الأربعاء, يناير 29, 2025
Google search engine
الرئيسيةمقالاتالدولار يُسقط الذهب بقوة في بداية أسبوع الفائدة الأمريكية

الدولار يُسقط الذهب بقوة في بداية أسبوع الفائدة الأمريكية

تراجعت أسعار الذهب يوم الاثنين، حيث ضغط ارتفاع الدولار الأمريكي على المعدن الأصفر. ركز المستثمرون على اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأول لعام 2025، حيث كانوا ينتظرون إشارات بشأن مسار أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة. يعتقد العديد من المحللين أن تأثير الدولار كان العامل الرئيسي وراء ضعف الذهب في هذه الفترة، رغم أن بعضهم يشير إلى أن الاتجاه الهبوطي للمعدن الثمين قد لا يكون عميقًا. هذا، على الأقل، يعود إلى تدفقات الملاذ الآمن التي قد تدعم الذهب في الفترة القادمة.

وفقًا لييب جون رونغ، استراتيجي الأسواق في IG، فإن “الدولار الأمريكي قد يكون السبب الرئيسي لضعف الذهب في الوقت الراهن. ومع ذلك، تشير الحركة الحالية إلى أن الاتجاه الهبوطي للمعدن الأصفر ما زال محدودًا، ربما بفضل تدفقات الملاذ الآمن”. هذا التصريح يوضح أن الأسواق قد تظل متأثرة بالدولار على المدى القصير، لكنه من غير المرجح أن يتراجع الذهب بشكل كبير.

التوترات الجيوسياسية وتأثير تحركات الفيدرالي

في سياق آخر، ساهمت التوترات الجيوسياسية في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن. توصلت الولايات المتحدة وكولومبيا إلى اتفاق لتجنب حرب تجارية بعد أن وافقت كولومبيا على استقبال الطائرات العسكرية التي تحمل مهاجرين مرحلين. هذا الاتفاق بين الدولتين أضاف عنصرًا من الاستقرار، ولكنه في الوقت نفسه لم يكن كافيًا لتخفيف ضغط الدولار على الذهب.

يُعتبر الذهب عادةً ملاذًا آمنًا ضد الاضطرابات الجيوسياسية والتضخم، ويزدهر بشكل خاص في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة التي لا تقدم عوائد مغرية على الأصول الأخرى. من المتوقع أن يُبقي صانعو السياسة في الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة في نهاية اجتماعهم الذي يستمر يومي 28 و29 يناير. مما يشير إلى أول توقف في دورة خفض الفائدة التي بدأت في سبتمبر.

وقال جيجار تريفيدي، كبير المحللين في Reliance Securities: “من المحتمل أن يركز السوق على كيفية تفاعل الفيدرالي مع تعليقات الرئيس ترامب، الذي دعا إلى استمرار خفض أسعار الفائدة”. هذا التوقع يعكس الاهتمام الكبير بكيفية استجابة الاحتياطي الفيدرالي للضغوط الخارجية.

استمرار الضغط على الذهب في ظل بيانات الفيدرالي

وفقًا للبيانات الصادرة في ديسمبر، يشير المسؤولون في الفيدرالي إلى أن التضخم سيظل يتحرك ببطء ولكن بثبات نحو 2%. مع استمرار انخفاض معدلات البطالة والنمو الاقتصادي. هذه التوقعات تؤثر بشكل مباشر على توجهات الفيدرالي في قرارات أسعار الفائدة. ورغم هذه التصريحات، لا يزال الذهب يواجه تحديات كبيرة في الوقت الحالي، خصوصًا مع ارتفاع الدولار الأمريكي.

وفي الأسبوع المنتهي في 21 يناير، رفع المضاربون في بورصة COMEX صافي مراكزهم الطويلة في الذهب بمقدار 21,864 عقدًا ليصل إلى 234,358 عقدًا. هذا الرقم يدل على إقبال المستثمرين على شراء المعدن الأصفر كتحوط ضد المخاطر المحتملة. بالرغم من الضغوط الناتجة عن قوة الدولار.

أداء الذهب والأسواق في بداية الأسبوع

عند تسوية التداولات يوم الجمعة، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.5%، ما يعكس تراجع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة لأول مرة منذ 6 أشهر. سجلت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير مكاسب بنسبة 1.1% على مدار الأسبوع، ليواصل المعدن الأصفر اتجاهه الصعودي للأسبوع الرابع على التوالي. ولكن مع بداية الأسبوع الحالي، تراجع المعدن الأصفر بشكل ملحوظ تحت ضغط الدولار.

انخفض الذهب الفوري بنسبة 0.7% ليصل إلى 2,751.71 دولارًا للأوقية، بعد أن تداول بالقرب من مستويات قياسية يوم الجمعة. وفيما تراجعت عقود المعدن الأصفر الأمريكية الآجلة بنسبة 0.8% لتسجل 2,756.30 دولارًا، استمر الضغط الناتج عن ارتفاع الدولار، مما جعل الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.

الفضة والبلاديوم: المعادن الأخرى في السوق

بينما تراجعت أسعار الذهب، شهدت المعادن الأخرى أيضًا انخفاضات كبيرة. على سبيل المثال، انخفضت الفضة الفورية بنسبة 1.3% لتسجل 30.20 دولارًا للأوقية، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 1.8% ليصل إلى 969.83 دولارًا. أما البلاتين، فقد هبط بنسبة 0.9% ليصل إلى 940.40 دولارًا. هذه التحركات تشير إلى حالة من التوتر في أسواق المعادن الثمينة، حيث تتعرض جميع المعادن لضغوط بفعل ارتفاع الدولار.

توقعات الذهب على المدى الطويل

على الرغم من التراجعات الحالية، تظل توقعات المعدن الأصفر إيجابية في الأمد الطويل. تستمر البنوك المركزية في بناء احتياطياتها من الذهب، مما يعزز من سمعة المعدن الثمين كأصل احتياطي بديل. وفقًا لشركة كوتاك للأوراق المالية، يظل الطلب على الذهب قويًا، وهو ما يعزز التوقعات الإيجابية لهذا المعدن على المدى البعيد.

ومع استمرار التحولات الاقتصادية والسياسية العالمية، يعتقد المحللون أن المعدن الأصفر سيظل جزءًا أساسيًا من محفظات المستثمرين. ومع ذلك، يشير بعض الخبراء إلى أن السوق قد يواجه بعض الضغوط على المدى القصير، خاصة إذا استمر الدولار في الارتفاع.

التحليل الفني: هل وصل الذهب إلى ذروته؟

من الناحية الفنية، يعتقد بعض المحللين أن المعدن الأصفر قد وصل إلى نقطة ذروة الشراء. وصل مؤشر القوة النسبية (RSI) في الرسم البياني اليومي إلى مستويات مرتفعة. مما يشير إلى أن السوق قد يشهد تصحيحًا قريبًا. يُتوقع أن يواجه الذهب مقاومة عند مستوى 2790 دولارًا، وهو قريب من أعلى مستوى له على الإطلاق.

إذا تمكن الذهب من تجاوز هذا المستوى، فقد يشهد ارتفاعًا قياسيًا جديدًا. ومع ذلك، إذا انخفضت الأسعار. فقد تواجه المعدن الأصفر مستويات دعم عند 2721 دولارًا. وهو مستوى قريب من القمة المزدوجة في نوفمبر وديسمبر. في حال كسر هذا الدعم، قد يشهد المعدن الأصفر المزيد من عمليات البيع.

مستقبل الذهب: هل سيستمر الاتجاه الصعودي؟

على الرغم من التحديات الحالية، يظل المعدن الأصفر محط أنظار المستثمرين الباحثين عن أصول مستقرة في ظل التوترات الاقتصادية والجيوسياسية. قد تتسبب عوامل مثل قرارات الفيدرالي الأمريكي ومؤشرات الاقتصاد العالمي في تحفيز المزيد من التقلبات في أسعار الذهب.

في الوقت نفسه، يبقى المعدن النفيس محط اهتمام البنوك المركزية. مما يعزز التوقعات باستمرار الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في الأوقات غير المستقرة.

RELATED ARTICLES

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

Most Popular