الذهب يعزز مكاسبه بعد اندلاع حرب تجارية متبادلة

0
6
الذهب

ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 1% يوم الإثنين بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أكد فيها أن الوقت قد فات لتجنب الرسوم الجمركية على الصين والمكسيك وكندا. من المتوقع أن تفرض كندا رسوماً جمركية انتقامية بنسبة 25% اعتباراً من يوم الثلاثاء، في حين ستفرض الصين رسوماً بنسبة 15% على السلع الزراعية الأمريكية بدءاً من 10 مارس.

تراجعت عوائد السندات الأمريكية مرة أخرى يوم الثلاثاء، لتصل إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر، حيث بلغ العائد 4.11%. في المقابل، ارتفع سعر الذهب (XAU/USD) قليلاً ليصل إلى حوالي 2910 دولارات في وقت كتابة التقرير يوم الثلاثاء، بعد أن شهد ارتفاعاً بنسبة 1% في اليوم السابق. ويعود هذا الارتفاع إلى تأكيد الرئيس ترامب على المضي قدماً في فرض التعريفات الجمركية على كندا والمكسيك والصين. وهو ما جعل الأسواق تتأكد من أن التعريفات ستدخل حيز التنفيذ. كانت هناك شكوك يوم الإثنين حول ما إذا كان ترامب سيسمح بتمديد تنفيذ التعريفات الجمركية بناءً على الجهود التي تبذلها هذه البلدان لتلبية مطالب الإدارة الأمريكية. ولكن يبدو أن الوقت قد فات لذلك.

في الجهة الأخرى، رفضت كندا والصين بالفعل فرض تعريفات جمركية أحادية الجانب من قبل الولايات المتحدة. أكد مكتب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن كندا ستفرض تعريفات جمركية انتقامية على الواردات الأمريكية اعتباراً من يوم الثلاثاء إذا دخلت التعريفات الأمريكية حيز التنفيذ. وجاء في البيان: “ستبدأ كندا بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات الأمريكية التي تبلغ قيمتها 30 مليار دولار كندي اعتباراً من يوم الثلاثاء”، وأضاف البيان أن التعريفات الجمركية على منتجات أخرى بقيمة 125 مليار دولار كندي ستدخل حيز التنفيذ خلال 21 يوماً.

ملخص يومي لمحركات السوق: طلب الملاذ الآمن

على الصعيد الجيوسياسي، أفاد مسؤول دفاعي أمريكي بأن الولايات المتحدة قد أوقفت كل المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وفقاً لوكالة بلومبرج.

في سياق آخر، أصبح هناك توجه أكبر في السوق لخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بحلول شهر يونيو. حسبما أظهرت  الاحتمالات تشير إلى أن هناك فرصة 85.6% لتخفيض الفائدة. بينما تبلغ فرصة إبقاء الفائدة دون تغيير 14.4%. تشير سلسلة من البيانات الأمريكية الأخيرة التي تظهر ارتفاع التضخم وتباطؤ النشاط الاقتصادي إلى احتمال دخول أكبر اقتصاد في العالم في مرحلة ركود تضخمي، وهو ما يثير القلق في الأسواق.

التحليل الفني: الطريق أمامنا طويل

واصل الذهب مكاسبه التي حققها يوم الإثنين في بداية جلسة التداول الأوروبية يوم الثلاثاء. أصبحت النطاقات أضيق لمستويات نقطة المحور اليومية، مما يعكس تردداً بين المستثمرين بعد انخفاضه الأسبوع الماضي. من المتوقع أن تستمر حالة الترقب بشأن اتجاه الذهب في ظل حالة عدم اليقين الناتجة عن الحرب التجارية المتبادلة، التي تدعم ارتفاع أسعار الذهب.

تشير مستويات الدعم والمقاومة الفنية إلى إمكانية حدوث تحركات كبيرة في سعر الذهب. توفر نقطة المحور اليومية عند 2,879 دولارًا ومستوى المقاومة R1 عند 2,903 دولارًا الدعم للارتداد. مما يشير إلى إمكانية دفع الأسعار نحو الأعلى. في حال حدوث زيادة قوية في الأسعار. قد تصل المقاومة R2 اليومية عند 2,917 دولارًا، والتي من المحتمل أن تكون الحد الأقصى اليومي قبل الوصول إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 2,956 دولارًا، الذي تم تحقيقه في 24 فبراير.

على الجانب السلبي، يعتبر دعم S1 عند 2,866 دولارًا مهماً، وهو يلتقي مع أدنى مستوى شهدته الأسواق يوم الخميس الماضي. إذا أراد المستثمرون تجنب انخفاض آخر في أسعار الذهب، يجب أن يظل هذا المستوى مستقرًا. في حال تراجع السعر بشكل أكبر، قد يتجه نحو دعم S2 عند 2,842 دولارًا، الذي من المتوقع أن يستوعب أي ضغوط هبوطية إضافية.

الذهب يستقر مع دخول رسوم ترامب على المكسيك وكندا حيز التنفيذ

في خطوة مفاجئة للأسواق العالمية. فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا. وذلك في إطار محاولاتها لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات. دخلت هذه الرسوم حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، وهو ما تسبب في تقلبات في الأسواق المالية العالمية. كما وقع ترامب أيضاً في وقت سابق من يوم الإثنين قرارًا بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية بنسبة 20%. بعدما كانت 10% فقط في وقت سابق من شهر فبراير.

على الرغم من هذه التحركات الاقتصادية المزعزعة. استقرت أسعار الذهب بشكل ملحوظ، حيث حافظت على جاذبيتها كملاذ آمن للمستثمرين في ظل هذه الظروف الاقتصادية الغامضة. كانت المعادن النفيسة الأخرى، مثل البلاتين والفضة، قد تأثرت أيضًا بتقلبات السوق. حيث تراجعت العقود الآجلة للبلاتين بنسبة 0.1% إلى 969.20 دولار للأوقية. كما انخفضت العقود الآجلة للفضة بنسبة 0.2% إلى 32.269 دولار للأوقية.

كان تأثير الرسوم الجمركية واضحًا في أسواق الأسهم العالمية. حيث سجلت المؤشرات الرئيسية مثل مؤشر “نيكاي 225″ في اليابان و”هانغ سنغ” في هونغ كونغ خسائر كبيرة. وفي الولايات المتحدة. انخفض مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 1.5%، بينما تراجع مؤشر “ناسداك” المركب بنسبة 2.6%. كما شهد مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” انخفاضًا بنسبة 1.8%.

رغم هذه التراجعات في أسواق الأسهم. استمرت أسعار الذهب في الثبات، مما يعكس زيادة الإقبال على المعدن النفيس كأداة استثمارية في أوقات الأزمات. والسبب الرئيسي لهذا الاتجاه هو أن الذهب يعتبر من أهم الأصول التي يحاول المستثمرون الحفاظ على قيمتها وسط التوترات الاقتصادية والمالية الدولية.

تُظهر هذه التطورات أن الذهب يظل عنصرًا أساسيًا في استراتيجيات التحوط للمستثمرين في الوقت الذي تزداد فيه التقلبات في الأسواق. وبينما قد تستمر الحروب التجارية في التأثير على الأسواق المالية، يظل الذهب أحد الأصول التي يسعى العديد من المستثمرين إلى الحفاظ عليها في محافظهم الاستثمارية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا