شهد الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا يوم الثلاثاء بعد أن ألغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعض الرسوم الجمركية المخطط لها. وذلك على الرغم من استمرار التوترات في الحرب التجارية مع الصين. في الساعة 04:30 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.5%، ليسجل 108.310 نقطة. جاء هذا التراجع بعد أن وصل الدولار إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع خلال الجلسة السابقة.
سبب التراجع في الدولار الأمريكي
أدى إعلان ترامب عن تأجيل فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة شهر إلى تهدئة المخاوف في الأسواق العالمية. تم التوصل إلى اتفاق بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس المكسيكي لتعزيز التعاون في مسائل الهجرة وتهريب المخدرات. وبموجب هذا الاتفاق، تم تأجيل فرض الرسوم الجمركية بنسبة 25% على السلع القادمة من كندا والمكسيك لمدة 30 يومًا.
رغم ذلك، لم يتم تأجيل الرسوم الجمركية المفروضة على الصين، حيث دخلت الرسوم على السلع الصينية حيز التنفيذ بالفعل. وردت الصين على هذه الخطوة بفرض رسوم جمركية جديدة على بعض السلع الأمريكية، مثل السيارات والمعدات الزراعية، وذلك اعتبارًا من 10 فبراير.
ردود الأسواق على التوترات التجارية
أثرت التوترات التجارية على الأسواق العالمية بشكل كبير. فقد تحولت الأسواق بشكل سريع من قلق شديد إلى شراء قوي في العملات التي تأثرت سلبًا. وفقًا للمحللين في “آي إن جي”، فإن الأسواق كانت مترددة في تحديد تأثير هذه الرسوم الجمركية، ولكن بعد تطورات ترامب الأخيرة، أصبح المستثمرون أكثر حذرًا بشأن التهديدات المستقبلية.
اليورو والجنيه الإسترليني في مواجهة التحديات
على الرغم من انخفاض الدولار، شهد اليورو تداولًا هادئًا، حيث استقر سعره عند 1.0345 مقابل الدولار الأمريكي. ورغم تحسن المعنويات في منطقة اليورو، بسبب توقعات التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، فإن الحذر لا يزال يسود. تعكس هذه الزيادة الطفيفة في اليورو القلق بشأن استمرار الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
الدولار الأمريكي يتأرجح مع رد الصين على ترامب وتأجيل فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك
أما بالنسبة للجنيه الإسترليني، فقد تراجع بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.2433. على الرغم من ارتفاع الدولار الأمريكي، فإن الجنيه الإسترليني لم يتأثر بشكل كبير من الرسوم الجمركية الأمريكية، نظرًا لانخفاض صادرات المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة والصين. وبالرغم من ذلك، فإن الأسواق تترقب اجتماع بنك إنجلترا لتحديد اتجاه السياسة النقدية، حيث من المتوقع أن يقوم البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد.
يواصل الدولار الأمريكي التذبذب بشكل ملحوظ في الأسواق العالمية، حيث يتأثر بمجموعة من العوامل الاقتصادية والقرارات السياسية الهامة. شهدت الأسواق تحركات واسعة يوم الثلاثاء، مع تفاعل الدولار مع الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية الأمريكية وقرارات الرئيس الأمريكي ترامب بشأن المكسيك وكندا، بالإضافة إلى رد فعل الصين.
تأجيل الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تأجيل فرض الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا، وهو ما أسهم في حدوث نوع من الارتياح في الأسواق. كان من المتوقع أن تفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 25% على السلع القادمة من كندا والمكسيك، لكن هذا الإجراء تم تأجيله لمدة 30 يومًا، ما أدى إلى تحسن المعنويات في الأسواق المالية. هذا التأجيل جاء نتيجة لتوصل الدول الثلاث إلى اتفاقات تهدف إلى تعزيز التعاون في ملفات الهجرة وتهريب المخدرات.
رد فعل الصين على الرسوم الأمريكية
في الوقت نفسه، كانت هناك ردود فعل سريعة من الصين تجاه تصعيد ترامب في حربه التجارية. فرضت الصين رسومًا جمركية على بعض السلع الأمريكية، مثل السيارات والمعدات الزراعية، في خطوة استباقية ضد الرسوم الأمريكية التي بدأت في تنفيذها. هذا الرد جاء بعد أن بدأت الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية تدخل حيز التنفيذ.
أداء مؤشر الدولار الأمريكي
تتأثر حركة الدولار الأمريكي بشكل كبير بهذه التحولات في السياسة التجارية، حيث يظهر مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) تذبذبًا مستمرًا في الأسواق. في يوم الثلاثاء، وصل مؤشر الدولار إلى مستوى 109.00، قبل أن يتراجع إلى 108.37. في الوقت الحالي، يتم تداول المؤشر حول 108.50 نقطة.
البيانات الاقتصادية وتأثيرها على الدولار
مع تزايد الضغوط الاقتصادية العالمية وتغير القرارات التجارية. من المتوقع أن يظل مؤشر الدولار الأمريكي يتحرك في نطاق ضيق بين 107.00 من الأسفل و110.00 من الأعلى. ومع ذلك، يُتوقع أن تظل هذه التحركات ضمن نطاق محدود، مما يجعل الأسواق مترددة في اتخاذ قرارات كبيرة.
على الجانب الإيجابي، تم تجاوز الحاجز الأول عند 109.30 لفترة قصيرة، لكنه لم يصمد لفترة طويلة. مع استعادة هذا المستوى، سيكون المستوى التالي الذي ينبغي مراقبته هو 110.79. أما على الجانب السلبي. فإن الدعم المزدوج للمؤشر يتمثل في المتوسط المتحرك البسيط 55 يومًا عند 107.75 وأعلى مستوى في 3 أكتوبر 2023 عند 107.35.
ينتظر المستثمرون أيضًا بيانات اقتصادية هامة قد تؤثر على حركة الدولار في الأيام المقبلة. من المقرر صدور تقرير الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة اليوم، والذي يمكن أن يوفر مزيدًا من الرؤى حول حالة سوق العمل في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، سيتحدث متحدثان من بنك الاحتياطي الفيدرالي. رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوسيك ورئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي. مما قد يترك تعليقات تؤثر على توجهات الأسواق.
تأثير هذه التحولات على الأسواق العالمية
مع كل خطوة يتخذها ترامب في هذه الحرب التجارية، تظل الأسواق العالمية في حالة من القلق. قد تؤدي هذه الحروب التجارية إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، خاصةً إذا طالت فترة النزاع. في المقابل، يظل الدولار الأمريكي متأثرًا بالقرارات الحمائية التي قد تكون جزءًا من استراتيجية الضغط على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
من الواضح أن قرارات ترامب التجارية لا تؤثر فقط على الاقتصاد الأمريكي، بل تمتد آثارها إلى اقتصادات أخرى حول العالم. في الوقت الذي تحاول فيه الأسواق التكيف مع هذه التغيرات، لا يزال المستقبل غامضًا بشأن تأثيرات هذه الحرب التجارية. من المهم أن يتابع المستثمرون هذه التطورات عن كثب، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أسواق المال العالمية.