تشير البيانات الأخيرة إلى تغيرات ملحوظة في سوق العمل في المملكة المتحدة، حيث تتضمن تقديرات التوظيف والبطالة والخمول الاقتصادي.
بيانات التوظيف الأخيرة
انخفض تقدير عدد الموظفين المسجلين في المملكة المتحدة بمقدار 35,000 موظف (0.1%) بين يوليو وأغسطس 2024. ومع ذلك، شهد السوق ارتفاعًا بمقدار 165,000 موظف (0.5%) بين أغسطس 2023 وأغسطس 2024، مما يشير إلى تحسن سنوي في التوظيف.
خلال الفترة من يونيو إلى أغسطس 2024، ارتفع عدد الموظفين المسجلين لدى الشركات بنحو 3,000 موظف (0.0%) خلال الربع، وبنحو 203,000 موظف (0.7%) على مدار العام. تعكس هذه الأرقام ديناميكية السوق وتوجهاته الإيجابية رغم التحديات.
تقديرات سبتمبر 2024
في سبتمبر 2024، انخفض التقدير الأولي لعدد الموظفين المسجلين في سجلات الرواتب بمقدار 15,000 موظف (0.0%) على أساس شهري. ومع ذلك، شهد السوق ارتفاعًا بمقدار 113,000 موظف (0.4%) على أساس سنوي، ليصل العدد الإجمالي إلى 30.3 مليون موظف. من المهم التعامل مع تقديرات سبتمبر 2024 كأرقام مؤقتة، حيث من المتوقع مراجعتها عند تلقي بيانات إضافية الشهر المقبل.
تقلبات سوق العمل
تشير التقلبات المتزايدة في تقديرات مسح القوى العاملة إلى أهمية التعامل بحذر مع هذه البيانات، وذلك نتيجة أحجام العينات الأصغر. يُنصح باستخدام هذه التقديرات كجزء من مجموعة مؤشرات سوق العمل، جنبًا إلى جنب مع بيانات وظائف القوى العاملة، وعدد المطالبين، وتقديرات معلومات الوقت الحقيقي للدفع حسب الدخل.
التحديات والفرص
رغم الارتفاعات السنوية في عدد الموظفين، تبقى التحديات قائمة. يعكس انخفاض التقديرات الشهرية ضرورة مراقبة التوجهات بعناية. كما يمكن أن يؤدي التحسن العام في التوظيف إلى تأثيرات إيجابية على الاقتصاد، مثل زيادة الإنفاق والاستهلاك. من المهم أن تظل الشركات والمستثمرون على دراية بالتغيرات المحتملة في سوق العمل، حيث يمكن أن تؤثر هذه التغيرات على استراتيجياتهم المستقبلية. ستساعد هذه المعرفة في تحسين خطط التوظيف وتطوير استراتيجيات العمل المناسبة.
معدل التوظيف والبطالة في المملكة المتحدة يسجلان تحسنًا ملحوظًا
في الفترة من يونيو إلى أغسطس 2024، سجل معدل التوظيف في المملكة المتحدة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و64 عامًا حوالي 75.0%. هذه النسبة أعلى من العام الماضي، مما يعكس تحسنًا ملحوظًا في سوق العمل. كما شهد معدل البطالة تراجعًا، حيث بلغ 4.0% خلال نفس الفترة. هذا الانخفاض يُعد دليلًا على تحسين الظروف الاقتصادية مقارنة بالعام الماضي.
من ناحية أخرى، انخفض معدل الخمول الاقتصادي للأشخاص في نفس الفئة العمرية إلى 21.8%. هذا الانخفاض يعكس تحسنًا في مشاركة القوى العاملة في الاقتصاد البريطاني. رغم هذه المؤشرات الإيجابية، شهد عدد المطالبين للمعونات الاجتماعية ارتفاعًا في سبتمبر 2024، حيث بلغ 1.797 مليون، مرتفعًا على أساس شهري وسنوي.
ابتداءً من مايو 2024، ستقوم وزارة العمل والمعاشات بزيادة الحد الأدنى للأرباح الإدارية المرتبطة بشرط البحث عن عمل. من المتوقع أن يؤثر هذا التغيير على حوالي 180.000 من المطالبين خلال الأشهر الستة المقبلة، مما قد يزيد من عدد المطالبين في تلك الفترة. هذا التحول في السياسة قد يؤدي إلى تغييرات ملموسة في سوق العمل، إذ يُتوقع أن يعزز من استجابة الأفراد للفرص المتاحة. على الرغم من التحديات القائمة، تظل البيانات الحالية مشجعة وتعكس قدرة الاقتصاد البريطاني على التعافي والتكيف.
لذا، في الوقت الذي نرى فيه علامات إيجابية في التوظيف والبطالة، يظل الاهتمام بمراقبة سوق العمل ضروريًا. ستتضح تأثيرات السياسات الجديدة في الأشهر القادمة، خاصةً فيما يتعلق بالتوازن بين الوظائف والبطالة. و تظل سوق العمل في المملكة المتحدة في حالة تغير مستمر، مع تقلبات في التوظيف والبطالة. من الضروري متابعة هذه الاتجاهات بعناية لضمان استجابة فعالة من جميع الأطراف المعنية. تعتبر البيانات الحالية مرجعًا مهمًا لفهم التحديات والفرص في سوق العمل، مما يساعد في تحسين القرارات الاقتصادية المستقبلية.
