الإثنين, مارس 31, 2025
Google search engine
الرئيسيةمقالاتارتفاع أسعار الذهب إلى مستوى قياسي وسط مخاوف من الرسوم الجمركية وتوقعات...

ارتفاع أسعار الذهب إلى مستوى قياسي وسط مخاوف من الرسوم الجمركية وتوقعات التضخم

في يوم الجمعة من الأسبوع الماضي، سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا في الأسواق الآسيوية، حيث تجاوزت الأسعار حاجز 3100 دولار للأوقية، وسط قلق المستثمرين من فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرسوم جمركية على قطاع السيارات. هذا الارتفاع جاء نتيجة تزايد الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في وقت تتصاعد فيه التوترات التجارية العالمية.

العوامل المؤثرة على ارتفاع أسعار الذهب

عززت مخاوف الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السيارات من مكاسب الذهب، الذي ارتفع بنسبة 0.6% ليصل إلى 3,073.79 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل في وقت سابق من اليوم 3,077.67 دولارًا للأوقية. كما قفزت عقود الذهب الآجلة لشهر مايو بنسبة 0.7%، لتصل إلى 3,112.72 دولارًا للأوقية، مما يعكس تأثر الأسواق بشكل كبير بالإعلان عن الرسوم الجمركية المرتقبة.

الرسوم الجمركية وتأثيرها على الأسواق

كان لقرار ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات أثر كبير على الأسواق العالمية. وبحسب تصريحات الرئيس الأمريكي، فإن هذه الرسوم ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 2 أبريل. هذا القرار زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق التجارية، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن أصول آمنة مثل الذهب.

في الوقت نفسه، كندا و الصين و أوروبا و المكسيك يجهزون لرد فعل انتقامي ضد هذه الرسوم، مما يهدد بتصاعد الحرب التجارية العالمية. هذا الجو من الغموض السياسي دفع الذهب إلى مستويات قياسية. حيث أصبحت العوامل الاقتصادية أكثر تعقيدًا، مما يدفع العديد من المتداولين إلى الاستثمار في المعدن الأصفر.

المعادن الأخرى وأسواق السلع

شهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى أيضًا ارتفاعًا. البلاتين ارتفع بشكل طفيف إلى 989.55 دولارًا للأونصة، بينما حققت الفضة مكاسب استثنائية، حيث ارتفعت بنسبة 0.6% لتصل إلى 35.283 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من 12 عامًا. أما بالنسبة للمعادن الصناعية مثل النحاس. فقد انخفضت العقود الآجلة بنسبة 0.3% في بورصة لندن للمعادن، لتصل إلى 9,828.80 دولارًا للطن. مع تأثير توقعات الرسوم الجمركية على إمدادات المعدن في الولايات المتحدة.

تأثير التضخم على أسعار الذهب

علاوة على ذلك، يترقب المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، الذي يُعد المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لقياس التضخم. وتشير التوقعات إلى أن معدل التضخم الأساسي قد يرتفع أعلى من الهدف السنوي للبنك الفيدرالي البالغ 2%. هذا الارتفاع المتوقع في التضخم يثير القلق بشأن احتمال خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما قد يساهم في تعزيز الطلب على الذهب.

الأسواق تراقب أيضًا رد فعل بنك الاحتياطي الفيدرالي على هذه البيانات. إذ يظل خفض أسعار الفائدة أحد العوامل التي تدفع المزيد من المستثمرين إلى الذهب. ويرى البعض أن هذه السياسات النقدية قد تساعد في تخفيف الضغط الاقتصادي الناجم عن الحرب التجارية وزيادة الرسوم الجمركية.

الذهب كملاذ آمن

في سياق الاستثمارات الآمنة، تواصل أسواق الذهب جذب المزيد من الاستثمارات مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين. في الوقت الذي يتوقع فيه المتداولون زيادة في التضخم، يظل الذهب هو الخيار الأمثل في هذا السياق. كما يعكس السعر القياسي للذهب في الأسابيع الأخيرة قوة المعدن النفيس في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.

