يواجه المقترضون في المملكة المتحدة انتظارًا طويلًا لتخفيض أسعار الفائدة، حيث يشير الخبراء إلى عدم استعداد بنك إنجلترا لاتخاذ تلك الخطوة في الوقت الحالي. من المتوقع أن تبقى لجنة السياسة النقدية بالبنك، المسؤولة عن تحديد أسعار الفائدة في المملكة المتحدة، على نفس معدل الفائدة الحالي البالغ 5.25٪ في إعلانها القادم يوم الخميس. وقد استقر هذا المعدل عند هذه النسبة منذ أغسطس من العام الماضي.
قد يكون الانتظار المطول لتخفيض تكاليف الاقتراض أمرًا صعبًا بالنسبة لبعض الأفراد. في اجتماع لجنة السياسة النقدية في شهر مارس، صوت فقط أحد الأعضاء لصالح خفض الفائدة بنسبة 0.25٪، بينما اختار الأعضاء الآخرون عدم التغيير. وعلى الرغم من أن هناك اتجاهًا عامًا نحو خفض سعر الفائدة، يعتقد الخبراء أنه من غير المرجح حدوث ذلك هذه المرة، ومن المتوقع أن يظل سعر الفائدة عند 5.25٪ للمرة السادسة على التوالي.
هناك احتمالية أيضًا لانضمام عضو جديد في لجنة السياسة النقدية التصويت لصالح خفض سعر الفائدة يوم الخميس. تعمل أسعار الفائدة كوسيلة للتحكم في التضخم في المملكة المتحدة، والذي شهد انخفاضًا ملحوظًا منذ عام 2022 بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة وتفاقم أزمة تكاليف المعيشة.
وفقًا للأرقام الرسمية الأحدث، انخفض معدل التضخم في مؤشر أسعار المستهلك (CPI) إلى 3.2٪ في مارس. ومع ذلك، يظل هناك تحدي بالنسبة لنمو الأجور والتضخم في قطاع الخدمات، وهما مؤشران اقتصاديان رئيسيان يعكسان التحديات المستمرة.
وفي الشهر الماضي، استمر متوسط الأجور في الارتفاع بمعدل أسرع من معدل التضخم. بالإضافة إلى أن البيانات التي تم نشرها في منتصف أبريل بشأن تضخم الخدمات ونمو الأجور العادية في الربع الأول من عام 2024 قد تلقت اهتمامًا كبيرًا. ومع ذلك، فإن تكاليف الاقتراض لا تعتبر السبب الرئيسي وراء عدم تخفيض أسعار الفائدة في الوقت الحالي. حيث تعتمد قرارات لجنة السياسة النقدية في البنك على تقييم شامل لحالة الاقتصاد وتوقعات التضخم المستقبلية.
توقعات أسعار الفائدة والتضخم وتأثيرهما على الاقتصاد
من المتوقع أن يشهد مؤشر أسعار المستهلك انخفاضًا في معدل التضخم، حيث يتوقع أن يصل إلى المستوى المستهدف البالغ 2% في شهر مايو. وهذا التطور قد يدفع لجنة السياسة النقدية لاتخاذ قرار بخفض أسعار الفائدة إلى 5% في اجتماعها المقبل في يونيو. وتتوقع دراسات اقتصادية أيضًا أن يتم الإعلان عن أول خفض في أسعار الفائدة في شهر يونيو.
ومن المقرر أن يقدم بنك إنجلترا مزيدًا من المعلومات حول توقعاته للاقتصاد ومسار أسعار الفائدة في تقريره الأخير للسياسة النقدية، والذي سيصاحب قرار أسعار الفائدة المرتقب يوم الخميس. في الوقت نفسه، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء أنه سيحافظ على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، وذلك نظرًا لعدم تحقيق تقدم كافٍ في تقليل التضخم.
وقد يشير ذلك إلى استمرار ارتفاع أسعار الفائدة لفترة طويلة، حتى يتوفر المزيد من الأدلة الملموسة على تباطؤ زيادة الأسعار، حسبما ألمح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. وفي هذا السياق، ينتظر المستثمرون خفض أسعار الفائدة في المملكة المتحدة.
وتتعين على بنك إنجلترا أن يقرر في الأسبوع المقبل ما إذا كان سيشير إلى توقيت خفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ عام 2020، وذلك على الرغم من المخاطر المرتبطة بالتضخم المستمر. وعلى الرغم من انخفاض معدل التضخم بشكل حاد، إلا أن سوق العمل ما زال يظهر استقرارًا مع نمو الأجور بنسبة تقدر بحوالي 6%. ومن المتوقع أن تسعى الأسواق المالية لتقييم إمكانية تنفيذ خفض أسعار الفائدة الأول من قبل بنك إنجلترا بداية من شهر سبتمبر.
حيث أبدى محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، استعدادًا لخفض أسعار الفائدة في هذا العام بسبب تراجع التضخم، وصوت أحد صناع السياسات لصالح التخفيضات في شهري فبراير ومارس. ومع ذلك، فإن كبار المسؤولين يعبرون عن حذرهم بشأن خفض أسعار الفائدة في مرحلة مبكرة، نظرًا لارتفاع نمو الأجور.
أهمية توقعات التضخم وتحديات بنك إنجلترا: استراتيجية التواصل والسياسة النقدية
تظل توقعات التضخم ذات أهمية بالغة في الوقت الحالي. قد يقوم بنك إنجلترا بإجراء بعض التغييرات البسيطة في رسائله المقبلة في 9 مايو، على الرغم من أنه من المحتمل أن يقلل توقعاته لمعدل التضخم. يهدف ذلك للإشارة إلى أن الأسواق تقلل من تقديرها لإمكانية تخفيض أسعار الفائدة في المستقبل. تكمن أهمية إدارة التوقعات في تجنب إثارة المخاطر المفرطة المتعلقة باحتمالية تخفيض أسعار الفائدة، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على الجنيه الإسترليني وتعقد الجهود المبذولة لاستعادة التضخم إلى المستوى المستهدف.
تعقيدات توقعات الأجور: تواجه بنك إنجلترا تحديًا حقيقيًا في تحديد ما إذا كان ينبغي عليه البدء في تخفيض أسعار الفائدة في المستقبل القريب. من جهة، يُلاحظ أن معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلك في المملكة المتحدة قد انخفض إلى 3.2%، وهو لا يزال أعلى من الهدف المحدد بنسبة 2% من قبل بنك إنجلترا. ومع ذلك، يشكل نمو الأجور الثابت تحديًا آخر، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية مع مرور الوقت.
تحذيرات من دوامة الأجور والأسعار: في القراءة الأخيرة، أظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية أن الأرباح السنوية قد ارتفعت بنسبة 6٪، وهو ما يتحدى التوقعات المتوقعة لتباطؤ هذا النمو. وقد عبّر العديد من صناع السياسات في بنك إنجلترا عن قلقهم من أن مثل هذه الزيادات الكبيرة في الأجور قد تسهم في استمرار الضغوط التضخمية.
المخاطر المترتبة على سياسة الفائدة: حذر هيو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا وعضو لجنة السياسة النقدية، الشهر الماضي من أن خفض أسعار الفائدة قبل الوقت المناسب ينطوي على “مخاطر أكبر” من تأجيلها لفترة أطول.