شهدت أسعار النفط الخام انخفاضًا كبيرًا خلال تعاملات الأسبوع الحالي، حيث تراجعت سعر عقود النفط القياسية إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوعين ونصف. وذلك على الرغم من التخفيضات الطوعية التي أعلنت عنها أعضاء منظمة أوبك وحلفائها (أوبك +) يوم الخميس الماضي.
فيما يتعلق بالتداولات الحالية، انخفضت العقود الفورية لخام برنت بنسبة 1.36% لتصل إلى 78.17 دولار للبرميل. وتراجعت أيضًا أسعار العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.26% إلى 73.44 دولار للبرميل. ويعتبر هذا المستوى هو الأدنى الذي سجلته العقدين منذ يوم 17 نوفمبر الماضي.
في بداية التعاملات، شهدت عقود النفط ارتفاعًا طفيفًا خلال الفترة الأسيوية، ولكنها سرعان ما قامت بمحو تلك الأرباح وتسجيل خسائر واضحة خلال جلسة التداول. وسادت المخاوف بشأن زيادة المعروض العالمي من النفط والشكوك حول كفاية التخفيضات الطوعية الأخيرة التي أعلنها بعض أعضاء أوبك +. وهذا الوضع لم يكن له إلا تأثيرًا سلبيًا على معنويات المستثمرين، خاصة بعد قرار البرازيل بزيادة إنتاجها النفطي إلى 3.8 مليون برميل يوميًا.
تشهد أسواق النفط تقلبات كبيرة في الوقت الحالي، حيث يتأثر السوق بالعديد من العوامل المتناقضة. على الرغم من التخفيضات الطوعية التي تم الإعلان عنها، إلا أن زيادة المعروض العالمي وعدم اليقين حول استمرارية التخفيضات تثير المخاوف بين المستثمرين. من المتوقع أن تستمر التقلبات في أسعار النفط في الفترة القادمة، وعلى المستثمرين متابعة التطورات بعناية واتخاذ القرارات المناسبة بناءً على التحليل الدقيق للأسواق.
سوق النفط: تحليل تحركات الأسعار وتوقعات المستقبل
شهدت أسعار خام النفط تراجعًا أسبوعيًا يزيد عن 2٪، نتيجة للشكوك التي أثارها المستثمرون بشأن حجم تخفيضات الإمدادات التي أعلنتها أعضاء منظمة أوبك + في اجتماعهم الأخير. وقد بلغت هذه التخفيضات الطوعية حوالي مليون برميل إضافي يوميًا، مما أثار الشكوك بشأن مدى التزام المنتجين بها بالكامل، بالإضافة إلى الغموض المحيط بكيفية قياس هذه التخفيضات.
تزايد التوقعات التشاؤمية بشأن الطلب المحتمل على النفط جاءت نتيجة للبيانات السلبية لمؤشر مديري المشتريات في القطاع التصنيعي في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم. وجاءت هذه البيانات كضربة أخرى لأسعار النفط بعد البيانات السلبية من الاتحاد الصيني للوجستيات والمشتريات في القطاع التصنيعي في الصين، ثاني أكبر مستورد للنفط بعد الاتحاد الأوروبي.
من جانب آخر، أعلن البيت الأبيض عن استعداده لتنفيذ إيقاف مؤقت للعقوبات المفروضة على فنزويلا، وهي عضو في أوبك، وتخفيف القيود على صادراتها النفطية في الأيام القادمة، بشرط أن يتم تحقيق تقدم في إطلاق سراح السجناء السياسيين الفنزويليين والأمريكيين. وعلى الجانب الآخر، قامت الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، باستئناف شراء النفط الفنزويلي.
ووفقًا لشركة خدمات الطاقة الأمريكية بيكر هيوز، زاد عدد منصات النفط العاملة في الولايات المتحدة بمقدار 5 منصات في الأسبوع الماضي، ليصل إجماليها إلى 505 منصات. وهذا هو أعلى مستوى لمنصات تكرير النفط الأمريكية منذ سبتمبر الماضي، مما يعكس زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة، على الرغم من استمرار ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية خلال الأسابيع الستة السابقة.
إحدى شركات الأنابيب السعودية توقع عقد مع أرامكو
أعلنت شركة أنابيب الشرق المتكاملة للصناعة، عن حصولها على عقد بقيمة 153 مليون ريال سعودي من عملاقة النفط السعودية أرامكو لتصنيع وتوريد الأنابيب الفولاذية للمشاريع الأساسية داخل المملكة العربية السعودية.
وفي سياق متصل، قالت الشركة بأن عقدها مع أرامكو السعودية سينتهي بالكامل خلال فترة 8 شهور تقريبا، مضيفة بأنها تتوقع أن ينعكس الأثر المالي للعقد في قوائمها المالية خلال النصف الأول من العام المالي 2025/2024.
وأيضا؛ كان عقدها مع أرامكو قد جاء في أعقاب فوزها بعقد كبير من أرامكو بقيمة 1.8 مليار ريال سعودي بشهر مايو الماضي، وكان عقدها الأخير مع أرامكو في الشهر الماضي بقيمة 440 مليون ريال سعودي.
والجدير بالذكر، أن شركة أنابيب الشرق المتكاملة (TADAWUL:1321) كانت قد تأسست في عام 2010 بالدمام داخل المنطقة الشرقية، وأصبحت اليوم شركة مصنعة رئيسية للأنابيب الفولاذية الحلزونية، كما تقدم حاليا أنابيب حلزونية ملحومة تستخدم في قطاعات النقل والمياه والنفط وغيرها من القطاعات.
وزير الطاقة السعودي يتوقع نمو الطلب العالمي على البتروكيماويات
قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان؛ على هامش منتدى جيبكا السنوي السابع عشر، الذي انطلق أمس الأحد؛ بأن الطلب العالمي على البتروكيماويات سيواصل تسجيل نمو سريع، لذلك يجب على المتحدثون عن تحول الطاقة أن يتقبلوا واقع اليوم والمستقبل.
وفي هذا السياق، أكد الوزير بأن النمو السريع في قطاع البتروكيماويات سينعكس بالضرورة على حجم الطلب على المواد الهيدروكربونية كمواد خام، مشيرا إلى أنه يتوقع أن ينمو قطاع البتروكيماويات العالمي بأكثر من 50% إلى حوالي 1.2 تريليون طن سنويات بحلول عام 2040.
وأيضا، أشار وزير الطاقة السعودي إلى أن البتروكيماويات ومشتقاتها تشكل نحو 50% من مكونات السيارات بما في ذلك السيارات الكهربائية.
والجدير بالذكر، أن فعاليات منتدى جيبكا السنوي في دورته السابع عشر، كان قد نطلق يوم الأحد، وهو يبحث دور صناعة الكيماويات في الاستدامة والتحول إلى الطاقة النظيفة.
باختصار، تعد تخفيضات الإمدادات التي أعلنتها أعضاء منظمة أوبك + وعدم التزام المنتجين بها بالكامل، بالإضافة إلى توقعات تشاؤمية بشأن الطلب المحتمل وزيادة عدد منصات التكرير النفطية الأمريكية، والتوترات التجارية في الشرق الأوسط، هي بعض العوامل التي تؤثر على حركة سوق النفط حاليًا.
إن تحليل هذه العوامل ومتابعة تطوراتها يلعب دورًا هامًا في فهم تحركات أسعار النفط واتخاذ القرارات المستقبلية في هذا السوق الحيوي.