ارتفع سعر النفط الخام بشكل ملحوظ خلال بداية تداولات الأسبوع، بعد تحقيق النفط أرباحًا أسبوعية للمرة الأولى منذ أربعة أسابيع، والتي قُدرت بنحو 3%. وقد جاء هذا الارتفاع في الأسعار على خلفية تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما ساهم في تعزيز الطلب على النفط الخام، وزيادة التوقعات بشأن تراجع الإمدادات النفطية في الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة.تعيش منطقة الشرق الأوسط، التي تعتبر مركزًا حيويًا لحركة مرور الشحنات النفطية، أوقاتًا من الاضطراب المتزايد. وفقًا لتقارير بنك جي بي مورجان، فإن هذه المنطقة تسيطر على نحو 20% من حركة الشحنات النفطية العالمية، مما يجعل أي تصعيد في الصراع فيها له تأثيرات بالغة على أسواق النفط. التوترات الأخيرة، والتي اشتدت بشكل كبير، أثارت مخاوف بشأن إمكانية تعطل الإمدادات، ما أدى إلى زيادة الأسعار.شهدت ساحة الشرق الأوسط تطورات متسارعة خلال الفترة الأخيرة. هذه التطورات أسفرت عن تصاعد الصراع في المنطقة، مما هدد بتعطيل المفاوضات الخاصة بالتوصل إلى اتفاق سلام وإنهاء النزاع في غزة. إضافة إلى ذلك، أوردت بعض التقارير أن الجيش الإسرائيلي يتوقع أن تقوم جمهورية إيران برد انتقامي على خلفية اغتيال قائد المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، على أراضي إيران. مثل هذا التصعيد قد يوسع نطاق الصراع، ويؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.أعرب العديد من قادة الدول عن قلقهم إزاء احتمال أن يكون هذا التصعيد مقدمة لصراع إقليمي أوسع، والذي قد تكون له تأثيرات سلبية على مستوى العالم. هذه المخاوف تتجاوز تأثيراتها المباشرة على إمدادات النفط عبر المنطقة، حيث قد تؤدي إلى عواقب اقتصادية أكبر تؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل عام.وفي ظل هذه الظروف المتوترة، ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ. فقد سجلت الأسعار الفورية لخام برنت ارتفاعًا بنسبة 0.46% لتصل إلى 79.62 دولار للبرميل. في الوقت نفسه، ارتفعت الأسعار الفورية لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بحوالي 0.35%، لتسجل 77.49 دولار للبرميل.
سعر النفط يستقر بعد مكاسب أسبوعية وسط ترقب للرد الإيراني
استقرت أسعار النفط بعد أن سجلت أول مكاسب أسبوعية منذ أوائل يوليو، في ظل ترقب السوق لرد فعل إيران على اغتيال زعيم حماس في طهران الشهر الماضي. تتداول أسعار خام برنت حاليًا دون مستوى 80 دولارًا للبرميل، بعد ارتفاعه بنحو 4% خلال الأسبوع الماضي، في حين اقترب سعر خام غرب تكساس الوسيط من 77 دولارًا للبرميل. هذا الاستقرار يأتي في وقت تؤكد فيه طهران عزمها على معاقبة إسرائيل على مقتل الزعيم السياسي لحماس، حيث أفادت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية بأن وحدة صواريخ تابعة للجيش الإيراني تجري تدريبات بالقرب من الحدود العراقية، ما يضيف مزيدًا من التوترات إلى الوضع الإقليمي.في تعليق على الأوضاع الحالية، قال فيفيك دار، المحلل في كومنولث بنك أوف أستراليا، إن “القلق في السوق سيتركز على الهجمات المحتملة على إمدادات النفط والبنية التحتية الإيرانية”، حيث تمثل إيران حوالي 4% من إنتاج النفط العالمي. وأضاف دار: “نرى أن العقود الآجلة لخام برنت ستتداول بين 75 و85 دولارًا للبرميل في الأمد القريب”، رغم أن المخاطر الصعودية لا تزال قائمة بسبب التوترات المستمرة في الشرق الأوسط.تأثرت أسعار النفط الخام أيضًا بالانتعاش في أسواق الأسهم بعد هبوطها إلى أدنى مستوياتها في سبعة أشهر في بداية الأسبوع الماضي. هذا الانخفاض كان مرتبطًا بالتوقعات القاتمة من الصين، أكبر مستورد للنفط، والتي أثرت بدورها على توقعات المتداولين. في ضوء هذه الديناميكيات، سيتطلع التجار إلى تقارير السوق المقبلة للحصول على مزيد من الوضوح بشأن توازن العرض والطلب، مع صدور تقرير أوبك الشهري يوم الإثنين، وتقرير وكالة الطاقة الدولية اليوم ، بالإضافة إلى بيانات التضخم الأميركية يوم الأربعاء.في السوق المادية، تشير البيانات إلى وجود إشارات تحذيرية، حيث قام مديرو الأموال بخفض صافي مراكزهم الصعودية على خام برنت إلى أدنى مستوى منذ عام 2011، وبدؤوا بالتحول إلى مركز هبوطي صافٍ على الديزل
التوقعات المستقبلية لأسعار النفط في ظل هذه التوترات
تتسم التوقعات المستقبلية لأسعار النفط بالعديد من التعقيدات في ظل التوترات الحالية في الشرق الأوسط، حيث تؤثر الأحداث الجيوسياسية بشكل ملحوظ على سوق النفط العالمي. مع تصاعد التوترات الإقليمية، تتزايد المخاوف بشأن استقرار الإمدادات النفطية، مما ينعكس على الأسعار بشكل مباشر. في ظل هذه الظروف، من الصعب التنبؤ بدقة بمستقبل الأسعار، ولكن هناك عدة عوامل رئيسية يمكن أن تؤثر على اتجاه السوق.أحد أبرز العوامل هو الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط، حيث تشكل التوترات بين القوى الإقليمية تهديدًا محتملاً لإمدادات النفط. النزاعات والصراعات في هذه المنطقة، التي تعد مركزًا رئيسيًا لحركة الشحنات النفطية العالمية، يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في الإنتاج والنقل. هذا الاضطراب قد يدفع الأسعار للارتفاع بشكل حاد نتيجة لمخاوف من نقص الإمدادات. فعلى سبيل المثال، أي تصعيد إضافي في النزاع أو أي تهديد بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من النفط العالمي، قد يؤدي إلى زيادات كبيرة في الأسعار.
من جهة أخرى، تساهم سياسات الدول الكبرى المنتجة للنفط في تحديد التوقعات المستقبلية. إذا اتخذت هذه الدول خطوات لتعزيز الإنتاج أو زيادة الإمدادات لتعويض أي نقص محتمل، قد يتسنى استقرار الأسعار عند مستويات أقل. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي السياسات المتشددة من قبل الدول الأعضاء في أوبك أو الأزمات السياسية إلى تقليص الإمدادات، مما يرفع الأسعار بشكل أكبر.تأثير التوترات الجيوسياسية على الطلب العالمي على النفط هو عامل آخر هام. على الرغم من أن الأزمات الإقليمية يمكن أن ترفع الأسعار بشكل مؤقت، فإن المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي قد تؤدي إلى تقليل الطلب على النفط، مما قد يساهم في استقرار الأسعار أو حتى انخفاضها في المدى الطويل. التأثيرات الاقتصادية الناتجة عن الأزمات مثل تلك التي تعاني منها الصين، والتي تعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم، يمكن أن تلعب دورًا في تحديد الاتجاهات المستقبلية للأسواق.