الخميس, يناير 23, 2025
Google search engine
الرئيسيةالأخبارالذهب يتراجع بعد صعود قوي وسط تقلبات الأسواق العالمية

الذهب يتراجع بعد صعود قوي وسط تقلبات الأسواق العالمية

يواجه الذهب لأول مرة هذا الأسبوع توقفًا في مسيرته الصاعدة. بعد ارتفاعات ملحوظة في الأيام الماضية، شهد المعدن النفيس تراجعًا طفيفًا في قيمته يوم الخميس. حيث بدأت عائدات السندات في الارتفاع بعد أن كانت منخفضة لفترة طويلة، ما أثر على السوق وخلق ضغطًا على المعدن الأصفر. على الرغم من محاولات الذهب اختراق مستوى 2760 دولارًا يوم الأربعاء، إلا أنه واجه مقاومة قوية، مما دفع المستثمرين إلى اتخاذ قرارات سريعة.

بدأت الأسواق تستعد لمزيد من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي من المتوقع أن تصدر يوم الجمعة. وقد يتسبب ذلك في تقليص تعرض المستثمرين للذهب، حيث بدأ البعض في جني الأرباح بعد الارتفاع الكبير الذي حققه المعدن النفيس. في الوقت ذاته، يترقب المتداولون ما سيقوله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي. هذه العوامل مجتمعة تسببت في تقلبات ملحوظة في أسواق الذهب.

العوامل المؤثرة على سعر الذهب

تؤثر عدة عوامل على سعر الذهب، من بينها البيانات الاقتصادية العالمية والتوجهات السياسة الدولية. كان غياب البيانات الاقتصادية الأمريكية في الأيام الأخيرة أحد العوامل التي ساعدت على ارتفاع الذهب بشكل كبير. هذا الفراغ جعل المعدن الأصفر يحلق بحرية دون الكثير من التأثيرات الخارجية، مما منح المتداولين فرصة للاستفادة من الارتفاعات السريعة. ولكن مع اقتراب نشر بيانات هامة مثل مسح نشاط التصنيع لبنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس، توقع البعض أن تتغير المسيرة الصاعدة للذهب.

وفقًا للتحليل الفني، تشير التوقعات إلى أن المعدن الأصفر قد يواجه مرحلة تصحيح. إذا استمرت عمليات جني الأرباح، فقد ينخفض السعر إلى 2721 دولارًا، وهو ما يمثل مستوى القمة المزدوجة التي تم كسرها في نوفمبر وديسمبر. إذا فشل المعدن الأصفر في الصمود عند هذا المستوى، قد يتجه إلى مستوى دعم آخر عند 2709 دولارات. هذا الدعم يظهر بوضوح في تحركات السوق السابقة.

العلاقة بين الذهب والدولار الأمريكي

في حال استمرار عمليات البيع المكثفة، قد يشهد المعدن الأصفر انخفاضًا أكبر يصل إلى مستوى 2680 دولارًا. ولكن في المقابل، إذا استعاد المعدن النفيس زخمه، فقد يصل إلى مستوى 2790 دولارًا، الذي يمثل أعلى مستوى له على الإطلاق. هذا يشير إلى أن الذهب قد يواجه تحديات في المدى القصير، لكن في المدى الطويل، ما يزال هناك إمكانية للوصول إلى مستويات قياسية جديدة.

يميل الذهب إلى التحرك بشكل عكسي مع الدولار الأمريكي. عندما يتراجع الدولار، يزداد الطلب على المعدن الأصفر كأصل آمن، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. يرتبط الذهب أيضًا بالعلاقة العكسية مع سندات الخزانة الأمريكية، حيث يمثل كل من الدولار الأمريكي وسندات الخزانة ملاذات آمنة للمستثمرين. في أوقات الأزمات الاقتصادية أو الجيوسياسية، يفضل المستثمرون التحول إلى الذهب، مما يدفع الأسعار للارتفاع.

