تواجه أسعار الذهب تحديات في الاستفادة من التعافي اليومي بعد انخفاضها إلى أدنى مستوى لها في عدة أسابيع. الأسعار لا تزال أقل من مستوى 3050 دولارًا رغم محاولات العودة للارتفاع. في الجلسة الآسيوية، سجل سعر الذهب تراجعًا ملحوظًا إلى أدنى مستوى له في أكثر من ثلاثة أسابيع، ولكن دون أن يشهد متابعات واضحة لهذا الهبوط.
الركود العالمي يؤثر على معنويات المستثمرين
لا يزال تأثير المخاوف من الركود الاقتصادي العالمي يؤثر بشكل كبير على معنويات المستثمرين. هذا الوضع، في ظل الأزمات التجارية المتصاعدة، يعزز من الطلب على السلع الآمنة مثل الذهب. مع تزايد القلق بشأن المستقبل الاقتصادي، تتجه الأنظار نحو الملاذات الآمنة كالذهب الذي يعتبر من الخيارات المفضلة للمستثمرين في أوقات التوترات الاقتصادية.
ضغط خفض أسعار الفائدة ودعمه للذهب
من جهة أخرى، فإن التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي تساهم في تقويض الدولار الأمريكي. هذه التوقعات تدعم أيضًا سعر الذهب مقابل الدولار الأمريكي. الرهانات على المزيد من خفض الفائدة تعكس تحركًا نحو الأسواق الآمنة في ظل الضغوط التي يواجهها الدولار. يشير هذا إلى أن الأسواق تتوقع أن يتخذ بنك الاحتياطي الفيدرالي خطوات أكثر عدوانية فيما يتعلق بتخفيض أسعار الفائدة.
التحليل الفني لسعر الذهب ومناطق الدعم والمقاومة
من الناحية الفنية، شهد الذهب بعض التعافي بالقرب من منطقة 2972-2971 دولارًا، وهي أدنى مستوى له في أربعة أسابيع. كما استعاد المعدن الأصفر بعض الزخم في الاتجاه الصعودي بعد أن لامس هذا المستوى. يبدو أن حركة الذهب تراجعت بشكل عام في الأسابيع الماضية بسبب تحركات السوق الأوسع. التراجع العام في الأسواق المالية كان جزءًا من تأثير إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن فرض رسوم جمركية متبادلة على معظم الشركاء التجاريين.
بيانات بنك الشعب الصيني وتعزيز الطلب على الذهب
من جانبه، أعلن بنك الشعب الصيني (PBOC) عن زيادة احتياطياته من الذهب للشهر الخامس على التوالي. هذه الإضافة تدعم قوة الذهب كسلعة ملاذ آمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية. في مارس، قام البنك بإضافة نحو 0.09 مليون أونصة تروي إلى احتياطياته، مما يشير إلى استراتيجية مستمرة في تعزيز حيازات الذهب. يشكل هذا عاملًا إيجابيًا يعزز الطلب العالمي على المعدن الأصفر.
الآثار المترتبة على الرسوم الجمركية الأمريكية
في وقت سابق، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة على معظم السلع المستوردة من دول مختلفة. كانت هذه الإجراءات التجارية سببًا رئيسيًا لزيادة المخاوف بشأن تأثير الرسوم على الاقتصاد العالمي. الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين، التي وصلت إلى 54%، ساهمت في رفع مستوى التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وفي رد فعل على هذه الرسوم، أعلنت وزارة التجارة الصينية عن فرض رسوم إضافية على الواردات الأمريكية بنسبة 34%. هذا التصعيد في الصراع التجاري بين البلدين أدى إلى تأثيرات سلبية على الأسواق العالمية. دفع هذا المستثمرين إلى سحب أموالهم من الأسواق الأكثر مخاطرة وتوجيهها إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب.
أداء الدولار الأمريكي وأثره على الذهب
في الوقت نفسه، سجل الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا بعد أن بلغ أدنى مستوى له في عدة أشهر. على الرغم من انتعاشه المتواضع يوم الجمعة الماضي، إلا أن البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخرًا أظهرت قوة الاقتصاد الأمريكي، حيث أضاف الاقتصاد 228 ألف وظيفة في مارس. هذه البيانات تعزز التوقعات بأن البنك الفيدرالي سيواصل رفع أسعار الفائدة بشكل تدريجي، وهو ما يمكن أن يعزز الدولار الأمريكي بشكل أكبر.
تصريحات باول بشأن التضخم وتأثيره على الذهب
في تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، أكد أن التضخم قد اقترب من المستوى المستهدف للبنك، لكنه لا يزال مرتفعًا بعض الشيء. وأضاف باول أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب قد تساهم في رفع التضخم في الولايات المتحدة، وهو ما يجعل مهمة البنك الفيدرالي أكثر تحديًا في الوقت الحالي.
التوقعات بشأن الذهب في ظل المخاطر الجيوسياسية
تستمر المخاطر الجيوسياسية في التأثير على أسعار الذهب بشكل كبير. بينما يواجه الدولار صعوبة في الاستفادة من الانتعاش الأخير، يبقى الذهب الخيار المفضل للمستثمرين في ظل هذه الظروف. تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب الاضطرابات السياسية الأخرى في العالم، يعزز من مكانة الذهب كأداة استثمار آمنة.
المستويات الفنية للذهب ودعم الأسعار
من وجهة نظر فنية، يبدو أن الذهب يعاني من صعوبة في تجاوز مستوى المقاومة 3055 دولارًا. يعتبر هذا المستوى نقطة محورية بالنسبة للمتداولين في الأسواق. إذا تمكن الذهب من تجاوز هذا المستوى، فقد يشهد صعودًا إضافيًا نحو مستويات 3080 دولارًا ثم 3100 دولار.
من جهة أخرى، يظهر أن هناك مستوى دعم قوي بالقرب من 3000 دولار، وهو الذي يتزامن مع مستوى تصحيح فيبوناتشي 50%. في حال كسر هذا المستوى، قد يشهد الذهب مزيدًا من التراجع نحو 2972-2971 دولارًا. هذا السيناريو يعكس استمرار الضغوط على المعدن الأصفر في حال فشل في تجاوز مستويات المقاومة.
أثر المخاطر الاقتصادية على المتداولين
المخاوف المتعلقة بالركود الاقتصادي المستمر تواصل تأثيرها على سلوك المتداولين في أسواق الذهب. هؤلاء المتداولون يتخذون الحذر في ظل التقلبات الحالية، حيث يلجأ البعض إلى تصفية مراكزهم الطويلة وجمع السيولة لتغطية الخسائر في أسواق أخرى. هذا يحد من فرص ارتفاع سعر الـذهب بشكل حاد، حيث يواصل المستثمرون التحفظ في مواجهة المخاطر المتزايدة.
الذهب يواجه تحديات كبيرة في الاستفادة من الانتعاش الحالي، حيث يستمر في التذبذب بين المستويات المنخفضة والداعمة. تواصل الرسوم الجمركية الأمريكية والمخاوف الاقتصادية التأثير على السوق، مع زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن. ومع التوقعات بمزيد من خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، يبدو أن هناك دعمًا إضافيًا للسعر. ومع ذلك، يبقى المتداولون حذرين في ظل تقلبات السوق المستمرة.