تعرض الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات الأمريكية الرئاسية، دونالد ترامب، لمحاولة اغتيال أثناء مخاطبته حشدًا من مؤيديه في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا في 13 يوليو. خلال خطاب ترامب المذاع مباشرة، تمت مشاهدة لحظة إطلاق النار نحو ترامب، حيث أمسك فجأة بأذنه اليمنى بيده، ثم سقط أرضًا تنفيذًا لتعليمات الحرس الخاص. بعد التأكد من تحييد الشخص الذي حاول اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، استطاع ترامب أن يقف محاطًا بحرسه الخاص، وكانت تنزف الدماء من أذنه المصابة، وقد رفع يده اليمنى المقبوضة تجاه مؤيديه، وهو يكرر عبارة “حاربوا، حاربوا، حاربوا”.
بعد ذلك، تم نقل ترامب في سيارة مصفحة إلى إحدى المستشفيات. وفي مقابلة بعد الحادث، أعرب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن تعليقاته قائلاً: “كان من المفترض أن أكون ميتاً”. ووصف تلك التجربة بأنها “سريالية”. وفي طريقه إلى ميلووكي لحضور المؤتمر الوطني العام للحزب الجمهوري، أكد ترامب أنه لم يكن من المفترض أن يكون على قيد الحياة، وأنه كان يفترض بأنه سيموت. و يرتفع مستوى القلق والتوتر في المجتمع الأمريكي بشأن العمليات العنيفة والاعتداءات على الشخصيات السياسية. ويجب أن تتخذ السلطات المختصة جميع الإجراءات اللازمة لحماية حياة المسؤولين السياسيين وضمان سلامتهم أثناء ممارسة واجباتهم العامة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب روى “تجربة سريالية” وهو يضع ضمادة بيضاء تغطي أذنه اليمنى. وتابع ترامب أنه لو لم يمل رأسه قليلا إلى اليمين لقراءة رسم بياني حول المهاجرين غير الشرعيين أثناء إلقاء خطابه في التجمع الانتخابي، لكان مات. وقال “بفضل حسن الحظ، أو بفضل الله، كثر يقولون إنني ما زلت هنا بفضل الله”، مشيدا بعناصر جهاز الخدمة السرية لقتلهم مطلق النار.
ومع ذلك، في أعقاب الحادث مباشرة، افترض العديد من حلفاء ترامب دافعًا مستوحى من خطاب منتقدي ترامب – بما في ذلك الرئيس جو بايدن، الذي أدان بشدة إطلاق النار في تصريحات ليلة السبت، حيث كتب النائب مايك كولينز وهو جمهوري من جورجيا “يجب على المدعي العام الجمهوري في مقاطعة بتلر، بنسلفانيا، أن يقدم على الفور اتهامات ضد جوزيف بايدن بتهمة التحريض على الاغتيال“
الخطاب السياسي وتأثيره في بعض الحوادث العنيفة
تعكس ردود الفعل المشار إليها في التقرير استمرار الاستقطاب العميق في السياسة الأمريكية. تحاول هذه الردود الوحدة وتعبير عن الاستنكار تجاه محاولة الاغتيال، وقد تلاقت الأصوات من جميع الأطراف السياسية للإدانة والتنديد بهذا العمل العنيف. أن السياسة الأمريكية لا تزال تشهد جدالًا شديدًا وتبادلاً للاتهامات بين الأحزاب المختلفة.
هناك روابط يتم إشارتها إلى الخطاب السياسي وتأثيره في بعض الحوادث العنيفة. يتم ارتباط الخطاب التحريضي المتطرف بالهجوم، وتعتبر الشخصيات السياسية من كلا الجانبين مسؤولة عن تأجيج التوترات والانقسامات السياسية في البلاد. هذه الملاحظة تسلط الضوء على ضرورة تهدئة اللغة السياسية وتعزيز الحوار المشترك والوحدة لتجنب تفاقم الانقسامات والتوترات.
يتطلب حل الاستقطاب العميق في السياسة الأمريكية جهودًا مشتركة من جميع الأطراف للتوصل إلى حوار بناء والعمل على تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل. يجب أن تتبنى السلطات القانونية إجراءات صارمة لمنع العنف السياسي ومعاقبة المتورطين فيه. بالإضافة إلى ذلك، يجب على وسائل الإعلام وقادة الأحزاب أن يلتزموا بتهدئة التوترات وترويج رسائل تعزز الوحدة والتعاون بين المواطنين.
وقالت النائبة مارجوري تايلور جرين، جمهورية ، إن الحزب الديمقراطي “شرير تمامًا”، واتهمته بمحاولة “قتل الرئيس ترامب”، وكتبت : “نحن في معركة بين الخير والشر. الديمقراطيون هم حزب المتحرشين بالأطفال، الذين يقتلون الأبرياء الذين لم يولدوا بعد، والعنف، والحروب الدموية التي لا معنى لها والتي لا تنتهي”. وألقى اثنان من المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس باللوم على أعداء ترامب السياسيين حيث قال السيناتور جيه دي فانس، جمهوري من أوهايو: “اليوم ليس مجرد حادثة معزولة. إن الفرضية الأساسية لحملة بايدن هي أن الرئيس دونالد ترامب فاشي استبدادي يجب إيقافه بأي ثمن وأدى هذا الخطاب بشكل مباشر إلى محاولة اغتيال ترامب”.
