على الرغم من ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل العديد من العملات الأخرى في الفترة الأخيرة، بما في ذلك اليورو، يبدو أن هذا الارتفاع ليس بالضرورة متعلقًا بقوة الدولار بحد ذاته. بل يعكس بشكل أساسي تفضيل المستثمرين للأصول الأمريكية في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية العالمية الحالية. لنلق نظرة عميقة على العوامل التي تدعم استمرار ارتفاع الدولار على الرغم من ارتداد اليورو.
1. تفضيل الاستثمار في الأصول الأمريكية:
منذ فترة طويلة، تُعتبر الأصول الأمريكية من بين الأكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين نظرًا لاستقرار الاقتصاد الأمريكي وتفضيل الدولار كعملة احتياطية عالمية. في ظل التوترات السياسية والاقتصادية العالمية مثل حرب العملات وتقلبات أسواق الطاقة، يبحث المستثمرون عادة عن ملاذ آمن، ويجدون ذلك في الأصول الأمريكية.
2. التوترات الجيوسياسية:
التوترات الجيوسياسية الحالية، مثل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتوترات في منطقة الشرق الأوسط، تدفع المستثمرين نحو الأصول التي تعتبر أكثر استقرارًا، وغالبًا ما تكون هذه الأصول هي الدولار الأمريكي.
3. سياسة الفائدة:
تأثيرات سياسة الفائدة لدى البنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) تلعب أيضًا دورًا هامًا في تحركات الدولار. إذا كانت الفائدة مرتفعة، فإن الدولار يكون أكثر جاذبية للمستثمرين، وهذا يعزز قوته مقابل العملات الأخرى.
4. الأداء الاقتصادي الأمريكي:
على الرغم من بعض التقلبات في الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة، إلا أنها لا تزال تعتبر واحدة من أكبر الاقتصاديات في العالم، وبالتالي يتطلع المستثمرون إليها كملاذ آمن للاستثمار.
على الرغم من ارتفاع الدولار، يجب أن نلاحظ أن هذا ليس بالضرورة دليلًا على ضعف العملات الأخرى مثل اليورو. بل يعكس ذلك بشكل أساسي التفضيل الحالي للأصول الأمريكية نظرًا للظروف الاقتصادية والسياسية العالمية الراهنة.
بالتالي، يمكن القول إن استمرار صعود الدولار على الرغم من ارتداد اليورو يعكس مزيجًا من عوامل الاقتصاد الدولي والسياسة النقدية والتوترات الجيوسياسية، وهو موضوع يتطلب مراقبة دقيقة لتطورات الأسواق العالمية.
تأثيرات السياسة النقدية الأوروبية
تلعب السياسة النقدية في منطقة اليورو دورًا هامًا في أداء العملة الأوروبية مقابل الدولار. يُعتبر بنك الاحتياطي الأوروبي المسؤول عن تحديد سياسات الفائدة والتدخل في الأسواق المالية، ويُتوقع منه تبني إجراءات تحفيزية لدعم النمو الاقتصادي في المنطقة. ومع ذلك، فإن التأثيرات المتباينة للسياسات النقدية في منطقة اليورو قد تؤدي إلى تقلبات في أداء العملة الأوروبية، مما يؤثر على قوتها مقابل الدولار.
توقعات السوق والمستثمرين: تلعب توقعات المستثمرين دورًا حاسمًا في تحركات العملات. إذا كانت هناك توقعات بارتفاع الدولار في المستقبل نتيجة للعوامل الاقتصادية والسياسية المذكورة، فإن هذا يزيد من جاذبية الدولار للمستثمرين، مما يعزز مكانته ويؤثر على أداء العملات الأخرى.
العوامل الفنية: يُلاحظ بعض المحللين أن هناك عوامل فنية قد تؤثر على تحركات العملات، مثل مستويات الدعم والمقاومة وتقنيات التحليل الفني. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي هذه العوامل الفنية إلى تحركات قوية في الأسواق، بما في ذلك ارتفاع الدولار على الرغم من ارتداد اليورو. باختصار، يُظهر استمرار صعود الدولار على الرغم من ارتداد اليورو تداخلًا معقدًا من العوامل الاقتصادية والسياسية والفنية. ومع تغير الظروف العالمية، من المهم مراقبة هذه العوامل بعناية لفهم التحركات الحالية وتوقع الاتجاهات المستقبلية في أسواق العملات.
استمرار صعود الدولار: تحليل عميق للعوامل والتوقعات :في الأسابيع الأخيرة، شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا مقابل العديد من العملات العالمية، بما في ذلك اليورو، وهو ما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الصعود وما إذا كان سيستمر في المستقبل القريب. لفهم هذه الظاهرة، يتعين علينا النظر في:
العوامل الاقتصادية: تقوم أسواق العملات على التفاعل مع العديد من العوامل الاقتصادية، ومن أبرزها النمو الاقتصادي، ومعدلات البطالة، والتضخم. في هذا السياق، فإن أي مؤشر يشير إلى تحسن الاقتصاد الأمريكي، مثل ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي أو انخفاض معدلات البطالة، قد يعزز جاذبية الدولار للمستثمرين.
السياسات النقدية و توقعات السوق
تلعب السياسة النقدية دورًا حاسمًا في تحديد قوة العملة، حيث يمكن أن تؤثر قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة وبرامج التيسير الكمي في تحركات العملات. في الولايات المتحدة، يراقب المستثمرون بشكل خاص تصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن سياسة الفائدة، حيث يمكن أن تؤثر التوقعات بزيادة أو تقليل الفائدة على قيمة الدولار.
التوترات الجيوسياسية: تلعب التوترات الجيوسياسية أيضًا دورًا في تحركات العملات. في الأوقات التي يكون فيها هناك تصاعد للتوترات الجيوسياسية، مثل النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين أو التوترات الجيوسياسية في مناطق مثل الشرق الأوسط، قد تجد المستثمرون ملاذًا آمنًا في الدولار الأمريكي.
توقعات السوق وتداول العملات: يمكن أن تكون توقعات المستثمرين وأنشطة تداول العملات أيضًا عوامل مؤثرة في تحركات الدولار. فمثلاً، إذا كان هناك طلب قوي على الدولار بسبب توقعات لارتفاع الفائدة، فإن ذلك قد يؤدي إلى صعود قوي في قيمته.
عوامل فنية: لا تقتصر تحركات العملات فقط على العوامل الأساسية، بل يلعب النواحي الفنية دورًا أيضًا. فمثلاً، مستويات الدعم والمقاومة والمؤشرات الفنية قد توجه قرارات المتداولين وتؤثر على تحركات الدولار في الأسواق.
التحليل الفني: يمكن استخدام التحليل الفني لفهم تحركات العملات على المدى القصير، حيث يحلل المتداولون الرسوم البيانية وأنماط التداول لتحديد الاتجاهات المحتملة في الأسعار.
ارتفع زوج العملات الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي ارتفع بنسبة 0.3% ليصل إلى 1.2487، مع تعافي الجنيه الإسترليني بشكل طفيف بعد أن سجل الأسبوع الماضي أكبر انخفاض أسبوعي له بالنسبة المئوية منذ منتصف يوليو.
ويشهد هذا الأسبوع صدور بيانات البطالة في المملكة المتحدة يوم الثلاثاء وآخر أسعار المستهلكين في اليوم التالي.
وقال محللون”بالنظر إلى أن تسعير السوق لخفض بنك إنجلترا لسعر الفائدة في يونيو هو 31% فقط، وعلى العكس من ذلك، فإن أي مفاجأة سلبية في بيانات الأجور أو الخدمات قد تضرب الجنيه الإسترليني بشدة”.