مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي: انكماش أبريل وانتعاش مايو

مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي

مؤشر مديري المشتريات التصنيعي (PMI) في الولايات المتحدة هو مؤشر اقتصادي حاسم يستخدم لقياس نشاط قطاع التصنيع في البلاد. يتم حساب هذا المؤشر من خلال استطلاع شهري يشمل مديري شركات التصنيع، حيث يُقيّم المؤشر استنادًا إلى عدة عوامل تشمل حجم الإنتاج، الطلب، التوظيف، التوريد، والأسعار. إذا كانت قيمة المؤشر أعلى من المتوقع، فهذا يعني تحسن نشاط قطاع التصنيع، مما يعكس نمواً في الاقتصاد الأمريكي بشكل عام. ونتيجة لذلك، يمكن أن ترتفع قيمة الدولار الأمريكي في سوق الفوركس بسبب زيادة الثقة في الاقتصاد وتحسن الطلب على المنتجات الصناعية.

في المقابل، إذا كانت قيمة المؤشر أقل من المتوقع، فإن ذلك يدل على تراجع نشاط قطاع التصنيع، مما يشير إلى إمكانية انكماش الاقتصاد الأمريكي. هذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار في سوق الفوركس بسبب تراجع الثقة في الاقتصاد الأمريكي. لذا، فإن مؤشر PMI يعتبر أداة مهمة للمستثمرين والمتداولين لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة. ومع ذلك، يجب استخدامه كجزء من تحليل شامل يأخذ في الاعتبار مصادر أخرى من المعلومات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لاتخاذ قرارات استثمارية صحيحة.

إصدار مؤشر مديري المشتريات التصنيعي (PMI) في الولايات المتحدة له تأثير كبير على تداول الدولار الأمريكي في سوق الفوركس. يُعدّ المؤشر مقياسًا مهمًا لحالة الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي يؤثر على توقعات المستثمرين والمتداولين بشأن قوة الاقتصاد الأمريكي واتجاهه المستقبلي. عندما يكون إصدار المؤشر بقيمة أعلى من التوقعات، فإن ذلك يشير إلى تحسن الاقتصاد وزيادة نشاط قطاع التصنيع، مما يؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي. زيادة الثقة في الاقتصاد تجعل الدولار أكثر جاذبية للمستثمرين.

على العكس من ذلك، إذا جاء المؤشر أقل من التوقعات، فإن ذلك يشير إلى تراجع الاقتصاد وانخفاض نشاط التصنيع، مما يؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار. تصبح توقعات المستثمرين سلبية تجاه الاقتصاد الأمريكي، ما يجعل الدولار أقل جاذبية. هذا التفاعل يجعل مؤشر PMI  أداة رئيسية للمستثمرين في سوق الفوركس، حيث يؤثر بشكل مباشر على قراراتهم الاستثمارية استنادًا إلى حالة الاقتصاد الأمريكي.

انكماش التصنيع في الولايات المتحدة في أبريل

شهد قطاع التصنيع في الولايات المتحدة انكماشا في أبريل، مع انخفاض الطلبيات الجديدة لأول مرة في عام 2024. وعلى الرغم من ذلك، حافظت الشركات الراقية على نمو الإنتاج، واستمرت الشركات في التوظيف، مدفوعة بالتوقعات المتفائلة للأشهر المقبلة. وقلص المصنعون أنشطتهم الشرائية استجابة لانخفاض الطلبيات الجديدة، مما أدى إلى انخفاض مخزونات ما قبل الإنتاج. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار المنتجات بمعدل أبطأ، ولكن تسارع تضخم تكاليف المدخلات، مما يشير إلى استمرار الضغط التصاعدي على أسعار البيع على المدى القريب.

تطابق مؤشر ستاندرد آند بورز العالمي لمديري المشتريات الصناعية في الولايات المتحدة (PMI) المعدل موسميًا مع المؤشر المحايد البالغ 50.0 في أبريل، مما يعكس ظروف العمل المستقرة في بداية الربع الثاني. ويمثل هذا انخفاضًا من 51.9 في مارس، مما يمثل نهاية فترة ثلاثة أشهر من تحسن ظروف التصنيع.

