ارتفعت أسعار الذهب العالمية اليوم الثلاثاء، محققة مستويات قريبة من الذروة التي سجلتها مؤخرًا. جاء هذا الارتفاع بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول أسعار الفائدة، حيث يتطلع المستثمرون إلى بيانات العمل المرتقبة هذا الأسبوع للحصول على رؤى إضافية. و أوضح جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن البنك المركزي يعتزم على الأرجح خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في المستقبل. وقد عززت البيانات الجديدة الثقة في النمو الاقتصادي والإنفاق الاستهلاكي.
قال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق: “سيستمر التركيز على بيانات سوق العمل القادمة، حيث من المتوقع أن تكون مؤشرات مفصلية لقرارات صانعي السياسات.” أضاف رونغ: “أي نتائج أضعف من المتوقع في بيانات سوق العمل قد تعزز وجهات النظر حول خفض الفائدة، مما قد يدعم أسعار الذهب.”
تشمل بيانات هذا الأسبوع أرقام التوظيف الأمريكية من ADP وبيانات التوظيف غير الزراعية، والتي ستسلط الضوء على صحة سوق العمل. كما من المتوقع أن يتحدث مسؤولون من الاحتياطي الفيدرالي إلى جانب بيانات الوظائف الشاغرة JOLTs في وقت لاحق اليوم. وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية المتاحة على إنفستنغ السعودية، تقدر الأسواق حاليًا احتمال خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر بنحو 62%، بزيادة عن 47% يوم الجمعة الماضي.
و يميل الذهب، الذي لا يدر عائدات، إلى الارتفاع في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. حيث حققت السبائك أفضل مكاسب ربع سنوية منذ 2020 يوم الاثنين، بعد بدء الاحتياطي الفيدرالي دورة خفض الفائدة بحركة نصف نقطة في اجتماع سبتمبر.
عوامل تحد من المكاسب المستقبلية لـ أسعار الذهب
ذكر جولدمان ساكس (NYSE يوم الاثنين أن ارتفاع أسعار الذهب قد يواجه تحديات. من بين هذه التحديات، انخفاض الطلب من البنوك المركزية نتيجة تراجع التوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى انخفاض تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة وركود الطلب على الذهب في الصين.
أسعار العقود الآجلة للذهب
شهدت أسعار العقود الآجلة للذهب تراجعًا خلال تعاملات الإثنين. ومع ذلك، حقق المعدن الأصفر أفضل أداء فصلي له منذ أوائل 2020، محققًا مكاسب بنسبة 23.1% منذ بداية العام. عند التسوية، تراجعت أسعار عقود ديسمبر بنسبة 0.35%، لتصل إلى 2659.4 دولار للأوقية، لكنها سجلت مكاسب شهرية وفصلية بنسبة 5.2% و11.5% على التوالي.
أسعار الذهب الفوري والدولار
ارتفع الذهب الفوري بالامس بنسبة 0.3%، ليصل إلى 2641.33 دولار للأوقية، بعد أن بلغ أعلى مستوى قياسي عند 2685.42 دولار يوم الخميس. كذلك، ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.2%، لتسجل 2663.10 دولار.
على صعيد آخر، استقرت عقود مؤشر الدولار الأمريكي عند 100.50 نقطة.
أداء المعادن الأخرى
شهدت الفضة الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.7%، لتصل إلى 31.36 دولارًا للأوقية. كما ارتفع البلاتين بنسبة 0.9% إلى 984.95 دولار، بينما استقر البلاديوم عند 1000 دولار.
جيروم باول: بيانات الاقتصاد تحدد قرارات الفيدرالي
أكد جيروم باول أن البيانات الاقتصادية هي المحرك الأساسي لقرارات اللجنة الفيدرالية. يتم اتخاذ القرارات بشكل منفصل في كل اجتماع بناءً على الوضع الاقتصادي. أشار إلى أنه إذا سارت الأمور كما هو متوقع، فإن خفض أسعار الفائدة سيكون بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر و25 نقطة أساس في ديسمبر، وفقًا للمخطط النقطي. يعطي هذا التصريح دعمًا للمستثمرين والمتداولين لتوقع خفض 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم، مما يقلل من الرهانات على خفض 50 نقطة أساس. و سوف ستظل التوقعات مائلة نحو خفض 25 نقطة أساس حتى صدور بيانات العمل يوم الجمعة المقبل. إذا كانت البيانات إيجابية وقريبة من التوقعات، ستؤكد التوقعات على خفض 25 نقطة أساس. أما إذا أظهرت البيانات ضعفًا في التوظيف أو ارتفاعًا في معدل البطالة، فقد تعود توقعات الخفض بـ 50 نقطة أساس إلى الواجهة.
تأثير الوضع في الصين والنظرة المستقبلية لـ أسعار الذهب
أشار هانسن إلى أن الوضع الاقتصادي في الصين يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الزخم في سوق الذهب. يظل الطلب من الطبقة المتوسطة في الصين مرتفعًا، حيث يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا وسط ضغوط سوق الأسهم وانخفاض أسعار العقارات.
فترة التوقف المتوقعة
من جهة أخرى، أكد أدريان داي، رئيس إدارة الأصول في Adrian Day، أن السوق قد تشهد فترة توقف مؤقتة بعد الارتفاع القوي. قال داي: “التوقف متوقع بعد هذا الارتفاع، خاصةً بعد خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة.”
النظرة المستقبلية لـ أسعار الذهب
وعن الأشهر الستة إلى الاثني عشر المقبلة، أعرب داي عن تفاؤله بشأن سوق الذهب. يتوقع أن يبدأ المستثمرون الغربيون في شراء الذهب بشكل أكبر. ومع ذلك، أشار إلى أن الأسواق لا ترتفع بشكل دائم، مما يعكس طبيعة التذبذب.
أداء المعادن الأخرى
تراجع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 31.49 دولارًا للأوقية، بعد أن بلغ ذروته في 12 عامًا. من المتوقع أن تحقق الفضة ارتفاعًا ربع سنويًا بنسبة 8%. بينما انخفض سعر البلاتين بنسبة 0.1% إلى 999.35 دولار، ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 0.1% إلى 1012.50 دولار.
مراقبة التطورات الاقتصادية
رغم التراجع الأخير، لا تزال أسعار الذهب والمعادن الأخرى تعكس تقلبات السوق نتيجة عوامل متعددة. تتابع السوق التطورات الاقتصادية وتأثيراتها المحتملة على أسعار المعادن الثمينة. تبقى العوامل الاقتصادية والسياسية تحت مراقبة المستثمرين، مما يؤثر على تحركات الأسعار في المستقبل.
خطاب جيروم باول
من المتوقع أن يلقي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، والمحافظ ميشيل بومان خطابين لاحقًا اليوم. أضاف ووترر: “إذا أبقت رسالة باول المستثمرين متفائلين، فقد يعاني الدولار الأمريكي بينما قد يستفيد الذهب مجددًا”.
الاقتصاد الأمريكي والضغط التضخمي
أظهرت البيانات يوم الجمعة أن الاقتصاد الأمريكي احتفظ ببعض الزخم في الربع الثالث. استمرت ضغوط التضخم في التراجع، مما عزز التوقعات بخفض آخر كبير في أسعار الفائدة في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر.