان ساكس” إنه يرى أساساً منطقياً قوياً لخفض أسعار الفائدة خلال وقت أقربه يوليو. بعد تداوله في نطاق ضيق نسبياً طوال شهر يونيو، ارتفع سعر الذهب هذا الشهر مع استعداد الأسواق لتوجه الاحتياطي الفيدرالي إلى تبني سياسة نقدية أكثر تيسيراً، وهو التحول الذي من شأنه أن يساعد في جاذبية الأصول التي لا تدر فائدة.
أمس الاثنين، أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن البيانات الأخيرة قدمت المزيد من الثقة في أن التضخم ينخفض إلى المعدل المستهدف. كما استفادت أسعار الذهب منذ مطلع 2024 من عمليات الشراء المنسقة التي نفذتها البنوك المركزية. من المحتمل أن يتماسك سعر الذهب بالقرب من أعلى مستوى قياسي سابق له، لكن الاختراق فوق ذلك سيتطلب تحولاً كبيراً في التوقعات إزاء خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي “.