وفي أبريل، شهدت طلبيات التصنيع الجديدة انخفاضًا متواضعًا للمرة الأولى منذ أربعة أشهر. ويعزى هذا الانخفاض إلى حذر العملاء وترددهم في الالتزام بمشاريع جديدة وسط ظروف السوق الضعيفة. وعلى الرغم من ذلك، استمرت طلبات التصدير الجديدة في النمو، مسجلة زيادة للشهر الثالث على التوالي، على الرغم من أن الارتفاع كان طفيفًا. كما شهد إنتاج الصناعات التحويلية نموا للشهر الثالث على التوالي، وإن كان بمعدل أبطأ. ومع انخفاض الطلبيات الجديدة، كان الإنتاج يستمر في كثير من الأحيان من خلال تلبية الطلبات التي تم تلقيها مسبقًا. ونتيجة لذلك، انخفض حجم الطلبات المتراكمة بشكل كبير، مما أدى إلى أكبر انخفاض في الأعمال القائمة منذ شهر يناير.

وقد تم تعزيز الارتفاع الأخير في إنتاج الصناعات التحويلية من خلال خلق فرص العمل للشهر الرابع على التوالي، مع تسارع التوظيف إلى أسرع معدل له في تسعة أشهر. ويعزو المشاركون زيادة التوظيف إلى استبدال المغادرين وتوقعات الإنتاج المتفائلة للأشهر المقبلة. ولا تزال الشركات واثقة من أن الإنتاج سيرتفع خلال العام المقبل، مدفوعًا بتوسعات القدرات والتحسينات المتوقعة في ظروف الطلب.

قطاع التصنيع الأمريكي: انتعاش مايو يحفز النمو والتفاؤل

وفي شهر مايو، شهد قطاع التصنيع في الولايات المتحدة انتعاشًا في الطلبيات الجديدة، إيذانًا بفترة من نمو الإنتاج المتسارع في منتصف الربع الثاني. وقد أدى هذا الارتفاع في الطلب، إلى جانب انتعاش ثقة الأعمال والتوقعات المستقبلية الإيجابية، إلى تعيين موظفين إضافيين، وتنشيط نشاط الشراء، وزيادة مخزون السلع تامة الصنع. وفي الوقت نفسه، كان هناك تصاعد ملحوظ في تضخم تكاليف المدخلات، مما دفع الشركات إلى تعديل أسعار البيع وفقًا لذلك.

ارتفع مؤشر مديري المشتريات الصناعي الأمريكي (PMI) المعدل موسميًا إلى 51.3 في مايو، مما يشير إلى تحسن متواضع في صحة القطاع، وهو التحسن الرابع من نوعه في الأشهر الخمسة الماضية. وعلى الرغم من التراجع الطفيف في أبريل، شهد مايو توسعًا متجددًا في الطلبيات الجديدة، وإن كان هامشيًا بسبب الظروف الاقتصادية السائدة. ومع ذلك، أظهر الارتفاع في إجمالي الأعمال الجديدة، وخاصة في طلبات التصدير، زخمًا قويًا، حيث وصل إلى أعلى وتيرة له خلال عامين. علاوة على ذلك، كانت هناك علامات واعدة على زيادة الطلب من أوروبا، إلى جانب نمو الطلبيات الجديدة القادمة من آسيا وكندا والمكسيك.

وقد أدى التدفق المعزز للطلبات الجديدة، إلى جانب تحسن توافر المواد، إلى زيادة قوية في الإنتاج خلال شهر مايو، متجاوزًا معدل النمو في أبريل. ومع التوقعات الإيجابية للإنتاج المستقبلي والطلبات الجديدة، أبدت الشركات ثقتها في توسيع طاقتها، مما عزز المعنويات في جميع أنحاء القطاع. وقد حفز هذا التفاؤل الشركات المصنعة على زيادة التوظيف، وتكثيف أنشطة الشراء، وتعزيز مخزون السلع تامة الصنع.

والجدير بالذكر أن مستويات التوظيف ارتفعت للشهر الخامس على التوالي في مايو، مسجلة أسرع وتيرة منذ يوليو 2023، مما يعكس المعنويات الإيجابية واستيفاء الوظائف الشاغرة سابقًا. وعلى الرغم من الزيادة الهامشية، فإن التوسع في نشاط الشراء في شهر مايو يمثل انعكاسًا بعد ثلاثة أشهر من الانخفاض، وإن لم يكن كافيًا لتجنب انخفاض مخزونات الشراء. ومع ذلك، فقد كان هذا الانخفاض معتدلاً، مما يشير إلى تباطؤ وتيرة الاستنزاف مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة.