اختتمت عملة بيتكوين الأسبوع بإشارات صعودية قوية، حيث تمكنت من البقاء فوق مستوى الدعم الرئيسي الذي استعادته اليوم الاثنين عند 63,662 دولار. هذا التماسك السعري جاء مع استهداف الثيران لقمة القناة السعرية عند حوالي 64,500 دولار، مما يشير إلى توقعات إيجابية لدى المستثمرين بشأن التحركات المستقبلية للعملة.
في ذات السياق، شهدت صناديق المؤشرات المتداولة للبيتكوين تدفقات نقدية ضخمة بلغت 252 مليون دولار يوم الجمعة الماضي، مما يعد اليوم السابع على التوالي من التدفقات الإيجابية، ويعكس زيادة الثقة في السوق. ومع ذلك، يبقى التهديد قائماً بشأن ما قد يحدث إذا قررت الحكومة الأمريكية تصفية جزء من حيازاتها من بيتكوين، خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط بالسياسة الاقتصادية للإدارة الحالية. هذا التهديد يعزز من حالة الحذر لدى المستثمرين، لا سيما مع عودة معظم توزيعات البيتكوين من منصة Mt. Gox إلى الدائنين الذين يبدو أنهم يفضلون الاحتفاظ بها في الوقت الراهن.
يأتي هذا الأسبوع محملاً بانتظار صدور بيانات اقتصادية هامة من الوكالات الأمريكية، حيث يأمل المستثمرون أن تدعم هذه البيانات الاتجاه الحمائمي لبنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة المستقبلية. الحكومة من جانبها تأمل أن يتمكن الاقتصاد الأمريكي من تحقيق “هبوط هادئ” بدلاً من الانكماش الحاد الذي يتوقعه بعض المحللين.
في 26 أغسطس 2024، تواجه البيتكوين لحظة حاسمة حيث تحوم الأسعار حول 63,908 دولارًا. وعلى الرغم من محاولات التعافي التي شهدتها العملة المشفرة، إلا أنها تواجه مقاومة قوية بين 64,000 و65,000 دولار. وسجلت المؤشرات ذروة حديثة عند 64500 دولارًا، تلاها انخفاض حاد إلى 63,128 دولارًا قبل أن تستقر الأسعار فوق 63,500 دولار. هذا الاستقرار يُعد إشارة هامة لمستوى دعم قصير الأجل، إلا أن تحليل حجم التداول يشير إلى ضعف في قناعة المشترين، مما يثير الشكوك حول قدرة البيتكوين على المحافظة على هذا الاتجاه الصعودي.
توقعات خفض الفائدة تدفع البيتكوين لتجاوز 64,000 دولار
يعود ارتفاع أسعار البيتكوين، حيث تجاوزت حاجز 64,000 دولار، بشكل كبير إلى توقعات المستثمرين بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة في اجتماع السياسة النقدية المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في 17 سبتمبر. وقد أكد جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، في خطابه بمنتدى جاكسون هول، أن البنك المركزي قد ينظر في تعديل سياسته النقدية، مع تلميحات واضحة نحو التيسير.
شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين تدفقات صافية كبيرة تجاوزت 250 مليون دولار، وهو أعلى مستوى منذ يوليو، بعد تلميحات باول حول خفض محتمل لأسعار الفائدة. كما ارتفعت أحجام التداول لتلك الصناديق لتصل إلى 3.12 مليار دولار، حيث قاد صندوق iShares Bitcoin Trust (iBIT) التابع لشركة BlackRock نشاط التداول بأكثر من 1.2 مليار دولار و83 مليون دولار في التدفقات الواردة.
عموماً، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في بيتكوين المدرجة في الولايات المتحدة نشاطاً متزايداً، مدفوعاً بتفاؤل السوق بعد تلميحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيف السياسة النقدية.
