تزايدت حركة تداول خام غرب تكساس الوسيط القياسي (WTI) يوم الجمعة، حيث ارتفعت الأسعار إلى مستوى يقارب 84.10 دولارًا، وسط تفاعل الأسواق مع بيانات النمو الاقتصادي الأمريكي الأقل من التوقعات، بالمقارنة مع التوترات الجيوسياسية المحتملة .
بعد إصدار تقرير الناتج المحلي الإجمالي من قبل وزارة التجارة يوم الخميس، شهدت أسعار النفط تراجعًا بسبب تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول، إلى جانب زيادة معدلات التضخم.
توسع الاقتصاد الأمريكي بأبطأ وتيرة له منذ ما يقرب من عامين في الربع الأول، مع ارتفاع التضخم بوتيرة أسرع.
ومع نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 1.6٪ على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024، بالمقارنة مع 3.4٪ في الربع الرابع من عام 2023، فإن هذه الزيادة تقل عن توقعات السوق بنسبة 2.5٪، مما يعزز التوترات بشأن توقيت خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
على الرغم من ذلك، استعادت أسعار النفط زخمها الإيجابي بفضل تصريحات وزيرة الخزانة جانيت يلين التي أشارت فيها إلى قوة النمو الاقتصادي الأمريكي، متجاوزةً بذلك البيانات الفصلية الضعيفة.
بجانب هذا، يستمر القلق بشأن توترات العرض والطلب على النفط نتيجة للتوترات الجيوسياسية، والتي تعزز الاستقرار في أسعار النفط.
من جهة أخرى، أدى قلق السوق بشأن انخفاض مخزونات الخام التجارية الأمريكية إلى ارتفاع أسعار خام غرب تكساس الوسيط، بعدما أعلنت إدارة معلومات الطاقة عن انخفاض بلغ 6.368 مليون برميل في مخزونات الخام.
ذكرت إدارة معلومات الطاقة (EIA) أن مخزونات الخام للأسبوع المنتهي في 19 أبريل انخفضت بمقدار 6.368 مليون برميل من القراءة السابقة البالغة 2.735 مليون برميل.
بالمجمل، تتجه أسعار النفط نحو نهاية إيجابية للأسبوع، مدعومة بتصريحات مسؤول أمريكي بشأن النمو الاقتصادي، وسط استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
تحسّن أسعار خام غرب تكساس وبرنت: تحليلات وآفاق
“تسجّل العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي وخام برنت تحسّناً ملحوظاً في الأسعار خلال الفترة الأخيرة، حيث ارتفعت الأسعار بنسب مشجعة. فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.3%، ما يعادل 23 سنتًا، لتبلغ 84.10 دولارًا للبرميل، بينما سجّلت العقود الآجلة لخام برنت زيادة قدرها 0.4%، ما يعادل 31 سنتًا، لتصل إلى 89.32 دولارًا للبرميل.
تتأثر أسعار النفط بعدة عوامل، من بينها التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية، والتي أثرت بشكل ملحوظ على الأسعار خلال الأيام الأخيرة. وفي هذا السياق، عبرت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، عن تفاؤلها بتعافي الاقتصاد الأمريكي، مع إشارتها إلى إمكانية تعديل نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول ليصل إلى مستويات أعلى، مما أدى إلى تخفيف المخاوف المتعلقة بالتضخم وتقلبات أسعار النفط.
وعلى الرغم من التحسن الطفيف في الأسعار، إلا أن هناك توترات جيوسياسية مستمرة في الشرق الأوسط تثير المخاوف بشأن الإمدادات العالمية من النفط، مما يزيد من التقلبات في الأسواق العالمية.
ووفقا لمكتب التحليل الاقتصادي بوزارة التجارة، شهد الربع الأخير زيادة سنوية في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.6 بالمئة، وهو ما يمثل أبطأ معدل نمو منذ الربع الثاني من عام 2022. وكان توقعوا معدل نمو أعلى بنسبة 2.4 بالمئة. ، مع تقديرات تتراوح بين 1.0 في المئة إلى 3.1 في المئة.
وفي الربع السابق، شهد الاقتصاد معدل نمو قدره 3.4 في المائة. ومع ذلك، فإن معدل النمو الذي لوحظ في الربع الأول كان أقل من معدل النمو غير التضخمي البالغ 1.8 في المائة والذي يعتبره مسؤولو البنك المركزي الأمريكي مثاليا.
بشكل عام، يظل الوضع الاقتصادي والسياسي العالمي محور اهتمام المستثمرين والمحللين، حيث يتوقعون استمرار التقلبات في أسعار النفط في الفترة القادمة بناءً على التطورات الجارية.”
