شهدت بيتكوين تراجعًا حادًا هذا الأسبوع، مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية مفاجئة، ما تسبب في اضطراب الأسواق المالية ودفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة. وانخفض سعر بيتكوين إلى 74,600 دولار قبل أن يتعافى قليلًا ويستقر قرب 76,048 دولارًا.
الحرب التجارية تُضعف ثقة المستثمرين في بيتكوين
جاء الهبوط عقب فرض رسوم جمركية بنسبة 104% على الواردات الصينية، ما فاق توقعات السوق وأدى إلى موجة هلع في الأسواق العالمية. اتجه العديد من المستثمرين نحو أصول أكثر أمانًا مثل الذهب والين الياباني، مما زاد الضغط على بيتكوين.
ورغم اعتبارها بديلًا رقميًا للذهب، إلا أن تقلبات بيتكوين الحادة جعلت كثيرين يعيدون التفكير في الاعتماد عليها كملاذ آمن.
خسائر “مايكل سايلور” تُفاقم الضغط على بيتكوين
أعلنت شركة Michael Saylor Strategy، أكبر حائز مؤسسي لبيتكوين، عن خسائر غير محققة بقيمة 5.9 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2025. جاءت هذه الخسائر نتيجة هبوط الأسعار، إلا أن الشركة أكدت أنها لا تنوي بيع أصولها في الوقت الحالي، وتواصل التمسك ببيتكوين رغم التقلبات.
تراجع جماعي في أسعار العملات الرقمية
لم يكن تراجع بيتكوين حدثًا منفردًا، إذ انخفضت أسعار العملات الرقمية الأخرى أيضًا:
- إيثريوم هبط بنسبة 7.4% إلى أدنى مستوى له خلال عامين.
- ريبل تراجع بنسبة 3.2% لأدنى مستوى منذ 5 أشهر.
- سولانا تأثرت سلبًا بدورها.
يعتمد معظم المتداولين الآن نهجًا أكثر تحفظًا، وسط قلق متزايد بشأن الوضع الاقتصادي العالمي والركود المحتمل. وسجلت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية تراجعًا بنسبة 9%، لتصل إلى 2.4 تريليون دولار بعد أن كانت تتجاوز 3 تريليونات.
التحليل الفني: بيتكوين تواجه مستويات حرجة
تتداول بيتكوين حاليًا عند دعم رئيسي قرب 75,300 دولار. أما المقاومة فتقع بين 77,600 و81,200 دولار. في حال كسر الدعم، قد نشهد مزيدًا من الانخفاض.
ورغم الأداء الضعيف على المدى القصير، يرى بعض المحللين أن بيتكوين قد تتعافى على المدى الطويل، إذا تحسنت الظروف الاقتصادية. وقد بلغت قيمة التصفية في آخر 24 ساعة حوالي 1.42 مليار دولار، معظمها من مراكز شراء طويلة.
استراتيجية سايلور: الثقة مستمرة رغم الخسائر
رغم الخسائر الهائلة، لا يزال مايكل سايلور متفائلًا. يرى في بيتكوين “الذهب الرقمي“، ويؤمن بأنها ستعود لتحقيق المكاسب مستقبلًا. وقد زادت شركته من حيازتها لبيتكوين بنسبة 133% في الأشهر الأخيرة.
لكن في حال استمرار الهبوط، قد تضطر الشركة إلى بيع جزء من أصولها لتلبية احتياجات التمويل.
ردة فعل المتداولين: الترقب بدل الذعر
يدعو العديد من المحللين، مثل “كابو”، إلى عدم البيع عند هذه المستويات. فهم يؤمنون أن القيعان الكبرى تتكون غالبًا عند أقصى درجات التشاؤم. ولهذا، يوصي البعض بالاحتفاظ والترقب بدل اتخاذ قرارات متسرعة.
يرى كبار المستثمرين أن المرحلة الحالية تتطلب “النجاة فقط”، مع الأمل بعودة الدعم التحفيزي لاحقًا.
تقلبات السوق مستمرة وتأثير الركود واضح
لا تزال العملات الرقمية تحت ضغط واضح نتيجة التقلبات والأحداث الاقتصادية العالمية. ومن المتوقع استمرار المشاعر السلبية تجاه بيتكوين، رغم تمسك البعض بتفاؤل حذر بشأن تحسن الأسعار مستقبلًا.
الجميع يترقب كيف ستتطور الأزمة الاقتصادية خلال الأيام المقبلة، في وقت تشهد فيه الأسواق تقلبات متزايدة وتحذيرات من ركود عالمي.