انخفاض الوظائف الشاغرة في المملكة المتحدة وتأثير النمو الاقتصادي
سجلت المملكة المتحدة انخفاضًا في العدد التقديري للوظائف الشاغرة، حيث تراجع بمقدار 34 ألف وظيفة، ليصل إلى 841 ألف وظيفة في الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2024. هذا التراجع يمثل انخفاضًا ربع سنويًا للفترة السابعة والعشرين على التوالي، على الرغم من أن مستويات الوظائف الشاغرة لا تزال أعلى من تلك التي كانت قبل جائحة فيروس كورونا.
وفي جانب آخر، بلغ النمو السنوي في متوسط الدخل المنتظم للموظفين في بريطانيا العظمى 4.9% في الفترة من يونيو إلى أغسطس 2024. بينما سجل النمو في إجمالي الدخل، بما في ذلك المكافآت، 3.8%. يُعزى هذا النمو إلى المدفوعات الاستثنائية التي قدمتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية والخدمة المدنية خلال الأشهر الثلاثة السابقة. بالنظر إلى الأرقام المعدلة وفقًا للتضخم، فإن النمو السنوي في الأجور العادية بلغ 1.9%. بينما للأجور الإجمالية سجل 0.9% في نفس الفترة. هذا يشير إلى أن القوة الشرائية للموظفين قد تحسنت، ولكن بوتيرة أقل من معدلات النمو الاسمي.
إضافةً إلى ذلك، تشير التقديرات إلى أن عدد أيام العمل المفقودة بسبب النزاعات العمالية بلغ نحو 31 ألف يوم في أغسطس 2024، مما يعكس تحديات إضافية تواجه سوق العمل البريطاني. بينما تستمر المملكة المتحدة في مواجهة هذه التحديات الاقتصادية، تبقى التوقعات بشأن الوظائف والأجور قيد المراقبة. حيث يسعى المسؤولون لتعزيز الاستقرار في السوق.
الاتجاهات والاعتبارات المتعلقة بالمقارنات في بيانات التوظيف
معدلات النمو السنوية لمجموعة مختارة من مؤشرات التوظيف. توفر معدلات النمو هذه رؤية أكثر استقرارًا وأطول أمدًا للتغييرات في السوق. يعتمد مسح القوى العاملة على بيانات الأسر، بينما يعتمد مؤشر وظائف الموظفين (WFJ) بشكل أساسي على مسوحات الأعمال. يتضمن مسح القوى العاملة أيضًا الوظائف التي يشغلها العاملون لحسابهم الخاص. تُستخلص بيانات ضريبة الدخل من سجلات الضرائب الإدارية، وتركز على الموظفين الذين يتقاضون رواتب فقط. من المهم ملاحظة أن كل مصدر من هذه المصادر يجمع ويعالج البيانات بطرق مختلفة، مما يؤدي إلى اختلافات في المستويات.
تحديات التماسك في بيانات التوظيف
كما تم الإشارة إليه في الأشهر الأخيرة، تواجهنا تحديات مستمرة في تقييم التماسك بين الإحصاءات المختلفة. بالنسبة لمجموعات البيانات المتاحة، يتراوح النمو السنوي بين 0.7% للموظفين الذين يتقاضون رواتب و1.2% لموظفي القوى العاملة. رغم أن هذه الأرقام متماسكة نسبيًا في هذه النقطة الزمنية، فإن المراقبة على مدى فترة أطول تكشف عن اتجاهات متباينة في معدلات النمو. و على مدار العام الماضي، شهدنا تباطؤًا مستمرًا في النمو السنوي عبر المصادر الثلاثة. ومع ذلك، شهدت الفترتان الأخيرتان تسارعًا في النمو الإيجابي لمقياسي التوظيف في مسح القوى العاملة (LFS)، حيث نما عدد موظفي LFS بنسبة 1.2% في الفترة حتى يونيو إلى أغسطس 2024، مقارنة بنمو 0.4% في الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2023.
بينما استمر تباطؤ النمو في مقاييس WFJ وRTI، حيث انخفض نمو الموظفين المسجلين على جداول الرواتب وفقًا لمقاييس RTI من 1.8% قبل عام إلى 0.7% في الفترة من يونيو إلى أغسطس 2024. فإن التماسك الأطول أجلاً بين مؤشر التوظيف العالمي ومؤشر التوظيف المحلي يشير إلى أن هذه المصادر تقدم قراءة أكثر موثوقية بشأن التوظيف، خاصة بالنسبة للموظفين. ورغم التحديات، لا يزال مسح القوى العاملة هو المصدر الوحيد للبيانات المتعلقة بالبطالة والخمول الاقتصادي والعاملين لحسابهم الخاص.