تصريحات وزيرة الخزانة جانيت يلين وتأثيرها على أسعار النفط
قدمت تصريحات وزيرة الخزانة جانيت يلين يوم الخميس دفعة كبيرة. ألمحت يلين إلى مراجعة تصاعدية محتملة لنمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في الربع الأول، مما يشير إلى أن الضغوط التضخمية قد تتراجع بعد عدة عوامل شاذة أعاقت الأداء الاقتصادي. وجاءت تعليقاتها وسط مخاوف بشأن تباطؤ النمو في الربع الأول ومخاوف بشأن موقف مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن أسعار الفائدة، والذي أثر في البداية على أسعار النفط.
يظهر سعر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) استقرارًا تقريبيًا عند مستوى 84.10 دولار للبرميل، مع تسجيل انخفاض طفيف بنسبة 0.10٪ خلال ساعات التداول الأوروبية في يوم الجمعة الماضي.
على الرغم من هذه التوقعات الإيجابية، استمرت المخاوف بشأن الطلب على الوقود حيث أظهرت مخزونات البنزين الأمريكية انخفاضًا أقل مما كان متوقعًا، إلى جانب ارتفاع غير متوقع في مخزونات نواتج التقطير،
تباطأ النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الربع الأول، حيث ارتفع بنسبة 1.6٪، مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 3.4٪، وهذا دون توقعات السوق التي كانت تتوقع 2.5٪. هذا التباطؤ ينبئ بتحديات محتملة في مختلف قطاعات الاقتصاد الأمريكي، مما قد يقلل من الطلب على النفط في ظل تباطؤ النشاط الاقتصادي.
في المقابل، شهدت أسعار المستهلك في الولايات المتحدة ارتفاعًا، حيث ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بمعدل سنوي بلغ 3.7٪ في الربع الأول، متجاوزًا توقعات السوق والقراءة السابقة.
وزودت تصريحات وزيرة الخزانة، جانيت يلين، سعر خام غرب تكساس الوسيط بالدعم، حيث أشارت إلى احتمال تعديل النمو الاقتصادي الأمريكي بشكل إيجابي، بالإضافة إلى استعادة التوازن في معدلات التضخم بعد فترة من التقلبات غير المتوقعة في السوق. ومع ذلك، يبقى سعر النفط مستقرًا، مدعومًا بالمخاطر المحتملة المرتبطة بالتوترات في الشرق الأوسط.
تحليل اقتصادي للنفط: توازن بين التفاؤل والتحديات
بالرغم من التطورات الإيجابية التي تشهدها صناعة النفط، فإن هناك مخاوف مستمرة تحيط بتوازن الطلب والعرض. تظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة (EIA) تراجعًا في مخزونات البنزين الأمريكية، بينما يشهد مخزون نواتج التقطير ارتفاعًا غير متوقع، مما يلقي بظلال من الشكوك على مدى استقرار الطلب. ومع ذلك، فإن الارتفاع اللافت في صادرات الخام يشكل بوادر أمل، مؤكدًا قوة الطلب الأساسية.
تتأثر أسعار النفط بعدة عوامل، من بينها التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية، والتي أثرت بشكل ملحوظ على الأسعار خلال الأيام الأخيرة. يشير هذا التباطؤ إلى رياح معاكسة أو تباطؤ محتمل في مختلف قطاعات الاقتصاد الأمريكي.
من ناحية أخرى، لا تزال التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط تلقي بظلالها على السوق، حيث تثير التوترات مخاوف من اضطرابات تؤثر على إمدادات النفط. ورغم استمرار الإنتاج، فإن التجار يبقون حذرين، مدركين لتداعيات محتملة للاضطرابات.
يأتي تركيز السوق الآن على تقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو مقياس رئيسي للتضخم، والذي ينبغي أن يؤثر على قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي. من المتوقع ارتفاع طفيف في أرقام الاستهلاك، مما يعكس التحديات التضخمية المتنامية.
وتخيم حالة من عدم اليقين على اتجاه سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل، مع تباين وجهات النظر حول توقيت وحجم التعديلات المحتملة على أسعار الفائدة. قد يكون الطلب على النفط الخام حساسًا بشكل خاص لبيانات التضخم الأعلى من المتوقع، حيث قد يؤثر رفع أسعار الفائدة لفترة طويلة على النمو الاقتصادي.
باختصار، تظل أسواق النفط حساسة للتقلبات، مع تواجه تحديات متعددة من التفاؤل بالمؤشرات الإيجابية ومخاوف التضخم والسياسة النقدية. يحتاج المتداولون إلى توخي الحذر واتخاذ القرارات بحكمة في هذه الأوقات الدقيقة، كما يتطلب التعامل في الأسواق النفطية حكمة وحذرًا للتعامل مع التحديات والفرص بشكل فعّال.