شهد الين الياباني انتعاشًا ملحوظًا في السوق الآسيوية يوم الأربعاء، حيث ارتفع مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية. جاء هذا الارتفاع بعد تراجع الين إلى أدنى مستوى له في أسبوعين مقابل الدولار الأمريكي. يبدو أن الين بصدد تحقيق أول مكسب له بعد ثلاثة أيام متتالية من الانخفاضات، و قد اتى ذلك وذلك بعد صدور بيانات أسعار المنتجين في اليابان.
تُظهر هذه البيانات تصاعدًا في الضغوط التضخمية، مما يضع صانعي السياسة النقدية في بنك اليابان أمام تحديات كبيرة. هذه الضغوط قد تعزز من احتمالات رفع أسعار الفائدة اليابانية، خصوصًا بعد أن أشار بعض المحللين إلى أن البنك المركزي قد يقوم برفع الفائدة للمرة الثالثة هذا العام خلال اجتماعه المقبل.
التأثير على سوق العملات:
بالنسبة لسعر صرف الين الياباني، فقد تراجع الدولار مقابل الين بنسبة 0.35%، ليصل إلى 151.41 ين. وكان سعر افتتاح التعاملات عند 151.95 ين.ايضا كما سجل الين الياباني أعلى مستوى له في اليوم عند 151.95 ين.
من ناحية أخرى، فقد شهد الين الياباني تراجعًا يوم الثلاثاء بنسبة 0.5% مقابل الدولار الأمريكي، حيث سجل أدنى مستوى له في أسبوعين عند 152.18 ين. جاء هذا التراجع نتيجة لانتعاش العوائد الأمريكية، مما دفع المستثمرين إلى التحول نحو الدولار الأمريكي.
الضغط التضخمي وأثره على السياسة النقدية:
تستمر الضغوط التضخمية في اليابان في التأثير على سياسة البنك المركزي الياباني، مما يثير التكهنات حول رفع أسعار الفائدة. إذا قرر البنك المركزي اتخاذ هذه الخطوة، فإن ذلك قد يساعد في دعم العملة اليابانية في مواجهة تذبذبات السوق. يراقب المستثمرون هذه البيانات عن كثب، حيث أن أي قرار برفع الفائدة سيكون له تأثير كبير على أسواق العملات والاقتصاد العالمي.
ارتفاع أسعار المنتجين في اليابان يثير التكهنات حول رفع الفائدة
أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة حديثًا في طوكيو ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين في اليابان بنسبة 3.7% على أساس سنوي في نوفمبر 2024. هذا الارتفاع يعد الأعلى منذ يونيو 2023، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 3.4%. كما تم تعديل بيانات شهر أكتوبر لتسجل زيادة بنسبة 3.6%، بعد أن كانت تشير إلى 3.4%.
التضخم وضغوطه على السياسة النقدية:
تعتبر أسعار المنتجين من المؤشرات الهامة التي تُنبئ باتجاه أسعار المستهلكين في المستقبل القريب. مع هذا الارتفاع في الأسعار، من المتوقع أن تشهد اليابان مزيدًا من التسارع في مستويات التضخم خلال الشهر الجاري. هذا التضخم يشكل ضغطًا متزايدًا على صانعي السياسة النقدية في بنك اليابان. هناك تكهنات متزايدة بأن البنك قد يتخذ خطوات لرفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب لمكافحة التضخم المستمر.
تصريحات مسؤولي بنك اليابان:
في إطار هذه البيانات، قال كازو أويدا، محافظ بنك اليابان، الأسبوع الماضي إن “الزيادات التالية في أسعار الفائدة أصبحت قريبة”. وأضاف أن هذا القرار يعتمد على البيانات الاقتصادية التي أظهرت مؤشرات إيجابية. كما أن هناك توجهات متزايدة بين مسؤولي البنك حول ضرورة رفع الفائدة، في ظل تزايد الضغوط التضخمية.
من جهته، قال تويواكي ناكامورا، عضو مجلس إدارة بنك اليابان المتشدد، إن رفع الفائدة قد يتم في اجتماع ديسمبر المقبل، ولكن القرار النهائي سيعتمد على البيانات الاقتصادية التي قد تظهر في الأسابيع المقبلة.
بناءً على هذه التصريحات والبيانات، من المتوقع أن يتبع بنك اليابان سياسة أكثر تشددًا في الأسابيع القادمة. قد يؤدي رفع الفائدة إلى تعزيز قيمة الين الياباني، لكن هذا سيكون أيضًا تحديًا للاقتصاد الياباني الذي يعاني من تباطؤ في النمو الاقتصادي. في الوقت نفسه، فإن التحولات في السياسة النقدية اليابانية قد تؤثر على الأسواق العالمية، خصوصًا في ظل التوترات الاقتصادية العالمية الحالية. إن تأثر الأسواق بالقرار المحتمل برفع الفائدة سيعتمد على كيفية استجابة المستثمرين لهذه البيانات، سواء على مستوى أسواق العملات أو أسواق السندات.
ارتفاع احتمالات رفع الفائدة في اليابان واهتمام بتوقعات الفائدة الأمريكية
أفادت مصادر من البنك المركزي الياباني لوكالة “رويترز” بأن قرار الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل سيكون مفتوحًا، دون ترتيب مسبق. كما هو الحال مع أي اجتماع آخر في الأشهر المقبلة. جاء هذا التصريح وسط توقعات متزايدة بشأن اتجاه سياسة الفائدة في اليابان.
تسعير احتمالات رفع الفائدة اليابانية:
بعد صدور البيانات والتعليقات المتعلقة بالفائدة، ارتفعت احتمالات رفع أسعار الفائدة في اليابان بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع 18-19 ديسمبر من 60% إلى 65%. هذا الارتفاع يعكس زيادة التوقعات في الأسواق بأن بنك اليابان قد يتخذ خطوات لتشديد السياسة النقدية في المستقبل القريب.
مستقبل الفائدة الأمريكية:
في الولايات المتحدة، تشير البيانات إلى استقرار تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي الأسبوع المقبل عند 86%. من جهة أخرى، تسعير احتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير يبلغ 14%. ينتظر المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر نوفمبر في وقت لاحق من اليوم، حيث سيكون لهذه البيانات تأثير كبير على تسعير الفائدة المستقبلية.
التأثير على أداء الين الياباني:
بالنسبة للين الياباني، يتوقع خبراء “أف اكس نيوز تودي” أن يشهد الين تحسنًا في حال جاءت بيانات التضخم في الولايات المتحدة أسوأ من التوقعات. في هذه الحالة، سترتفع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما سيؤدي إلى تعزيز قيمة الين مقابل الدولار الأمريكي.
ماذا يعني ذلك للأسواق؟
إذا تم اتخاذ قرار بخفض الفائدة في الولايات المتحدة، فإن ذلك قد يعزز الجاذبية الاستثمارية للين الياباني. يراقب المستثمرون عن كثب هذه التحركات في السياسة النقدية الأمريكية واليابانية، حيث ستؤثر بشكل مباشر على أسواق العملات العالمية. و يتوقع الخبراء أن تواصل العوامل التضخمية في اليابان التأثير على سوق العملة في المستقبل القريب. ومع وجود احتمالات لرفع أسعار الفائدة، قد يواجه الدولار تحديات إضافية مقابل الين. من جهة أخرى، سيستمر المستثمرون في متابعة بيانات الاقتصاد الياباني والتوجهات العالمية لمعرفة الاتجاه المستقبلي للعملات.