ارتفاع أسعار النفط: تأثير ضعف الدولار ومخزونات النفط العالمية

أسعار النفط

ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس، مستفيدة من انتعاش قوي بعد الجلسة السابقة، وذلك في ظل التصعيد المحتمل للتوترات في الشرق الأوسط. هذا التصعيد يثير القلق من تأثير صراع أكبر في المنطقة على إمدادات النفط، مما قد يسبب تشديد الأسواق العالمية بشكل ملحوظ.

ترقب اجتماع أوبك+

الاهتمام يتركز الآن على اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها (أوبك+) المرتقب. يتطلع المستثمرون إلى أي إشارات حول الخطط المستقبلية لإنتاج النفط التي سيعلنها الكارتل.

من المقرر أن تعقد اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة أوبك+ اجتماعاً عبر الإنترنت في وقت لاحق من اليوم. تشير التقارير الإعلامية إلى أن الكارتل قد لا يجري تغييرات على مستويات إنتاجه، رغم الانخفاض الأخير في أسعار النفط الذي دفعها إلى أدنى مستوياتها في شهرين تقريباً. ومع ذلك، من المتوقع أن يقوم المنتجون الرئيسيون مثل المملكة العربية السعودية وروسيا بتعديل خططهم لتقليص تخفيضات الإنتاج.

أسهمت بيانات مخزونات الخام الأمريكية في دعم أسعار النفط، حيث أظهرت تقليص المخزونات أكثر من المتوقع للأسبوع الخامس على التوالي. الطلب على الوقود يظل قوياً خلال ذروة موسم السفر الصيفي. ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت التي تنتهي في أكتوبر الأول بنسبة 0.5% لتصل إلى 81.24 دولار للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.6% لتسجل 78.56 دولار للبرميل.

مخاوف اقتصادية في الصين تحد من المكاسب

الارتفاعات الكبيرة في أسعار النفط قيدتها المخاوف المستمرة بشأن التعافي الاقتصادي في الصين، أكبر مستورد للنفط. هذه المخاوف تعززت بعد سلسلة من تقارير مؤشر مديري المشتريات الضعيفة هذا الأسبوع. بيانات مؤشر مديري المشتريات من كايكسين أظهرت انكماشاً غير متوقع في قطاع التصنيع في الصين، مما يتماشى مع قراءة مؤشر مديري المشتريات الحكومي السابقة. هذه البيانات الضعيفة تثير دعوات لمزيد من تدابير التحفيز من بكين، التي لم تكشف حتى الآن عن تفاصيل ملموسة حول خطط دعم الاقتصاد.

ضعف الدولار يعزز أسعار النفط مع استمرار المخاوف بشأن الطلب الصيني

ساهم ضعف الدولار الأمريكي، الناتج عن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة، في دعم أسعار النفط. عادةً ما يجعل الدولار الأضعف النفط أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى.

رغم الارتفاع القصير الأجل في أسعار النفط، تبقى المخاوف بشأن الطلب الصيني على النفط مصدر قلق رئيسي. فقد أظهرت البيانات الأخيرة تراجع نشاط التصنيع في الصين، التي تُعد أكبر مستورد للنفط عالميًا، في يوليو. كما سجلت واردات النفط الخام إلى آسيا أدنى مستوياتها خلال عامين، مع انخفاض واردات الصين بنسبة 2.1٪ منذ بداية العام مقارنةً بالعام الماضي.

توقعات السوق

تستمر التوقعات القصيرة الأجل لأسعار النفط في الاتجاه الصعودي، بفضل التوترات الجيوسياسية وتشديد العرض الأمريكي. ومع ذلك، يظل المستقبل الطويل الأجل غير مؤكد، حيث تستمر المخاوف بشأن نمو الطلب الصيني والآسيوي الأوسع في التأثير على السوق. من الضروري للمتداولين متابعة التطورات في الشرق الأوسط والبيانات الاقتصادية القادمة من كبار مستهلكي النفط للحصول على اتجاهات واضحة.

في يوم الأربعاء، 31 يوليو، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن الطلب القوي على الصادرات دفع مخزونات النفط الخام الأمريكية إلى الانخفاض بمقدار 3.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 يوليو، ليصل إجمالي المخزونات إلى 433 مليون برميل.

من جهة أخرى، استمر مؤشر الدولار الأمريكي في التراجع يوم الخميس من الجلسة السابقة، بعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة مع فتح المجال لاحتمال خفضها في سبتمبر. يمكن أن يؤدي ضعف الدولار إلى تعزيز الطلب على النفط من قبل المستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى.

ومع ذلك، لا يزال المستثمرون يشككون في قوة الطلب الصيني على النفط. تقول بريانكا ساشديفا، المحللة في فيليب نوفا، إن القلق المستمر بشأن الطلب الصيني سيظل عاملًا محددًا لارتفاع أسعار النفط.

مخزونات النفط العالمية تسجل عجزاً قياسياً: ما هي التأثيرات المتوقعة؟

تواصل أسعار النفط ارتفاعها الملحوظ مدفوعةً بعدد من العوامل الأساسية. من أبرز هذه العوامل، تسجيل مخزونات النفط العالمية عجزاً قياسياً مقارنةً بالمستويات التاريخية. وفقاً للتقارير، شهدت المخزونات تراجعاً ملحوظاً، مما يعزز من الاتجاه الصعودي لأسعار النفط. ويُعزى جزء من هذا الارتفاع إلى تحسن امتثال منظمة أوبك+ لخفض الإنتاج، الذي يساهم بدوره في دعم أسعار النفط.

تتوقع التحليلات أن تستمر أسعار النفط في مسارها الصعودي ما لم تنجح الجهود الدبلوماسية في تهدئة التوترات في منطقة الشرق الأوسط. تستند هذه التوقعات إلى مجموعة من العوامل الأساسية القوية، مثل الطلب المرتفع وانخفاض المخزونات، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية المتزايدة. في ظل هذه الظروف المتقلبة، سيراقب المشاركون في السوق عن كثب التطورات في الشرق الأوسط وتأثيرها المحتمل على إمدادات النفط العالمية وأسعارها.

وفي سياق متصل، من المتوقع أن ترفع شركة أرامكو السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، سعر بيع خاماتها الموجهة إلى آسيا في سبتمبر المقبل. من المحتمل أن ترفع أرامكو سعر خامها العربي الخفيف بمقدار 0.50 إلى 0.80 دولار للبرميل، ليصل إلى علاوة تتراوح بين 2.30 إلى 2.60 دولار للبرميل فوق متوسط عمان/دبي. يأتي هذا الارتفاع على خلفية أسعار النفط القياسية في الشرق الأوسط، على الرغم من أن هوامش التكرير الضعيفة قد تحد من الزيادات المحتملة في الأسعار.

تعزز مؤشر دبي مؤخراً مع اتساع الفارق بين العقود الشهرية الأولى والثالثة، وهو ما يعكس عادةً تراجعاً في السوق. ومع ذلك، تبقى هوامش التكرير الضعيفة في آسيا عاملاً مهماً قد يؤثر على احتمالات ارتفاع أسعار النفط السعودية في سبتمبر.

كما أظهرت بيانات رسمية من الصين يوم الأربعاء، 31 يوليو تراجع نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى له خلال خمسة أشهر في يوليو، حيث واجهت المصانع انخفاضًا في الطلبات الجديدة وانخفاضًا في الأسعار.