ارتفاع أسعار الذهب بعد دخول تعريفات ترامب حيز التنفيذ

0
13
ارتفاع أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في جلسة التداول الآسيوية يوم الأربعاء، مدعومةً بإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة. جاء هذا الارتفاع بعد دخول تعريفات جمركية أمريكية جديدة حيز التنفيذ، بما في ذلك رسم بنسبة 104% على الواردات الصينية. كما تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في ستة أشهر، مما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن.


الذهب يستعيد مكاسبه وسط تصاعد التوترات التجارية

عند الساعة 2:35 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 1.6% ليصل إلى 3,031.02 دولارًا للأونصة، فيما صعدت عقود الذهب الآجلة لشهر يونيو بنسبة 1.9% لتصل إلى 3,046.61 دولارًا للأونصة.

وكانت الأسعار قد تراجعت في وقت سابق من الأسبوع لتكسر حاجز الـ 3,000 دولار، وهو أدنى مستوى منذ 13 مارس، لكنها عاودت الارتفاع بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 104% على الصين.


أثر التعريفات على أسواق المعادن

فرضت الولايات المتحدة أيضًا تعريفات جمركية على دول أخرى، من بينها 20% على الاتحاد الأوروبي و24% على اليابان، ما أثار مخاوف من اضطرابات اقتصادية عالمية. وردّت الصين بتصريحات تؤكد استعدادها لـ “القتال حتى النهاية”، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق.

وفي الوقت نفسه، واصلت البنوك المركزية شراء كميات كبيرة من الذهب، حيث تستحوذ على أكثر من خُمس المعروض العالمي سنويًا، في سابقة تاريخية بحسب المحللين.

كما تراجع الدولار الأمريكي بنسبة 0.7% ليصل إلى أدنى مستوياته منذ ستة أشهر، مما زاد من جاذبية المعدن الاصفر للمستثمرين الأجانب. وارتفعت أسعار معادن أخرى مثل الفضة بنسبة 1.8% والبلاتين بنسبة 0.5%، بينما زادت عقود النحاس بنسبة 0.6%، ما يعكس بعض التفاؤل قصير الأجل في السوق.


هل لا يزال الذهب الخيار الأفضل وسط التقلبات الاقتصادية؟

رغم الانخفاضات الأخيرة، لا يزال الذهب يُعد خيارًا مفضلاً للمستثمرين الباحثين عن التحوّط ضد المخاطر. وبعدما سجل مستويات قياسية في بداية الأسبوع، شهد تصحيحًا سريعًا، لكنه مرشح للارتفاع مجددًا في ظل استمرار مخاوف الركود العالمي.


الطلب العالمي على الذهب مدفوعًا بالمخاوف الاقتصادية

الخوف من التضخم والركود العالمي يدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب. ويتوقع المحللون استمرار الطلب القوي على المعدن الأصفر في الفترة المقبلة.


البنوك المركزية تعزز احتياطاتها من الذهب

بعد تجميد الأصول الدولارية الروسية عقب غزو أوكرانيا، بدأت العديد من الدول بتقليص اعتمادها على الدولار الأمريكي من خلال شراء المزيد من المعدن الاصفر. ووفقًا لبيانات مجلس المعدن الاصفر العالمي، اشترت البنوك المركزية أكثر من 1,000 طن من الذهب سنويًا منذ اندلاع الحرب، أي ضعف المتوسط في العقد السابق.

ويُعد هذا التوجه دليلاً على رغبة الدول في تعزيز احتياطاتها من الأصول المستقرة في ظل التقلّبات الاقتصادية.


الذهب في صلب الاستراتيجيات الاقتصادية للدول

تتجه دول مثل روسيا والصين والهند إلى تخزين المعدن الاصفر ضمن استراتيجياتها الاقتصادية. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تمتلك أكبر احتياطي عالمي من الذهب. إلا أن العديد من الدول الأخرى باتت ترفع استثماراتها فيه لمواجهة التوترات السياسية والاقتصادية.


ماذا لو فرضت أمريكا رسومًا على واردات المعدن الاصفر؟

إذا قررت الولايات المتحدة فرض تعريفات على واردات المعدن الاصفر. فإن المستهلك الأمريكي سيكون الأكثر تأثرًا، مع توقعات بارتفاع الأسعار داخليًا. أما على المستوى العالمي، فقد تكون التأثيرات محدودة نسبيًا نظرًا لحجم سوق الذهب الضخم وتداوله الواسع.

ورغم ذلك، يُستبعد أن تفرض الولايات المتحدة تعريفات على المعدن الاصفر في الوقت الحالي.


تراجع أسعار النحاس بسبب المخاوف التجارية

رغم صعود المعدن الاصفر، شهدت أسعار النحاس تراجعًا بنسبة 0.6% في بورصة لندن للمعادن. وسط مخاوف من تداعيات الحرب التجارية على معادن الصناعة. وتُعد الصين أكبر مستهلك للنحاس في العالم، وأي تغيّر في تجارتها قد يؤثر بشكل كبير على الطلب العالمي.


ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا