شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا يوم الثلاثاء، حيث ارتفعت في تداولات خفيفة خلال أسبوع مختصر بسبب العطلات. كان السوق يترقب السياسات الاقتصادية المستقبلية، بما في ذلك القرارات المتعلقة بالتعريفات الجمركية التي يعتزم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تنفيذها. كما يتابع المستثمرون بحذر المسار المتوقع لخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في العام المقبل. هذه العوامل مجتمعة كانت تؤثر على الأسواق العالمية ودفعت أسعار الذهب إلى التحرك بشكل ملحوظ.
في ديسمبر، واصل الاحتياطي الفيدرالي تقليص أسعار الفائدة بعد فترة من رفعها بشكل مكثف. ومع ذلك، أشار إلى إمكانية تقليل وتيرة تخفيضات الفائدة في عام 2025. ويركز المستثمرون حاليًا على الوتيرة التي سيتبعها البنك المركزي الأمريكي في تخفيض أسعار الفائدة خلال العام المقبل. إن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدًا، مما يجعل الذهب أقل جذبًا في ظل بيئة اقتصادية تشهد ارتفاعًا في تكاليف الاقتراض.
علاوة على ذلك، ساهمت البيانات الأمريكية المتعلقة بالتضخم في تخفيف بعض المخاوف. قراءة معتدلة للتضخم، تم الإعلان عنها يوم الجمعة، أشاعت نوعًا من الهدوء بين المستثمرين بشأن وتيرة تخفيض أسعار الفائدة. لكن الأسواق لا تزال تسعر فقط نحو 35 نقطة أساس من التخفيف في عام 2025، مما يعكس القلق المستمر بين المستثمرين بشأن السياسات المستقبلية. هذا التباطؤ المحتمل في التخفيضات يدفع المستثمرين إلى التفكير في خيارات استثمارية بديلة مثل الذهب، الذي يعتبر ملاذًا آمنًا.
التعريفات الجمركية وتأثيرها على الأسواق
من جانب آخر، ركز كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ على أهمية السياسات التي ينوي الرئيس المنتخب دونالد ترامب تطبيقها. قال وونغ إن “الأمر التالي الذي سيركز عليه السوق هو سياسة التعريفات الجمركية التي يعتزم ترامب تنفيذها وكيف سترد الشركاء التجاريون المستهدفون عليها”.
ويرى أن التعريفات الجمركية تُستخدم في العادة كأداة تفاوضية، حيث أن الرئيس المنتخب قد يستخدم هذه التعريفات لإجبار الشركاء التجاريين على قبول شروط معينة. لكنه أضاف أن في حال رفض الشركاء التجاريين قبول هذه السياسة.
الانتقال إلى 2025: تغييرات اقتصادية هامة
يتوقع العديد من المحللين أن عام 2025 سيكون عامًا حافلًا بالتغييرات الكبيرة في السياسات الاقتصادية الأمريكية. ويستعد المستثمرون لموجة من التغييرات الاقتصادية، تشمل التعريفات الجمركية، وإلغاء بعض اللوائح التنظيمية، بالإضافة إلى سياسات ضريبية جديدة. هذه التغييرات ستؤثر بشكل كبير على الأسواق المالية مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل.
من جهة أخرى، شهد المعدن الأصفر مستويات قياسية هذا العام، حيث ارتفع بنسبة 27% حتى الآن، ليحقق أفضل أداء سنوي له منذ عام 2010. هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بعدة عوامل رئيسية. أولاً، كانت هناك عمليات شراء قوية من قبل البنوك المركزية حول العالم التي سعت إلى تعزيز احتياطاتها من الذهب. ثانيًا، ساهمت التوترات الجيوسياسية المستمرة، مثل النزاعات التجارية والتحديات السياسية في عدة مناطق، في زيادة الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر.
التأثيرات الجيوسياسية على الذهب والأسواق
تعتبر التوترات الجيوسياسية من العوامل المؤثرة بشكل كبير على أسعار الذهب. حيث يرتبط الذهب ارتباطًا وثيقًا بحالة عدم اليقين في الأسواق. ففي حال وجود مخاطر كبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، يلجأ المستثمرون إلى الذهب لحماية استثماراتهم من التقلبات. وهذا ما نشهده حاليًا، حيث إن النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى الأزمات السياسية في بعض دول الشرق الأوسط، قد تؤدي إلى تقلبات شديدة في الأسواق.
على الرغم من التوقعات بتقليص وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي قد يجعل الذهب يحافظ على جاذبيته. في هذا السياق، يشير الخبراء إلى أن الذهب يمكن أن يستمر في الأداء الجيد في السنوات القادمة إذا استمرت الظروف الجيوسياسية والاقتصادية في تقديم تحديات للأسواق.
شراء الذهب من قبل البنوك المركزية
أحد العوامل المهمة التي ساعدت في تعزيز سعر الذهب هذا العام هو عمليات الشراء الضخمة من قبل البنوك المركزية. يواصل العديد من البنوك المركزية حول العالم شراء كميات كبيرة من الذهب كجزء من استراتيجياتها الاحتياطية. هذا التحرك يعكس الثقة في الذهب كأداة استثمارية طويلة الأجل. على الرغم من تقلبات السوق.
الذهب مقابل الاستثمارات التقليدية
لم يقتصر التفوق على الذهب فقط في مواجهة التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، بل أيضًا تفوق على العديد من الاستثمارات التقليدية الأخرى مثل الأسهم العالمية والذهب. فقد سجل الذهب هذا العام أداءً متميزًا مقارنة بالعديد من فئات الأصول الأخرى. في حين شهدت الأسهم العالمية بعض التراجعات والتقلبات. أظهر المعدن الأصفر مرونة كبيرة في مواجهة هذه التحديات. مما دفع العديد من المستثمرين إلى توجيه استثماراتهم نحو المعدن الثمين.
مستقبل الذهب في 2025
مع اقتراب عام 2025، يبقى الذهب في وضع قوي بفضل تنوع العوامل التي تؤثر عليه. من المتوقع أن يستمر المستثمرون في استخدام الذهب كملاذ آمن وسط الأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية المتقلبة. إضافة إلى ذلك، إذا استمرت أسعار الفائدة في الانخفاض ولم تشهد الأسواق المالية استقرارًا سريعًا. فمن المرجح أن يحافظ الذهب على جاذبيته في السنوات المقبلة. بالنظر إلى سياسات ترامب القادمة، سيكون من المثير مراقبة كيف ستؤثر التغيرات في السياسات الأمريكية على أسواق الذهب.
الذهب عند التسوية: تراجع متأثر بقوة الدولار وسط تداولات ضعيفة
شهدت أسعار الذهب عمقًا في خسائرها لتغلق تعاملات أولى جلسات الأسبوع على انخفاض ملحوظ. جاء ذلك في ظل دعم قوة الدولار الأمريكي، مع تراجع أحجام التداول بسبب العطلات مع اقتراب نهاية العام.
عند إغلاق التعاملات، انخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير 2025 بنسبة 0.6%، أي بمقدار 15.7 دولار، لتسجل 2628.20 دولارًا للأوقية. وكان الذهب قد أنهى تعاملات الأسبوع الماضي بخسائر بلغت 1.1%. مما يعكس استمرار الضغوط السلبية على المعدن الثمين في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الحالية.
الذهب الآن: انتعاش طفيف في الأسعار
رغم الخسائر التي شهدها الذهب في تداولات يوم أمس، شهدت الأسعار الفورية انتعاشًا طفيفًا. ارتفع المعدن الأصفر الفوري بنسبة 0.3% ليصل إلى 2620 دولارًا للأوقية. مما يعكس بعض التعافي بعد التراجع الحاد في الجلسات السابقة. وفي المقابل، شهدت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير 2025 ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% لتسجل 2633 دولارًا للأوقية. يشير هذا الانتعاش الجزئي إلى بعض الدعم المؤقت الذي تلقاه المعدن الأصفر وسط ضغوط الدولار الأمريكي.
ارتفاع المعادن الثمينة الأخرى
بالإضافة إلى المعدن الأصفر، شهدت بعض المعادن الثمينة الأخرى زيادات متواضعة في الأسعار. ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.1% إلى 29.68 دولارًا للأوقية، بينما زاد سعر البلاديوم بنسبة 0.6% ليصل إلى 935.21 دولارًا للأوقية. كذلك، ارتفع البلاتين بنسبة 0.2% ليصل إلى 941.28 دولارًا للأوقية. تشير هذه الارتفاعات في المعادن الأخرى إلى تحركات مشابهة لما حدث في المعدن الأصفر. حيث شهدت بعض المعادن الثمينة استجابة إيجابية لتحركات السوق بشكل عام.
التوقعات المستقبلية للذهب
على الرغم من التحسن الطفيف الذي سجله المعدن الأصفر خلال الساعات الأخيرة. يظل السوق تحت ضغط العوامل الاقتصادية الكلية، مثل قوة الدولار وتوقعات رفع أسعار الفائدة الأمريكية في المستقبل. كما أن استمرار التدفقات النقدية إلى الدولار الأمريكي يعزز من جاذبيته كملاذ آمن مقارنة بالذهب. في الوقت ذاته، فإن بقاء الأسواق في مرحلة ضبابية بسبب العطلات وتقلص حجم التداول قد يساهم في استمرار تقلبات الأسعار في الأمد القريب.
يترقب المستثمرون في الأيام المقبلة التطورات الاقتصادية الكبرى، مثل السياسات النقدية المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. بالإضافة إلى التحولات في أسواق السلع الأخرى التي قد تؤثر على حركة أسعار المعدن الأصفر.