تسعى أسعار النفط الخام حالياً لاستعادة توازنها بعد سلسلة من الخسائر استمرت أربع جلسات متتالية. شهدت الأسعار ارتفاعاً طفيفاً خلال تداولات يوم الأربعاء، مدعومة بتوقعات متزايدة بنقص المعروض في أسواق الطاقة، فضلاً عن التفاؤل بشأن الطلب على النفط. وعلى جانب العرض، تلقت أسعار النفط دعماً ملحوظاً نتيجة لتخفيض ليبيا، إحدى أكبر منتجي النفط في العالم، إنتاجها من حقل الشرارة، الذي يُعد من أكبر حقول النفط في البلاد، بنسبة 20%. جاء هذا التخفيض بعد احتجاجات من سكان منطقة فزان، والتي أدت إلى توقف الإنتاج بالكامل يوم الاثنين الماضي.
وفيما يتعلق بالطلب، شهدت أسعار النفط الخام زيادة ملحوظة بفضل التفاؤل و حول انتعاش الطلب الأمريكي. رفعت وكالة الطاقة الأمريكية توقعاتها للطلب المحلي على النفط بمقدار 100 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 20.5 مليون برميل. كما توقعت الوكالة زيادة الاستهلاك السنوي بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً، ليصل الإجمالي إلى 102.9 مليون برميل يومياً.
اذا فقد ساهمت التطورات الأخيرة في تعزيز الزخم الصعودي لأسعار النفط خلال تداولات اليوم، حيث استفاد الخام من التفاؤل المتزايد بشأن انتعاش الطلب من أكبر قوة اقتصادية في العالم، والتي تعد أيضاً أكبر مستهلك للنفط. بالإضافة إلى ذلك، أدى انخفاض المعروض النفطي المتوقع في الأسواق خلال الفترة المقبلة إلى دعم الأسعار بعد أن تضررت بشكل واضح منذ بداية الأسبوع، وذلك نتيجة لتفاقم مخاوف الأسواق بشأن الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة.
أسعار النفط في التداولات :بالتفصيل،فقد شهدت الأسعار الفورية لعقود خام برنت ارتفاعاً بنسبة 0.59% لتصل إلى 76.46 دولار للبرميل. في الوقت ذاته، سجلت الأسعار الفورية لعقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي زيادة بنسبة 0.68%، ليصل السعر إلى 76.53 دولار للبرميل.
رفع توقعات الطلب من قبل وكالة الطاقة الأمريكية
انخفضت أسعار النفط في الأيام القليلة الماضية بالتزامن مع الأسهم”، وسط ردود فعل محدودة على التطورات في الشرق الأوسط. ويتوقعون أن يستقبل سعر مزيج برنت الدعم عند مستوى 75 دولاراً للبرميل بسبب المخاطر المحدودة للركود الأميركي، فضلاً عن وجود مجال لزيادة مراكز المضاربة. وسجلت أسعار النفط هبوطها الأسبوعي الرابع على التوالي، في الأسبوع الماضي، وسط إشارات على تعثر الطلب في الولايات المتحدة والصين، مع طرح الدولة الآسيوية خططاً لتحفيز الاستهلاك المحلي خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأظهر تقرير للحكومة الأميركية يوم الثلاثاء إشارات تحذيرية بشأن الاستهلاك في الصين، مستشهداً بضعف الاقتصاد في الدولة الآسيوية وهو ما أدى إلى تعثر نمو الطلب على النفط.
