تعتبر الحسابات القومية الأسترالية أداة هامة لقياس الأداء الاقتصادي للبلد، حيث توفر تقديرات دورية للعديد من المتغيرات الاقتصادية الرئيسية مثل الناتج المحلي الإجمالي، الاستهلاك، الاستثمار، الدخل، والادخار. هذه التقديرات تساعد في فهم حجم الاقتصاد الوطني وتحليل التغيرات والاتجاهات في النمو الاقتصادي.
الناتج المحلي الإجمالي (Gross Domestic Product – GDP) يعد مقياسًا رئيسيًا لحجم الاقتصاد الأسترالي. يشير إلى القيمة الإجمالية للسلع والخدمات التي تنتج داخل البلاد خلال فترة زمنية معينة، سواء كان ذلك من قبل الشركات الوطنية أو الأجانب العاملين في أستراليا. يتم قياس الناتج المحلي الإجمالي بناءً على القيمة المضافة في كل قطاع اقتصادي.
بالإضافة إلى الناتج المحلي الإجمالي، تقدم الحسابات القومية الأسترالية تقديرات للإنفاق الاستهلاكي والاستثماري. الاستهلاك يعكس الإنفاق على السلع والخدمات من قبل الأفراد والأسر، بما في ذلك السلع الاستهلاكية مثل الأغذية والملابس والمنتجات المنزلية. من جانبه، يشير الاستثمار إلى النفقات التي تقوم بها الشركات والحكومة لشراء الأصول الثابتة مثل المباني والمعدات، وكذلك الاستثمار في البنية التحتية والبحث والتطوير.
تقدم الحسابات القومية أيضًا تقديرات للدخل القومي والادخار. يعكس الدخل القومي المبلغ الإجمالي للدخل الذي يحصل عليه الأفراد والشركات الوطنية في فترة زمنية محددة. يتضمن ذلك الرواتب والأجور والأرباح والفوائد والضرائب المدفوعة والمدخرات الوطنية. بالنسبة للادخار، يمثل المبلغ الذي يتم وضعه جانبًا من الدخل للاستخدام في المستقبل، سواء كان ذلك من قبل الأفراد أو الشركات أو الحكومة.
تعتبر هذه التقديرات الربع سنوية للتدفقات الاقتصادية الرئيسية مهمة للعديد من الجهات، بما في ذلك المحللين الاقتصاديين والسياسيين والمستثمرين. تعطي هذهذه التقديرات فكرة عامة عن حالة الاقتصاد الأسترالي وتساعد في اتخاذ القرارات الاقتصادية ووضع السياسات الاقتصادية المناسبة. يمكن الحصول على هذه التقديرات من مصادر مختلفة مثل البنك المركزي الأسترالي والمكتب الأسترالي للإحصاءات.
توفر الحسابات القومية الأسترالية بيانات مهمة حول الدخل القومي والإنفاق والمنتجات، وتعد أداة قيمة لفهم الوضع الاقتصادي للبلد. يمكن استخدام هذه البيانات في إعداد التقارير والدراسات الاقتصادية والمقالات الصحفية التي تتعلق بالاقتصاد الأسترالي وتحليل أداءه واتجاهاته المستقبلية
صافي التجارة ينتقص من النمو
تشير البيانات الأخيرة إلى أن صافي التجارة في أستراليا ينتقص من النمو الاقتصادي. وقد شهدت واردات السلع والخدمات ارتفاعًا بنسبة 5.1% بعد انخفاضها بنسبة 3.5% في ربع ديسمبر. وتعود زيادة واردات السلع إلى زيادة العرض العالمي لمجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية مثل الأدوية والملابس والأحذية. في حين استمرت واردات الخدمات في الانخفاض، حيث اختار الأستراليون السفر إلى وجهات خارجية أقرب وبأسعار معقولة، بما في ذلك اليابان.
أما بالنسبة للصادرات، فقد ارتفعت بنسبة 0.7%، حيث شهدت صادرات السلع ارتفاعًا جزئيًا تعوضت بانخفاض صادرات الخدمات. وقد تصدرت صادرات السلع قطاع الغاز الطبيعي المسال، حيث زاد الطلب الخارجي نتيجة انخفاض مستويات الأسعار. في المقابل، انخفضت صادرات الخدمات بنسبة 1.1%، وذلك بسبب وصول أقل من متوسط الطلاب الدوليين في ربع مارس.
هذه البيانات تشير إلى تأثير سلبي على صافي التجارة وتدل على تحديات اقتصادية تواجهها أستراليا. فعلى الرغم من زيادة واردات السلع، إلا أن انخفاض صادرات الخدمات وتراجع وصول الطلاب الدوليين قد يؤثر سلبًا على الفائض التجاري للبلاد. قد تحتاج هذه المعلومات إلى مزيد من التحليل والتفسير لفهم التأثير الكامل على النمو الاقتصادي في أستراليا
تراكم المخزونات يقابله صافي التجارة :وساهمت التغيرات في المخزونات بنسبة 0.7 نقطة مئوية في النمو، مسجلة زيادة قدرها 2.2 مليار دولار في ربع مارس. وشهدت المخزونات غير التعدينية ارتفاعا نتيجة القوة الواسعة في واردات السلع الوسيطة والاستهلاكية، في حين زادت مخزونات التعدين مع تجاوز الإنتاج الطلب على الصادرات.
