شهدت أسعار النفط تراجعًا بأكثر من دولار في يوم الجمعة. حيث انخفض خام برنت ليصل إلى أقل من 80 دولارًا للبرميل بعد صدور سلسلة من البيانات السلبية لشهر يوليو من الصين، مما طغى على المخاطر الجيوسياسية في الأسواق. سجلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بمقدار 1.07 دولار. أي ما يعادل 1.32٪، لتستقر عند 79.10 دولارًا. بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.27 دولار، أو 1.62٪، لتصل إلى 75.60 دولارًا.
تواجه سوق النفط تحديًا كبيرًا في الحفاظ على مكاسبها الأخيرة عند مستوى 80 دولارًا للبرميل، خاصة بعد صدور مؤشرات اقتصادية ضعيفة مؤخرًا، مما أكد الضغط الهبوطي على الأسعار في الوقت الذي يبدو فيه أن المخاوف الجيوسياسية قد تراجعت إلى الخلفية. هذا الصباح، تغيّر شكل منحنى العقود الآجلة لخام برنت ليصبح لصالح انخفاض التراجع، مع إعادة تقييم السوق للتوافر النسبي للخام في ظل الأرقام المخيبة للآمال لواردات الخام وعمليات تشغيل المصافي في الصين.
يحدث التراجع عندما تكون الأسعار الفورية أعلى من أسعار العقود الآجلة، مما يقلل من الحافز لدى شركات الطاقة لدفع تكاليف تخزين الوقود. في محاولة للسيطرة على أسعار النفط، خفضت المصافي الصينية معدلات معالجة الخام بشكل كبير الشهر الماضي بسبب ضعف الطلب على الوقود. كما قامت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بخفض توقعاتها للطلب لهذا العام يوم الاثنين، مشيرة إلى توقعات أضعف من المتوقع في الصين.
ويعتقد بعض المحللين أن تحركات أسعار خام برنت نحو نطاق أكثر ثباتًا قد تعتمد على قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة في اجتماعه في سبتمبر. كما أعطت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية، التي فاقت توقعات المحللين يوم الخميس، دفعة إيجابية للأسعار، بينما أظهرت بيانات أخرى أن عدد الأمريكيين المتقدمين للحصول على إعانات البطالة قد انخفض الأسبوع الماضي، مما أشعل التفاؤل بشأن النمو الاقتصادي الأمريكي.
تراجع أسعار النفط مع استمرار القلق بشأن الاقتصاد الصيني
تراجعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة، بعد اتجاهها نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي. ادى هذا الارتفاع إلى المعطيات الإيجابية حول الاقتصاد الأمريكي الذي يظهر مرونة ملحوظة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار الفائدة، مما يعزز التوقعات بزيادة الطلب على النفط. ورغم الحذر الذي يبديه التجار حيال تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، والتي أضافت علاوة مخاطرة إلى أسعار النفط الخام، إلا أن المكاسب الإجمالية لا تزال محدودة بسبب المخاوف المستمرة بشأن تباطؤ الاقتصاد الصيني. لم تُساهم البيانات الاقتصادية المختلطة الصادرة هذا الأسبوع في تحسين المشاعر حول أكبر مستورد للنفط في العالم.
في وقت سابق من يوم الجمعة، ساهمت البيانات الأمريكية القوية في رفع أسعار النفط. حيث دفعت سلسلة من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية في الولايات المتحدة، إلى جانب دلائل على تراجع التضخم، الأسعار نحو الارتفاع. أظهرت أرقام مبيعات التجزئة القوية لشهر يوليو أن المستهلكين الأمريكيين ما زالوا يحتفظون بقوة شرائية جيدة. مما يشير إلى توقعات إيجابية للطلب على الوقود. بالإضافة إلى ذلك، عزز تباطؤ التضخم الآمال في أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر.
ساهم ضعف الدولار وانخفاض أسعار الفائدة في دعم أسعار النفط بشكل إضافي صباح اليوم. حيث أن الدولار الضعيف يجعل النفط أقل تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى. ومع ذلك، فإن الزيادة غير المتوقعة في مخزونات النفط الأمريكية تشير إلى احتمال تباطؤ الطلب مع انتهاء موسم السفر الصيفي.
تبقى المخاوف بشأن الصين مصدراً رئيسياً للقلق في أسواق النفط، حيث يظهر النشاط الاقتصادي في أكبر مستورد للنفط في العالم علامات ضئيلة على التحسن. انخفضت واردات الصين من النفط للشهر الثاني على التوالي في يوليو، وكانت معظم المؤشرات الاقتصادية لهذا الشهر سلبية. دفعت هذه المخاوف كلاً من أوبك ووكالة الطاقة الدولية إلى خفض توقعاتهما لنمو الطلب على النفط في عام 2024، مستشهدتين بعدم اليقين السياسي في الصين والضعف المستمر في اقتصادها كعوامل رئيسية في تعديل توقعاتهما.
عوامل تؤثر على توقعات أسعار النفط عالميًا
تتأثر توقعات أسعار النفط بعدة عوامل متغيرة ومتداخلة، مثل العوامل الاقتصادية العالمية، والسياسية، والمناخية، إضافة إلى قوى العرض والطلب. فيما يلي بعض العوامل الرئيسية التي تؤثر على توقعات أسعار النفط الحالية والمستقبلية:
1. التوترات الجيوسياسية:
يمكن أن تؤدي التوترات في مناطق إنتاج النفط الرئيسية، مثل الشرق الأوسط، إلى اضطرابات في الإمدادات وزيادة في الأسعار. قد يشمل ذلك النزاعات الإقليمية أو العقوبات الاقتصادية المفروضة على دول معينة.
2. السياسات النقدية للبنوك المركزية:
تؤثر قرارات السياسة النقدية، مثل تلك التي يتخذها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بشكل مباشر على أسعار النفط. خفض أسعار الفائدة يمكن أن يؤدي إلى ضعف الدولار الأمريكي. مما يجعل النفط (المسعر بالدولار) أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى، ويزيد الطلب عليه.
3. المخزونات الأمريكية:
تعتبر بيانات مخزونات النفط في الولايات المتحدة مؤشراً هاماً على توازن العرض والطلب. زيادة المخزونات قد تشير إلى فائض في العرض، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار..
4. الطلب من الصين والهند:
تعتبر الصين والهند من أكبر مستوردي النفط في العالم. لذا فإن أي تغييرات في النشاط الاقتصادي في هاتين الدولتين تؤثر بشكل كبير على الطلب العالمي وأسعار النفط.
5. قرارات أوبك+:
تقوم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها بقرارات تتعلق بتخفيض أو زيادة الإنتاج. والتي تؤثر مباشرة على توازن العرض والطلب في الأسواق العالمية.
6. تغيرات تكنولوجية وسياسات الطاقة النظيفة:
تزايد الاهتمام بالطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية قد يحد من الطلب على النفط في المستقبل، مما يمكن أن يؤثر على أسعاره على المدى الطويل.
التوقعات الحالية:
بحسب التقارير الأخيرة، تشير التوقعات إلى أن أسعار النفط قد تشهد بعض التقلبات في المستقبل القريب. بسبب عدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي العالمي، وخاصة في الصين. كما أن السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى ستكون حاسمة في تحديد الاتجاهات القادمة لأسعار النفط.
تظل هذه العوامل متغيرة بشكل مستمر. لذا فإن متابعة الأخبار الاقتصادية والسياسية والمناخية ذات الصلة يمكن أن توفر رؤية أكثر وضوحًا لتوقعات أسعار النفط في الفترة القادمة.