شهدت الولايات المتحدة الأمريكية -في السادس من نوفمبر الماضي- عملية انتخاب الرئيس رقم (45) في تاريخها، ضمن تظاهرة ديمقراطية ترقب مجرياتها العالم أجمع وليس فقط الشعب الأمريكي. وتتم عملية انتخاب الرئيس الأمريكي من خلال عدة مراحل لا يعرفها الكثيرون ضمن نظام انتخابي يعد فريدا من نوعه، بل ومن أعقد النظم الانتخابية في العالم رغم سهولته الظاهرية.
قواعد انتخاب الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية: يشترط فيمن يترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة أن يكون من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، وأن لا يقل عمره عن 35 عاماً، وأن يكون مقيما في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة 14 سنة على الأقل. كما يشترط توافر نفس الشروط فيمن يترشح لمنصب نائب الرئيس، إضافة إلى شرط عدم جواز أن يكون نائب الرئيس من نفس الولاية التي ينتمي إليها الرئيس وذلك بموجب التعديل الثاني عشر للدستور الأميركي.
ويتم انتخاب الرئيس الأمريكي ونائبه كل أربع سنوات. وخلافا لما يعتقده الكثيرون فإن الناخبين الأمريكيين لا يقومون بانتخاب رئيسهم مباشرة، بل يتم حسم الانتخابات عن طريق للهيئات الانتخابية أو المجمع الانتخابي (Electoral College) التي تتكون من 538 مندوباً. وهذا العدد يوازي عدد أعضاء الكونغرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ، علاوة على ثلاثة أعضاء من مقاطعة كولومبيا التي يوجد بها العاصمة واشنطن على الرغم من أنها لا تملك أى تمثيل انتخابي فى الكونجرس. حيث يكون لكل ولاية أمريكية داخل هذا المجمع الانتخابي عدد معين من الأصوات بحسب عدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونجرس.
التغييرات الأخيرة في قوانين الانتخابات: التعديلات على قوانين التصويت ففي السنوات الأخيرة، قامت العديد من الولايات بتعديل قوانين التصويت لتعزيز أو تقليل سهولة الوصول إلى صناديق الاقتراع. تشمل هذه التعديلات توسيع خيارات التصويت المبكر، وتحديث إجراءات التصويت عبر البريد، وتحديد متطلبات جديدة للتسجيل للتصويت.
التحديات القانونية: بعض التعديلات القانونية أدت إلى تحديات قانونية، حيث تم الطعن في بعض القوانين أمام المحاكم الفيدرالية والمحلية، مما أدى إلى تغييرات أو تأجيلات في تنفيذها.
ترامب و حرب رئاسه الولايات المتحده
ترامب هو أول رئيس في التاريخ أمريكا يتم عزله مرتين، وأول رئيس يترشح مرة أخرى بعد العزل. عزل ترامب لأول مرة من مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون في ديسمبر 2019 بتهمة عرقلة عمل الكونغرس بسبب محاولاته إجبار أوكرانيا على تقديم معلومات ضارة عن جو بايدن ومعلومات مضللة فيما يتعلق بالتدخل الروسي في انتخابات الولايات المتحدة لعام 2016 من خلال حجب معلومات المساعدات العسكرية جرت مساءلة ترامب الثانية من قبل مجلس النواب في 13 يناير 2021، بتهمة “التحريض على التمرد” بسبب دوره في هجوم الكابيتول في الولايات المتحدة في 6 يناير. وبما أن مجلس الشيوخ برأ ترامب في كلتا التهمتين، فلا يُمنع ترامب من السعي لإعادة انتخابه للرئاسة في عام 2024.
حكمت المحكمة العليا في بأن ترامب غير مؤهل لتولي منصبه بموجب المادة 3 من التعديل الرابع عشر لدستور الولايات المتحدة، ودوره في هجوم الكابيتول في 6 يناير، وحاولت المحكمة استبعاده من الظهور في بطاقة الاقتراع. ولكن لم تنجح هذه المحاولات، ففي 4 مارس 2024، قضت المحكمة العليا في الولايات المتحدة بالإجماع بأن الولايات لا يمكنها تحديد أهليتها لإجراء انتخابات وطنية بموجب المادة 3.