واستمر الإنفاق الحكومي في الارتفاع :وزاد الإنفاق الحكومي بنسبة 1.0% وساهم بنسبة 0.2 نقطة مئوية في الناتج المحلي الإجمالي. كان الإنفاق الحكومي مدفوعًا بزيادة إنفاق الكومنولث على مزايا المساعدة الاجتماعية للأسر، بما في ذلك البرامج الصحية من خلال برنامج الرعاية الصحية وخطة المزايا الصيدلانية، ومدفوعات تخفيف فواتير الطاقة من قبل بعض حكومات الولايات. ارتفعت نفقات الموظفين مع زيادة عدد الموظفين في عدد من وكالات الكومنولث.
نفقات الاستهلاك النهائي للحكومة العامة، مقاييس الحجم، معدلة موسميا
تشير البيانات إلى استمرار الإنفاق الأساسي في دفع الاستهلاك الأسري في أستراليا. وقد ارتفع إنفاق الأسر بنسبة 0.4%، حيث استمرت الأسر في تخصيص إنفاقها للسلع والخدمات الأساسية بزيادة قدرها 0.5%. وكان الدافع وراء ارتفاع الإنفاق الأساسي هو الإنفاق على الكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى، نظرًا لزيادة الطلب على التبريد بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف عن المعتاد. كما ارتفع الإنفاق على الصحة بسبب زيادة الاستهلاك في الخدمات الطبية. واستمرت الإيجارات والخدمات السكنية الأخرى في الارتفاع تماشيًا مع النمو السكاني ورأس المال العقاري.
أما بالنسبة للإنفاق التقديري، فقد ارتفع بنسبة 0.3%، بفضل الزيادة في الخدمات وانخفاض السلع. قادت خدمات النقل الارتفاع، حيث شهدت الخطوط الجوية الدولية الجديدة إلى آسيا زيادة في السفر الجوي إلى وجهات خارجية. كما شهدت الفعاليات الرياضية والموسيقية الكبيرة زيادة في الإنفاق على الفنادق والمقاهي والمطاعم والملابس والأحذية.
هذه البيانات تشير إلى استمرار الإنفاق الأسري في دعم النمو الاقتصادي في أستراليا، حيث يتم توجيه الإنفاق نحو الاحتياجات الأساسية مثل الكهرباء والغاز والرعاية الصحية. كما يشير الارتفاع في الإنفاق التقديري على الخدمات إلى زيادة النشاط في قطاعات مثل النقل والفعاليات الثقافية والترفيهية
الاستثمار يقع على القطاعين العام والخاص : وانخفض الاستثمار بنسبة 0.9٪ في ربع مارس، على الرغم من بقائه عند مستويات مرتفعة بعد القوة الأخيرة. وانخفض الاستثمار الخاص بنسبة 0.8%. قاد البناء غير السكني الانخفاض حيث انخفض العمل في مشاريع التعدين بعد ارتفاعه في ربع ديسمبر. وانخفضت تكاليف بناء المساكن (-0.5%) ونقل الملكية (-2.2%)، مما يعكس التباطؤ المستمر في موافقات البناء وضعف النشاط في سوق العقارات.
وعوضت الآلات والمعدات (+2.2%) هذا الانخفاض جزئيًا من خلال زيادة الاستثمار في معدات مراكز البيانات المكتملة مؤخرًا وزيادة مشتريات السيارات. وانخفض الاستثمار العام (-0.9٪) بسبب اقتراب مشاريع التعليم الحكومية والمحلية على مستوى الولاية وتباطؤ العمل في المشاريع الصحية.
انخفاض نسبة ادخار الأسر
وانخفضت نسبة ادخار الأسر إلى الدخل من 1.6% إلى 0.9% في ربع مارس. وانخفض الادخار مع تجاوز ارتفاع استهلاك الأسر الاسمي النمو في إجمالي الدخل المتاح.
ارتفع إجمالي الدخل المتاح بنسبة 1.1%، حيث تجاوز إجمالي الدخل (+0.9%) الدخل المستحق الدفع (+0.5%). دفعت تعويضات الموظفين (+0.9%) ، والمساكن المملوكة لشخص GOS (+2.6%) ، والفوائد المستلمة (+4.7%) النمو في الدخل المستحق، في حين كان النمو في الدخل المستحق يرجع إلى ارتفاع الفوائد المستحقة على المساكن (+3.9%) ، يقابله جزئياً ضريبة الدخل التي تدفعها الأسر (-1.5%).