التوقعات المستقبلية للذهب

مع استمرار حالة الغموض الاقتصادي وتوقعات استمرار الحرب التجارية، من المتوقع أن يواصل الذهب الصعود. تعكس الرسوم الجمركية التي أعلن عنها ترامب دورًا حاسمًا في تعزيز قيمة الذهب كملاذ آمن. حتى مع التراجع الطفيف في قيمة الدولار الأمريكي، يظل الذهب جذابًا للاستثمار، إذ يتوقع المتداولون أن يؤثر التضخم المرتفع والتوترات التجارية بشكل أكبر في الأسعار في المستقبل.

التحليل الفني للذهب

من الناحية الفنية، تشير مؤشرات التحليل الفني إلى أن الذهب سيستمر في اتجاهه الصعودي. حيث يتم التداول بالقرب من مستوى 3000 دولار أمريكي. مع هذا الارتفاع، يُتوقع أن يُسهم أي تراجع طفيف في الأسعار في استقطاب المشترين. مما يدفع السوق للعودة نحو المستويات القياسية.

الاستثمار في الذهب قبل إعلان البيانات الأمريكية: فرص ومخاطر

قبل إعلان البيانات الاقتصادية الأمريكية. تحديدًا بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، يتجه العديد من المستثمرين إلى الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا. يعتبر الذهب من الأصول التي تتمتع بقدرة على الاحتفاظ بالقيمة في أوقات الاضطراب الاقتصادي أو عدم اليقين السياسي. وفي هذا السياق، فإن التوترات التجارية الراهنة، خاصة بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها التجاريين، تزيد من جاذبية المعدن الأصفر.

أهمية بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)

يترقب المستثمرون في الأسواق العالمية إعلان بيانات PCE، التي تعتبر أحد المقياس الأكثر أهمية لقياس التضخم في الولايات المتحدة، والذي يفضله بنك الاحتياطي الفيدرالي. سوف تقدم هذه البيانات إشارات حول قوة الاقتصاد الأمريكي ومدى احتمال خفض أسعار الفائدة في المستقبل. التوقعات تشير إلى أن ارتفاع التضخم في مؤشر PCE قد يؤدي إلى تغيير في سياسة الفائدة الأمريكية.

إذا جاءت البيانات أقوى من المتوقع. فقد يترتب على ذلك زيادة في العوائد على الدولار الأمريكي، مما قد يضغط على أسعار الذهب. في المقابل، إذا كانت البيانات أقل من المتوقع. فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى توقعات بخفض أسعار الفائدة. مما سيدفع المستثمرين إلى التوجه نحو الذهب كحماية ضد التضخم وضعف العملة.

لماذا الذهب هو الخيار الأمثل؟

الـذهب يُعتبر من أفضل الخيارات الاستثمارية في فترات الاضطرابات الاقتصادية. فهو يقدم حماية من التضخم ويحافظ على قيمته مقارنة بالعملات الأخرى. في ظل التقلبات الاقتصادية، يزداد الطلب على الـذهب لأنه يظل مستقرًا نسبيًا على عكس الأسواق المالية المتقلبة.

في الوقت الحالي، ومع استمرار الحروب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. خاصة في ظل فرض الرسوم الجمركية على المنتجات من بعض الدول. يظل الذهب واحدًا من أفضل الخيارات للمستثمرين الباحثين عن الأمان. من المتوقع أن تزداد الضغوط على الدولار الأمريكي في حال جاءت بيانات PCE أضعف من المتوقع، ما قد يؤدي إلى ارتفاع سعر الـذهب. فكما نعلم، الذهب يستفيد من ضعف الدولار، حيث يميل المستثمرون إلى الاتجاه نحو الـذهب عندما تكون العملة الأمريكية ضعيفة.

RELATED ARTICLES

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

Most Popular