تصاريح البناء في الولايات المتحدة: التأثير الاقتصادي واتجاهات السوق

تصاريح البناء في الولايات المتحدة

مؤشر تصاريح البناء في الولايات المتحدة هو مقياس يستخدم لقياس الصحة والنشاط داخل قطاع البناء في اقتصاد الولايات المتحدة. ويتتبع عدد التصاريح الصادرة عن السلطات الحكومية المحلية لمشاريع البناء الجديدة، بما في ذلك المباني السكنية والتجارية، فضلا عن التجديدات والإضافات إلى الهياكل القائمة.

ويعد هذا المؤشر مؤشرا اقتصاديا مهما لأنه يعكس مستوى الاستثمار والثقة في قطاعي العقارات والتشييد. تشير الأعداد المرتفعة من تراخيص البناء إلى زيادة نشاط البناء، الأمر الذي يمكن أن يكون له آثار مضاعفة في جميع أنحاء الاقتصاد، مثل خلق فرص العمل، وزيادة الطلب على مواد البناء، والنمو الاقتصادي العام. وعلى العكس من ذلك، قد يشير انخفاض تراخيص البناء إلى تباطؤ نشاط البناء، مما قد يكون علامة على الضعف الاقتصادي.

مؤشر تصاريح البناء في الولايات المتحدة يُعتبر مؤشرًا اقتصاديًا هامًا يعكس صحة قطاع البناء في الاقتصاد الأمريكي. عندما يرتفع عدد تصاريح البناء، يُعتبر ذلك إشارة إيجابية تدل على نشاط اقتصادي متزايد وثقة في الاقتصاد الامريكي. وبالتالي، قد يتجه المستثمرون إلى الدولار الأمريكي بمزيد من الثقة، مما يؤدي إلى تقوية قيمته مقابل العملات الأخرى في سوق الفوركس. حيث يتوقع المستثمرون نموًا اقتصاديًا أقوى، وارتفاع أسعار الفائدة، واحتمال زيادة العائدات على الاستثمارات المقومة بالدولار الأمريكي.

على الجانب الآخر، إذا كانت هناك انخفاضات في تصاريح البناء، فإن ذلك يُنظر إليه عادة على أنه علامة على تباطؤ في النشاط الاقتصادي، مما قد يؤدي إلى ضعف الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى في سوق الفوركس.

من المهم الإشارة إلى أن هذه التأثيرات يمكن أن تختلف اعتمادًا على العوامل الأخرى التي تؤثر على سوق الفوركس في ذلك الوقت، مثل التطورات الجيوسياسية والاقتصادية الأخرى على الصعيدين الداخلي والدولي.

تأثير تصاريح البناء الأمريكية على الاقتصاد والسوق

إذا كان مؤشر تصاريح البناء في الولايات المتحدة أعلى من المتوقع، فإنه يشير عادة إلى معنويات إيجابية في سوق الإسكان. تصاريح البناء هي تصاريح قانونية صادرة عن الحكومات المحلية، تسمح ببناء المباني أو تجديدها.

إليك ما يعنيه بشكل عام:

  • النمو الاقتصادي: تشير الزيادة في تراخيص البناء إلى تزايد الطلب على الإسكان، والذي يرتبط غالبًا بالنمو الاقتصادي. والمزيد من التصاريح يعني المزيد من أنشطة البناء، مما يؤدي إلى زيادة فرص العمل والاستثمار والتوسع الاقتصادي الشامل.
  • ثقة المستهلك: يمكن أن يعكس ارتفاع تصاريح البناء أيضًا المشاعر الإيجابية بين المستهلكين. يميل الناس إلى الاستثمار في المنازل الجديدة أو التجديدات عندما يشعرون بالأمان المالي والتفاؤل بشأن المستقبل.
  • صحة سوق الإسكان:  تعمل تصاريح البناء كمؤشر رئيسي على صحة سوق الإسكان. وهي تسبق نشاط البناء الفعلي، لذا فإن الزيادة في التصاريح تشير إلى أنه سيتم بناء المزيد من المنازل في المستقبل، مما قد يؤدي إلى تخفيف القيود على العرض ودعم أسعار المساكن.
  • رد فعل المستثمرين: قد تتفاعل الأسواق المالية بشكل إيجابي مع تصاريح البناء الأعلى من المتوقع، خاصة إذا كانت تشير إلى قوة اقتصادية أوسع. قد تشهد الأسهم المتعلقة بالبناء والعقارات وتحسين المنازل زيادة في الطلب حيث يتوقع المستثمرون ارتفاع الإيرادات والأرباح.

على الجانب الآخر، إذا كان إصدار مؤشر تصاريح البناء في الولايات المتحدة أقل من المتوقع، فإنه يشير عادة إلى تباطؤ أو ضعف في سوق الإسكان.