وربما ساهم المتداولون المعتمدون على الخوارزميات في وقف انخفاض أسعار النفط جزئياً بعد اقترابهم من ذروة مراكزهم المراهنة على الهبوط، وفقاً لشركات التحليل. و قد يتطلع المستثمرون إلى تقرير قطاعي في وقت لاحق يوم الثلاثاء لقياس مخزونات النفط الأميركية بعد خمسة أسابيع متتالية من الانخفاضات، وهي أطول فترة منذ أوائل 2022. ارتفعت أسعار النفط واحداً في المائة، يوم الثلاثاء، مُعوِّضة خسائر الجلسة الماضية، وسط المخاوف من أن يؤثر تفاقم الصراع في الشرق الأوسط على الإمدادات، وبفضل بيانات قوية لقطاع الخدمات الأميركي، وتراجع الإنتاج من حقل الشرارة النفطي الليبي. صعدت العقود الآجلة لخام برنت 76 سنتاً أو واحداً في المائة، إلى 77.06 دولار للبرميل
. رفع توقعات الطلب من قبل وكالة الطاقة الأمريكية
على صعيد الطلب، ارتفعت أسعار النفط الخام مدعومة بتفاؤل الأسواق بشأن انتعاش الطلب الأمريكي على النفط. رفعت وكالة الطاقة الأمريكية توقعاتها للطلب المحلي بمقدار 100 ألف برميل يومياً، ليصل الإجمالي إلى 20.5 مليون برميل يومياً. كما توقعت الوكالة زيادة الاستهلاك السنوي بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً، ليصل الإجمالي إلى 102.9 مليون برميل يومياً. هذه التوقعات تعكس تفاؤلاً متزايداً بشأن قوة الطلب الأمريكي على النفط. زيادة الطلب في أكبر سوق للنفط في العالم يمكن أن تؤدي إلى زيادة الأسعار، خاصة إذا كانت الإمدادات العالمية غير قادرة على تلبية هذا الطلب المتزايد.
خبير و محللى استراتيجيات السوق
وقالت محللة الأسواق يبدو أن النفط عوَّض بعض خسائره مع استمرار المخاوف الأوسع نطاقاً من تصعيد محتمل لصراع الشرق الأوسط، لتزيد المخاوف في سوق النفط. أصبح احتمال اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط حقيقياً مما يهدد الإمدادات العالمية». وتلقى النفط دعماً أيضاً من بيانات صدرت ليلاً، وأظهرت أن نشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة (أكبر مستهلك للنفط في العالم) انتعش من أدنى مستوى في 4 سنوات في يوليو وتحققت مكاسب أيضاً وسط ارتفاع أوسع في أسواق الأسهم الآسيوية بعد انخفاضها، الاثنين.
وقال خبير استراتيجيات السوق في «آي جي» يب جون رونغ، عبر البريد الإلكتروني: «تلقت أسعار النفط بعض الدعم من التعافي واسع النطاق في معنويات المخاطرة، وبيانات قطاع الخدمات الأميركي الأكثر متانة». وأضاف: «تراجعت المخاوف بشأن مخاطر النمو في الولايات المتحدة، بفضل متانة أنشطة الخدمات فيها؛ لكن الأمر قد يتطلب المزيد لطمأنة الأسواق بتوقعات أقوى للطلب العالمي على النفط». وساهمت المخاوف حيال انخفاض الإنتاج في حقل الشرارة الليبي، الذي ينتج 300 ألف برميل يومياً، في دعم الأسعار. وكان الإنتاج في الحقل النفطي الذي يعد أحد أكبر الحقول الليبية قد هبط بنحو 20 في المائة، بسبب احتجاجات.
تأثير زيادة الطلب على الأسواق :الزيادة المتوقعة في الطلب الأمريكي تأتي في وقت حساس بالنسبة لأسواق النفط، حيث تتعرض للإضطرابات من جانب العرض بسبب خفض الإنتاج في ليبيا. عندما يتزامن زيادة الطلب مع تقليص الإمدادات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضغط صعودي على أسعار النفط. المستثمرون والتجار في أسواق النفط يعكفون على تقييم تأثير هذه العوامل معاً لتحديد اتجاه الأسعار في المستقبل القريب.
الاتجاهات الحالية في أسواق النفط :في ظل الظروف الحالية، تحاول أسعار النفط التعافي من الانخفاضات التي شهدتها مؤخراً. التوقعات بتقليص الإنتاج في ليبيا وتزايد الطلب الأمريكي قد تدعمان الأسعار على المدى القصير. ومع ذلك، فإن استمرار المراقبة للعوامل الجغرافية والسياسية والاقتصادية سيكون ضرورياً لفهم الاتجاهات المستقبلية.