من ناحية أخرى، عندما ترتفع أسواق الأسهم، غالبًا ما يشهد المعدن الأصفر تراجعًا. هذا لأن المستثمرين يفضلون الأصول الأكثر مخاطرة مثل الأسهم بدلاً من الذهب الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا. وعندما تواجه الأسواق حالة من التذبذب أو الركود، يتجه العديد من المستثمرين إلى المعدن الأصفر كوسيلة للحفاظ على رأس المال.

كيف تؤثر السياسات المالية على الذهب؟

الذهب يُعد من الأصول التي لا تدر عائدًا مباشرًا، مما يجعله حساسًا للغاية لأسعار الفائدة. عندما ترتفع أسعار الفائدة، يزيد تكلفة حيازة الذهب، ما يضغط على أسعاره. وعلى العكس، في حالة انخفاض أسعار الفائدة، يصبح المعدن الأصفر أكثر جذبًا للمستثمرين، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره.

كما أن عدم الاستقرار الجيوسياسي يلعب دورًا كبيرًا في تحريك أسعار المعدن الأصفر . الأزمات السياسية، مثل الحروب أو التوترات بين الدول الكبرى، تدفع المستثمرين إلى البحث عن أصول أكثر أمانًا، وهذا يعزز من الطلب على الذهب. كذلك، يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في فترات الركود الاقتصادي، حيث ينخفض الطلب على الأصول الأخرى التي تحمل مخاطرة.

التوقعات المستقبلية لسعر المعدن الأصفر

في الوقت الحالي، يظل المعدن الأصفر عرضة لتقلبات الأسواق العالمية. مع اقتراب إصدار بيانات اقتصادية هامة في الولايات المتحدة، مثل أرقام مؤشر مديري المشتريات، يتوقع البعض أن يتباطأ الاتجاه الصاعد للذهب. ومع ذلك، ما يزال هناك توقعات بارتفاع السعر في المستقبل القريب، خاصة في ظل ضعف الدولار الأمريكي واستمرار الضغوط على الأسواق المالية العالمية.

العديد من المحللين يتوقعون أن الذهب قد يصل إلى مستوى 3000 دولار في السنوات القادمة، وهو ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بأسعاره الحالية. ولكن للوصول إلى هذا المستوى، يحتاج المعدن الأصفر إلى اختراق مقاومات قوية، خاصة في ظل التقلبات الحادة التي يشهدها السوق في الوقت الراهن.

العوامل الأخرى التي تؤثر في الذهب

من الجدير بالذكر أن الذهب يعتبر من أصول التحوط ضد التضخم. عندما ترتفع معدلات التضخم في الاقتصاد العالمي، يزداد الطلب على الذهب كوسيلة للحفاظ على القوة الشرائية. هذا يتسبب في ارتفاع أسعاره بشكل ملحوظ. كما أن توافر المعدن الأصفر في الأسواق يلعب دورًا في تحديد السعر، حيث يمكن أن تؤدي الاكتشافات الجديدة أو تقنيات التعدين الحديثة إلى زيادة العرض. ما يؤثر بشكل غير مباشر على الأسعار.

التداول في المعدن الأصفر: نصائح للمستثمرين

من خلال تحليل تحركات أسعار الذهب، يمكن للمستثمرين اتخاذ قرارات مدروسة بشأن توقيت الشراء أو البيع. من المهم أن يكون لدى المستثمرين استراتيجيات مرنة تتماشى مع التقلبات في الأسواق. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون لديهم وعي بالتقارير الاقتصادية القادمة التي قد تؤثر على الأسواق. مثل البيانات المتعلقة بالعمالة، والناتج المحلي الإجمالي، وأسعار الفائدة.

في الختام، يبقى المعدن الأصفر أحد الأصول الأكثر طلبًا في الأسواق المالية، سواء في أوقات الاستقرار أو الأزمات. رغم التحديات التي يواجهها في الوقت الحالي، لا يزال الذهب يحتفظ بمكانته كملاذ آمن للمستثمرين في الأوقات المضطربة. ومن خلال مراقبة العوامل المؤثرة عليه عن كثب، يمكن للمستثمرين الاستفادة من التحركات المستقبلية لهذه السلعة الثمينة.

RELATED ARTICLES

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

Most Popular