ارتفعت أسعار النفط اليوم ، لتعوض بعض الخسائر التي تكبدتها في الجلسة السابقة، وسط آمال بأن يعزز خفض أسعار الفائدة الأميركية المحتمل النشاط الاقتصادي والطلب على الوقود، غير أن استمرار المخاوف حيال تباطؤ الطلب العالمي حد من المكاسب.وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتا بما يعادل 0.2% إلى 79.93 دولار للبرميل بحلول الساعة 00:29 بتوقيت غرينتش.وزادخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 23 سنتا أو 0.3% إلى 77.21 دولار للبرميلانخفض خاما القياس بأكثر من 1% يوم الأربعاء بعد الإعلان عن ارتفاع مخزونات الخام الأميركية بشكل على غير المتوقع ومع انحسار المخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.وقال الخبير الاقتصادي لدى نومورا للأوراق المالية، يوكي تاكاشيما: “شهدنا تصحيحا في التعاملات الآسيوية، إذ كانت حركة البيع في سوق النفط مفرطة يوم الأربعاء”، مضيفا أن المستثمرين يراهنون على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.وتابع: “لكن من المتوقع أن تظل أسعار النفط تحت ضغط في الفترة المقبلة مع استمرار المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي، وخاصة في الصين”، متوقعا أن يتجه خام غرب تكساس الوسيط نحو مستوى 72 دولارا في أوائل أغسطس/آب.أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام الأميركية ارتفعت 1.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في التاسع من أغسطس/آب، مقارنة بتقديرات لانخفاض 2.2 مليون برميل، لترتفع للمرة الأولى منذ أواخر يونيو/حزيران.وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، قلصت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب على النفط في 2025، مشيرة إلى تأثير ضعف الاقتصاد الصيني على الاستهلاك. جاء ذلك بعد أن خفضت أوبك توقعات الطلب لعام 2024 لأسباب مماثلة. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، قلصت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب على النفط في 2025، مشيرة إلى تأثير ضعف الاقتصاد الصيني على الاستهلاك. جاء ذلك بعد أن خفضت أوبك توقعات الطلب لعام 2024 لأسباب مماثلة.
تاثير خفض أسعار الفائدة الأميركية على أسعار النفط
خفض أسعار الفائدة الأميركية له تأثيرات متعددة على أسعار النفط، وذلك عبر قنوات مختلفة تتعلق بالنشاط الاقتصادي والمالية العالمية. عندما يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة، فإنه يسعى إلى تحفيز الاقتصاد من خلال جعل الاقتراض أرخص. هذا التشجيع على الاقتراض يمكن أن يعزز الإنفاق الاستثماري والاستهلاكي، مما يزيد من النشاط الاقتصادي بشكل عام. نتيجة لذلك، يرتفع الطلب على الطاقة والوقود، بما في ذلك النفط، مما يؤدي إلى زيادة في أسعار النفط. عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة، تصبح تكلفة الاقتراض أقل بالنسبة للشركات والمستهلكين على حد سواء. الشركات قد تستثمر المزيد في توسيع أعمالها أو في مشاريع جديدة، مما يزيد من الطلب على النفط كمصدر للطاقة. بالمثل، المستهلكون قد ينفقون أكثر على السلع والخدمات التي تعتمد على النفط، مثل النقل والتدفئة، مما يعزز الطلب على النفط. علاوة على ذلك، خفض أسعار الفائدة يمكن أن يؤثر على قيمة الدولار الأميركي. عادةً ما يؤدي خفض الفائدة إلى تقليل جاذبية الدولار كعملة استثمارية، مما قد يؤدي إلى انخفاض قيمته. عندما ينخفض الدولار، يصبح النفط، الذي يتم تسعيره بالدولار، أرخص بالنسبة للمستثمرين الأجانب. هذا التغير يمكن أن يزيد من الطلب العالمي على النفط، حيث يصبح شراء النفط أرخص بالنسبة للمشترين خارج الولايات المتحدة، مما يعزز الأسعار العالمية للنفط. من جهة أخرى، خفض أسعار الفائدة قد يكون له تأثير غير مباشر على توقعات التضخم. عندما يكون هناك تحفيز اقتصادي متزايد، قد يتوقع المستثمرون ارتفاعًا في أسعار السلع والخدمات، بما في ذلك النفط. هذا التوقع يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط حيث يتفاعل السوق مع الآمال في زيادة الطلب. ومع ذلك، التأثير ليس دائمًا بسيطًا أو مباشرًا. هناك عوامل أخرى قد تؤثر على العلاقة بين أسعار الفائدة وأسعار النفط، مثل التغيرات في العرض والطلب العالمي على النفط، الأزمات الجيوسياسية، والسياسات الإنتاجية لأوبك والدول المنتجة الأخرى.
تاثير التوقعات الاقتصادية العالمية على أسعار النفط
التوقعات الاقتصادية العالمية تلعب دوراً حاسماً في تحديد اتجاهات أسعار النفط، حيث أن تغيرات في النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الطلب والعرض، وبالتالي على أسعار النفط. عندما تكون التوقعات الاقتصادية العالمية إيجابية، فإن ذلك يعكس تفاؤلاً بشأن النمو الاقتصادي وزيادة في النشاط الاقتصادي العالمي. في مثل هذه الأوقات، يُتوقع أن يرتفع الطلب على النفط، حيث تسعى الشركات والمستهلكون إلى استهلاك المزيد من الطاقة لدعم أنشطتهم. هذا الارتفاع في الطلب يمكن أن يؤدي إلى زيادة في أسعار النفط نتيجة لأن العرض قد لا يكون كافياً لتلبية هذا الطلب المتزايد. بالمقابل، عندما تكون التوقعات الاقتصادية العالمية سلبية، فإن ذلك يشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي أو حتى ركود محتمل. مثل هذه التوقعات يمكن أن تقلل من الطلب على النفط، حيث قد تقوم الشركات بتقليص عملياتها الإنتاجية والاستثمارية، وقد ينخفض الاستهلاك من قبل المستهلكين نتيجة لتقليص الإنفاق. في ظل انخفاض الطلب، قد تتعرض أسعار النفط للضغط الهبوطي، حيث يتجاوز العرض الطلب أو يظل ثابتاً بينما يتراجع الاستهلاك.
العوامل الأخرى التي تؤثر على توقعات الاقتصاد العالمي تشمل التوترات الجيوسياسية، الأزمات المالية، التغيرات في السياسات التجارية، والتطورات الجيوسياسية. على سبيل المثال، الأزمات الاقتصادية في اقتصادات كبرى، مثل الصين أو الولايات المتحدة، يمكن أن تؤدي إلى تغيرات كبيرة في توقعات الطلب على النفط، مما ينعكس في أسعار النفط العالمية. التوترات الجيوسياسية قد تؤثر أيضاً على أسعار النفط بشكل غير مباشر من خلال التأثير على العرض، حيث أن الأزمات السياسية في المناطق المنتجة للنفط قد تؤدي إلى اضطرابات في الإنتاج أو النقل، مما يسبب تقلبات في الأسعار. أيضاً، التغيرات في السياسات التجارية والجمركية يمكن أن تؤثر على التجارة العالمية للنفط. فرض الرسوم الجمركية أو القيود التجارية يمكن أن يؤدي إلى تقليص التجارة النفطية العالمية، مما يؤثر على الأسعار بناءً على التغيرات في العرض والطلب.