 تعد تراخيص البناء مؤشرا رئيسيا لنشاط البناء في المستقبل، لذا فإن الانخفاض يشير إلى أنه يتم إصدار عدد أقل من التصاريح لمشاريع البناء الجديدة. وقد يرجع ذلك إلى عوامل مختلفة مثل انخفاض الطلب على الإسكان، أو تشديد شروط الائتمان، أو عدم اليقين في الاقتصاد.

غالبًا ما يفسر المستثمرون والمحللون انخفاض مؤشر تصاريح البناء عن المتوقع على أنه علامة على الضعف الاقتصادي المحتمل أو سوق الإسكان البارد.

تصاريح البناء لشهر مارس: رؤى واتجاهات

وفي شهر مارس، شهد إجمالي عدد تراخيص البناء الجديد انخفاضًا متواضعًا بنسبة 4.3%، ليستقر على معدل سنوي قدره 1.46 مليون وحدة. ويمثل هذا الرقم تراجعًا طفيفًا عن معدل فبراير المنقح البالغ 1,523,000 وحدة، لكنه يظل أعلى بشكل ملحوظ بنسبة 1.5% مقارنة بشهر مارس 2023، الذي سجل 1,437,000 وحدة. يشار إلى أن تراخيص المباني المكونة من خمس وحدات فأكثر بلغ متوسطها 433 ألف وحدة، في حين شهدت تراخيص الأسرة الواحدة انخفاضا بنسبة 5.7% إلى 973 ألف وحدة. وحذت تصاريح الأسر المتعددة حذوها، حيث انخفضت بنسبة 1.2٪ إلى وتيرة سنوية قدرها 485000 وحدة.

ويكشف تحليل البيانات الإقليمية عن اتجاهات متباينة، حيث ارتفعت التصاريح بنسبة 34.5% في الشمال الشرقي و11.3% في الغرب الأوسط، بينما شهدت انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.9% في الجنوب، وزيادة هامشية بنسبة 1.0% في الغرب.

وفيما يتعلق بتقدم البناء، بلغ عدد منازل الأسرة الواحدة قيد الإنشاء 689 ألف منزل في مارس، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 2.7٪ عن العام السابق. وفي الوقت نفسه، بلغ إجمالي عدد الشقق قيد الإنشاء 957 ألف شقة، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 1.6% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

شهد شهر مارس تراجعًا في عمليات البدء في بناء المنازل، ويعزى ذلك جزئيًا إلى الارتفاع غير المتوقع في أسعار الفائدة والتضخم المستمر. وتستمر شركات البناء في مواجهة تكاليف العرض المرتفعة وشروط الإقراض الأكثر صرامة، كما لاحظ كارل هاريس، رئيس الرابطة الوطنية لبناة المنازل (NAHB)، الذي سلط الضوء على التحديات المتعددة الأوجه التي تواجه شركات البناء.

وعلى الرغم من الانخفاض في بدء بناء الشقق، فإن تدفق الوحدات المكتملة إلى السوق آخذ في الارتفاع، وذلك بسبب مستويات البناء المرتفعة السابقة. والجدير بالذكر أن الربع الأول من عام 2024 شهد ارتفاعًا كبيرًا بنسبة 27.4٪ في وتيرة إنجاز الشقق مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الزيادة في البناء متعدد الأسر إلى ممارسة ضغط هبوطي على نمو الإيجارات على المدى القريب.

زيادة بدايات الإسكان وانخفاض في تصاريح البناء في ابريل

ارتفعت نسبة بدايات الإسكان بنسبة 5.7% شهريًا في أبريل إلى 1.360 مليونًا مقابل 1.420 مليونًا المتوقع و1.287 مليونًا في مارس (معدلة من 1.321 مليونًا). وبلغ معدل بدايات الإسكان لأسرة واحدة 1.031 مليونًا، أي أقل بنسبة 0.4% من رقم مارس المنقح البالغ 1.035 مليونًا.

في هذه الأثناء، تراجعت تصاريح البناء بنسبة 3.0% عما كانت عليه قبل شهر إلى 1.440 مليونًا مقابل 1.480 مليونًا المتوقعة و1.485 مليونًا السابقة (المعدلة من 1.467 مليونًا).وبلغ معدل تفويضات الأسرة الواحدة 976 ألفًا، أي أقل بنسبة 0.8% من الرقم المنقح لشهر مارس البالغ 984 ألفًا.

وبلغت عمليات استكمال المساكن المملوكة للقطاع الخاص في الشهر معدلًا سنويًا معدلاً موسميًا قدره 1.623 مليونًا. وهذا يزيد بنسبة 8.6% عن تقديرات مارس المنقحة البالغة 1.495 مليونًا و+14.6% عن معدل أبريل 2023 البالغ 1.416 مليونًا.

قال مكتب الإحصاء الأمريكي إن استكمالات الإسكان لأسرة واحدة بلغت معدل 1.092 مليونًا، أي أعلى بنسبة 15.4% من المعدل المنقح لشهر مارس البالغ 946 ألفًا.