وكتب السيناتور تيم سكوت، الجمهوري من ساوث كارولينا، وهو أحد المرشحين لمنصب نائب الرئيس لترامب قبل مؤتمر الحزب الجمهوري ، على موقع إكس: “لسنوات، أثار الديمقراطيون وحلفاؤهم في وسائل الإعلام المخاوف بتهور، ووصفوا الرئيس ترامب وغيره من المحافظين بأنهم تهديدات للديمقراطية. إن خطابهم التحريضي يعرض الأرواح للخطر”.
ملخصًا لبعض الآراء التي تم تداولها بشأن هذا الحادث
إن ما حدث في محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والتي تمت في بنسلفانيا هو حدث خطير ومأساوي. قائد فرقة الإطفاء السابق، كوري كومبيراتوري، واجه الموت بشجاعة حيث استخدم جسده لحماية زوجته وابنته من إطلاق النار خلال المحاولة الفاشلة لاغتيال ترامب. هذا الفعل البطولي يظهر تضحية كومبيراتوري وحبه العميق لحماية عائلته. من جانبه، أكد حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو صحة هذه القصة ووصف كومبيراتوري بأنه بطل، حيث ألقى بنفسه على أسرته لحمايتها. ورغم وفاته، فإن تضحيته تظل شاهدة على براعة وشجاعة رجال الإطفاء في الوفاء بواجبهم وحماية المجتمع.
تأكيد مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (إف بي آي) على أنها محاولة اغتيال تؤكد خطورة الحادث وتستدعي إجراء تحقيقات دقيقة لكشف تفاصيله وتحديد المسؤوليات. من الضروري تحليل الأحداث وتحديد الثغرات الأمنية التي حدثت لتعزيز التدابير الأمنية في المستقبل وضمان سلامة الحماية للشخصيات العامة والمناسبات الهامة.
إليكم ملخصًا لبعض الآراء التي تم تداولها بشأن هذا الحادث:
هناك من ينفي وجود نظريات المؤامرة ويصر على أن المحاولة كانت حقيقية، وتشير الرصاصات التي أطلقت بالقرب من ترامب وأصابت سترته الواقية إلى ذلك.
بعض المتابعين يلقون باللوم على الحراس المسؤولين عن تأمين ترامب ويستفسرون عن كيفية اقتراب شخص يحمل بندقية منه بشكل كبير ويتمكن من الوصول إلى سطح المبنى وإطلاق النار عليه.
يثير عدم مسح المكان من قبل الخدمة السرية بعض التساؤلات، خاصة فيما يتعلق بالأسطح، والتي يفترض أن تُفحص بعناية في عمليات الحماية الخاصة.
يشير أحد الخبراء العسكريين إلى وجود ثغرة أمنية كبيرة حدثت خلال كلمة ترامب، حيث قام القناص بالاقتراب إلى مسافة قريبة جدًامن أجل تحليل الحادث وتوضيحه بشكل أفضل، يجب أن ننتظر نتائج التحقيقات الجارية لتحديد الحقائق والمسؤوليات. إلى حين ذلك، ينبغي أن نحترم التحقيق ونعتبر أن المعلومات المتاحة حاليًا هي استنتاجات مبدئية تتطلب مزيدًا من التحقق.
أول تعليق لترامب على محاولة اغتياله
وفي أول تعليق له على محاولة اغتياله، قال ترامب إن “رصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى”. وأضاف، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: “أدركت على الفور أن هناك خطأ ما، حيث سمعت صوت أزيز وطلقات، وشعرت على الفور بالرصاصة تخترق الجلد”. وتعهد ترامب بالاستمرار في حملته الانتخابية “دون خوف”، ووعد مؤيديه بمخاطبتهم هذا الأسبوع من ولاية ويسكونسن. وحث ترامب الأمريكيين على “التوحد وإظهار شخصيتهم الحقيقية وعدم ترك الشر ينتصر”.
وعلق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على محاولة اغتيال ترامب بالقول: “أنا ممتن لسماع أنه (ترامب) آمن وبصحة جيدة. أصلي من أجله ومن أجل عائلته ومن أجل جميع الذين كانوا ضمن التجمع”. وأضاف بايدن: “لا يوجد مكان لهذا النوع من العنف في أمريكا، علينا أن نتحد كأمة واحدة لإدانته”.
كما علق الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، قائلا: “لا مكان على الإطلاق للعنف السياسي في ديموقراطيتنا”. ويتنافس الرئيس الأمريكي الحالي بايدن والسابق ترامب على الفوز بأصوات الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية المنتظرة في نوفمبر 2024.
وتأتي محاولة الاغتيال قبل يوم من انطلاق المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري لعام 2024 خلال الفترة من 15 إلى 18 يوليو، في ولاية ويسكونسن. ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر اعتماد الحزب ترشيح ترامب رسميا لخوض سباق المنافسة للوصول إلى البيت الأبيض، في انتخابات نوفمبر 2024.
ليست محاولة الاغتيال الأولى في التاريخ الأمريكي: شهد التاريخ الأمريكي عدة محاولات اغتيال. ولعل من أشهرها، محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الـ 40 رونالد ريغان، وإصابته بطلق ناري أثناء توجهه نحو موكبه الرئاسي في مارس 1981.كذلك اغتيال الرئيس الـ 35 جون كينيدي في نوفمبر 1963ويبدو من ردود الفعل الأولية لزعماء الحزب الجمهوري، أن محاولة الاغتيال الفاشلة زادت من توحد الحزب وراء الرئيس الأمريكي السابق ترامب.
ويرى مؤيدو ترامب أنه أظهر “شجاعة ورباطة جأش” في تعامله مع محاولة الاغتيال. ويأمل هؤلاء أن تزيد الحادثة من حظوظ الرئيس الأمريكي السابق بالفوز في انتخابات نوفمبر 2024.