الثلاثاء, فبراير 4, 2025
Google search engine
الرئيسيةمقالاتارتفاع الدولار الأمريكي: تأثيرات فرض التعريفات الجمركية

ارتفاع الدولار الأمريكي: تأثيرات فرض التعريفات الجمركية

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا قويًا يوم الاثنين، مسجلاً أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع بعد أن نفذ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تهديده بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على التجارة. هذه الخطوة عززت الطلب على الدولار باعتباره ملاذًا آمنًا، في ظل تصاعد المخاوف من تبعات هذه الرسوم على الاقتصاد العالمي.

الارتفاع العالمي للدولار

ارتفع الدولار بشكل ملحوظ مقابل العملات الأجنبية التي شملها قرار فرض الرسوم الجمركية. كان أبرز هذه العملات البيزو المكسيكي الذي شهد ارتفاعًا بنسبة 1.76% ليصل إلى 21.0423 بيزو للدولار. كذلك، ارتفع الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي بنسبة 1.15% ليصل إلى 1.4691 دولار كندي.

بالنسبة للعملات الأخرى، كان اليوان الصيني هو الأقل تأثرًا حيث صعد الدولار بنسبة 0.17% ليصل إلى 7.1988 يوان صيني. ومع ذلك، كانت أكثر العملات تضررًا هي اليورو، الذي انخفض بنسبة 1.09% ليصل إلى 1.0248 دولار لليورو، مما جعله يقترب من منطقة التعادل. كما تراجع الشيكل بنسبة 1% ليصل إلى 0.2768 شيكل للدولار الواحد.

الإعلان عن التعريفات الجمركية

خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن الرئيس ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات كندا والمكسيك، و10% على واردات الصين، معتبرًا أن هذه الإجراءات ضرورية لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات. وقد أثارت هذه الإجراءات ردود فعل غاضبة من الدول الثلاث التي تعهدت بالانتقام، مما يهدد باندلاع حرب تجارية عالمية جديدة. وتسبب ذلك في تجدد الطلب على الدولار الأمريكي كملاذ آمن.

تأثيرات فرض الرسوم الجمركية على الأسواق

مع تزايد التوترات الاقتصادية، انخفض اليوان الصيني إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار الأمريكي في الأسواق الخارجية، في حين تراجع البيزو المكسيكي إلى أدنى مستوياته منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. كما انخفض الدولار الكندي إلى مستويات لم يشهدها منذ عام 2003.

المحللون في بنك ING أشاروا إلى أن موقف إدارة ترامب قد يكون في صالح فرض الرسوم الجمركية أولاً، بهدف الحصول على أفضل صفقة تجارية في أسرع وقت ممكن.

رد فعل سوق العملات الأجنبية أمام الدولار

شهدت سوق العملات الأجنبية رد فعل دفاعي من الدولار، حيث ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 1%. العملات التي تأثرت بشكل أكبر كانت عملات السلع الأساسية، وهي العملات التي تستفيد من النمو الاقتصادي العالمي. وبصرف النظر عن تأثير هذه التعريفات على النمو العالمي، من المتوقع أن تكون هناك آثار تضخمية للاقتصاد الأمريكي، مما جعل المستثمرين يقللون من توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

تدهور اليورو أمام الدولار نتيجة المخاوف من الرسوم الجمركية

تأثر اليورو بشدة بسبب المخاوف من فرض التعريفات الجمركية. انخفض اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 1.1% ليصل إلى 1.0248، مسجلًا أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2022. جاءت هذه الخسائر في العملة الأوروبية الموحدة نتيجة التوقعات بأن الاتحاد الأوروبي قد يكون هدفًا للرسوم الجمركية الأمريكية القادمة.

وخلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أشار ترامب إلى أن فرض رسوم مشابهة على الاتحاد الأوروبي “سيحدث بالتأكيد”. معتبرًا العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي “فظاعة”. هذا العجز التجاري الذي بلغ أكثر من 200 مليار دولار في العام الماضي يعكس تفاقم العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا.

الاقتصاد الألماني وآثاره على اليورو

على الرغم من هذه المخاوف، ظهرت بعض البيانات الإيجابية من ألمانيا التي ساعدت اليورو على تعويض بعض خسائره. في يناير، شهد قطاع التصنيع في ألمانيا تحسنًا طفيفًا، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات في قطاع التصنيع إلى 45.0 من 42.5 في ديسمبر. وهو أعلى مستوى منذ مايو من العام الماضي. ومع ذلك، لا يزال هذا الرقم أقل بكثير من 50 نقطة، وهي النقطة الفاصلة بين النمو والانكماش.

أظهرت البيانات أيضًا أن البنك المركزي الأوروبي قد خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهو خامس خفض من نوعه منذ يونيو. وجاء هذا القرار في إطار التوقعات بأن التضخم قد بدأ في التراجع وأن الاقتصاد الأوروبي يحتاج إلى المزيد من الدعم.

ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى

سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا أمام العديد من العملات العالمية الأخرى. زوج دولار أمريكي/دولار كندي (USD/CAD) ارتفع فوق مستوى 1.4700 لأول مرة منذ عام 2003. وبالمثل، سجل زوج دولار أمريكي/بيزو مكسيكي (USD/MXN) مكاسب قوية، حيث صعد إلى أعلى مستوياته منذ ما يقرب من ثلاث سنوات عند منطقة 21.2951 قبل أن يتراجع قليلًا.

الآفاق المستقبلية للاقتصاد الأمريكي

إلى جانب تأثيرات الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي، يسعى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى معالجة التضخم الذي لا يزال مرتفعًا في الاقتصاد الأمريكي. في الأسبوع الماضي، أبقى البنك المركزي الأمريكي على سعر الفائدة القياسي بين 4.25% و4.50%. وقد أشار المسؤولون إلى أن التضخم قد “أحرز تقدمًا” نحو الهدف المحدد بنسبة 2%. ولكن لا يزال أمامهم الكثير من العمل لتحقيق هذا الهدف.

من ناحية أخرى، تعتبر الأسواق أن خفض أسعار الفائدة قد يتم تأجيله في الوقت الحالي بسبب المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي. ورغم ذلك، يرى بعض المحللين أن ترامب قد يواصل استخدام هذا التكتيك كجزء من سياسته التجارية لتحقيق أفضل الصفقات الدولية.

اليوان والاقتصاد الصيني في مواجهة التعريفات

أما في الصين، فقد تأثرت العملة الصينية (اليوان) بشكل ملحوظ بعد إعلان الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية على واردات بنسبة 10%. كانت هذه الخطوة بمثابة تهديد آخر للاقتصاد الصيني الذي يعتمد بشكل كبير على التصدير. واعتبرت الصين هذه الخطوة غير عادلة، وهددت باتخاذ تدابير انتقامية.

كما أظهرت البيانات الصينية الخاصة بمؤشر مديري المشتريات نشاطًا تجاريًا ضعيفًا في يناير. حيث لم تتجاوز قراءة المؤشر التوقعات، على الرغم من أنها كانت لا تزال في منطقة التوسع. وبالنسبة للمستثمرين، تكمن المشكلة في أن الطريق إلى هذه التعريفات لا يزال غير واضح.

RELATED ARTICLES

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

Most Popular