من الناحية التحليلية، تقترب بيتكوين من مستويات مقاومة حرجة، حيث تشير المؤشرات الفنية إلى احتمال استمرار الزخم الصعودي على المدى القريب. كما ضُخّ أكثر من 500 مليون دولار في عشرة صناديق متداولة تتبع السعر الفوري للبيتكوين خلال الأسبوع الماضي. وكان هذا الأداء الإيجابي مدعوماً بتباطؤ التدفقات الخارجة من صندوق GBTC لشركة Grayscale، واستمرار التدفقات الواردة إلى الصناديق المنافسة، مع تقدم صندوق iBIT التابع لشركة BlackRock.
كما سجلت صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة الأمريكية ايضا اليوم السابع على التوالي من التدفقات الصافية، حيث جمعت أكثر من 250 مليون دولار يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى منذ 23 يوليو. تصدر صندوق iBIT التابع لشركة BlackRock القائمة بمبلغ تجاوز 310 مليون دولار في التدفقات الأسبوعية، بينما جاء صندوق FBTC التابع لشركة Fidelity في المركز الثاني بحوالي 88 مليون دولار. مع مكاسب الأسبوع الماضي، يبدو أن FBTC في طريقه لتحقيق 10 مليارات دولار في التدفقات الصافية.
بيتكوين في أغسطس: التحديات، التعافي، وآفاق الصعود
شهد سعر البيتكوين (BTC) شهر أغسطس الماضي صعوبات ملحوظة، ولكن الأسواق بدأت في التعافي، حيث يحوم السعر الآن فوق 63,000 دولار. إذا استمرت الإغلاقات الشهرية عند مستويات مرتفعة، فقد يُمهد ذلك الطريق للوصول تدريجيًا إلى هدف 70,000 دولار. مع اقتراب نهاية الشهر، قد يحصل المستثمرون في سوق العملات المشفرة على إغلاق إيجابي بعد أيام مليئة بالتحديات. عادةً ما تؤدي الإغلاقات الشهرية إلى زيادة التقلبات، مما يرفع من احتمالات حركة سعرية كبيرة.
التساؤل الآن هو ما إذا كان هناك فعلاً ما يدعم الاتجاه الصعودي للبيتكوين. لقد شهدت العملة فترة من التوحيد استمرت ستة أشهر عند أعلى مستوى لها في الدورة السابقة، وهو أطول فترة استغرقها كسر أعلى مستوى على الإطلاق. في المقابل، سجلنا أسرع فترة وصول للسعر إلى أعلى مستوى على الإطلاق قبل النصف في الدورة. يبدو أن كل هذه العوامل تتوازن مع بعضها البعض، مما يخلق حالة من الترقب في السوق.
البيانات الاقتصادية القادمة، مثل مؤشر الإنفاق الشخصي (PCE) المقرر إصداره في 30 أغسطس، ستكون ذات أهمية كبيرة. هذا المؤشر هو أحد الأدوات التي يعتمد عليها بنك الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، وقد تكون له تأثيرات كبيرة على تقلبات السوق في نهاية الشهر. بالإضافة إلى ذلك، سنشهد تقرير أرباح شركة NVIDIA في 28 أغسطس، وهو مؤشر رئيسي في قطاع التكنولوجيا. إذا جاءت بيانات الإنفاق الشخصي وفقًا للتوقعات أو أقل منها، فقد يحصل المستثمرون الذين يتطلعون إلى بداية قوية في سبتمبر على ما يرغبون فيه.
على صعيد التعدين، من المتوقع أن ترتفع صعوبة التعدين بنسبة 2.8% هذا الأسبوع. رغم أن تأثير المستثمرين المؤسسيين على السوق قد يقلل من قوة عمال المناجم، من المتوقع أن يكون هناك ضغط بيع أقل. من جهة أخرى، تشهد المبيعات من قبل المستثمرين قصيري الأجل قوة ملحوظة، حيث تبلغ تكلفة هذه المجموعة 63,600 دولار. إذا استمر الحفاظ على هذه العتبة، فقد نشهد ضعفًا في المبيعات.