أطلق دونالد ترامب ادعاءات كاذبة بشأن تزوير الناخبين في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، واستمر في إنكار نتائج الانتخابات اعتبارًا من يونيو 2024 حذر أن المسؤولين الذين ينكرون شرعية الانتخابات الرئاسية لعام 2020 قد يحاولون عرقلة عملية التصويت أو رفض التصديق على نتائج انتخابات 2024 في الفترة التي سبقت انتخابات 2024، أطلق الحزب الجمهوري ادعاءات كاذبة حول “تصويت غير المواطنين” على نطاق واسع من المهاجرين في محاولة لنزع الشرعية عن الانتخابات إذا خسر ترامب
وقد لوحظ أن ترامب حاول تأجيل محاكماته إلى ما بعد انتخابات نوفمبر. إذا فاز ترامب بالانتخابات في نوفمبر ، ففي 20 يناير 2025، يمكن أن يأمر ترامب المدعي العام الجديد بإسقاط التهم الفيدرالية التي يواجهها، ومنع تهم الولاية من التأثير من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب، وإصدار عفو بقرار رئاسي ذاتي
الأداء في فترة ولايه كامالا هاريس كنائبة للرئيس
السياسات والإصلاحات: كامالا هاريس عملت على دعم المبادرات والسياسات التي تشمل قضايا العدالة الاجتماعية، والتغير المناخي، والإصلاحات الاقتصادية. قامت بدور نشط في تعزيز قوانين الهجرة، والمساواة في العمل، والتأثير على السياسات المتعلقة بالصحة العامة. ولعبت هاريس دوراً مهماً في السياسة الخارجية، حيث شاركت في قضايا مثل العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية، والتوترات الدولية، وأمن الطاقة.
حملتها في الانتخابات الرئاسية 2024: ترشيح الحزب الديمقراطي: في 22 يوليو 2024، حصلت كامالا هاريس على دعم كافٍ من المندوبين لتصبح مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، حيث تُعتبر المنافسة الرئيسية في الانتخابات القادمة.
المعركة الانتخابية: تركز حملتها الرئاسية على القضايا الاجتماعية والاقتصادية الكبرى، بما في ذلك تحسين نظام الرعاية الصحية، والتعليم، والعدالة الاقتصادية.
الأحداث والظهور الإعلامي: خطابات ومؤتمرات: قامت هاريس بالظهور في العديد من المؤتمرات والفعاليات الإعلامية لتسليط الضوء على مواقفها السياسية وبرامجها. كما شاركت في حوارات حول إصلاحات السياسة العامة وقضايا حقوق الإنسان.
العمل على تعزيز الحملة الانتخابية: عملت على بناء تحالفات واسعة وتعزيز قاعدة دعمها من خلال التفاعل مع الناخبين ومؤيديها.
التحديات والمشكلات: التحديات الداخلية: واجهت هاريس بعض التحديات في التعامل مع القضايا الداخلية للحزب الديمقراطي وكذلك التعامل مع انتقادات حول أدائها وأولوياتها السياسية.
التعامل مع الأزمات: كانت لها دور بارز في معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية خلال فترة ولايتها كنائبة للرئيس، بما في ذلك التعامل مع الجائحة العالمية وتداعياتها.
الإنجازات الشخصية والمهام: التركيز على قضايا النساء والأقليات: استمرت هاريس في دعم قضايا النساء والأقليات من خلال مبادرات جديدة وبرامج دعم متطورة.
الترويج للعدالة الاجتماعية: عملت على تعزيز سياسات العدالة الاجتماعية وحماية الحقوق المدنية، وساهمت في صياغة تشريعات جديدة تتعلق بحقوق الإنسان والمساواة. و تظل كامالا هاريس شخصية بارزة في الساحة السياسية الأمريكية، وتؤثر بشكل كبير في المناقشات حول السياسات والمستقبل السياسي للبلاد.