ارتفاع البيتكوين والإيثريوم: آخر الأسعار، التحركات، ومزاج السوق
حتى صباح اليوم، يتم تداول البيتكوين بالقرب من 91,532 دولارًا مرتفعًا بنحو 2.4% خلال اليوم. بينما يجري تداول الإيثيريوم حول 3,133 دولارًا مسجّلًا مكاسب بنسبة 3.3%. هذا الصعود يمثل ارتدادًا ملحوظًا يعكس تجدد التفاؤل في سوق العملات المشفرة الأوسع بعد فترة من التقلبات. ووفقًا لعدد من مراقبي السوق، فإن أكثر من 90 عملة من بين أكبر 100 عملة تتداول باللون الأخضر اليوم، ما يشير إلى تعافٍ واسع النطاق وليس مجرد ارتفاع تقوده البيتكوين وحدها.
تقود هذا الصعود عدة عوامل رئيسية: تصاعد توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، وتحسن شهية المخاطرة، وعودة مؤشرات الاهتمام المؤسسي بالأصول الرقمية. ويبدو أن عدة مستثمرين كبار عادوا للسوق، من بينهم مشتري مؤسسي ضخم قام بإضافة ما يقرب من مليار دولار من البيتكوين إلى احتياطاته خلال الأسبوع الماضي. وهي خطوة تُعد مؤشرًا قويًا على الثقة في الإمكانات طويلة المدى للبيتكوين. بالتزامن، يجذب الإيثيريوم اهتمامًا متزايدًا مع ارتفاع أحجام التداول، إضافة إلى قيام “حوت” كبير بفتح مركز شراء (Long) برافعة مالية على ETH، ما يشير إلى رهانات صعودية على استمرار الارتفاع.
ورغم الارتفاع الحالي، لا تزال درجة التقلب عالية. ويحذر محللو السوق من أنه رغم صعود BTC وETH، إلا أنهما لا يزالان بعيدين عن أعلى مستوياتهما المسجّلة في 2025 (فالبيتكوين لا يزال منخفضًا بشكل واضح عن ذروة أكتوبر). وقد يكون هذا الارتداد مدفوعًا إلى حد كبير بتوقعات خفض الفائدة وتحسّن معنويات المخاطرة أكثر من كونه مبنيًا على تطورات أساسية جديدة داخل سوق الكريبتو. وهي ديناميكية يمكن أن تنعكس سريعًا إذا خيّبت المؤشرات الاقتصادية الآمال.
lass=”yoast-text-mark” />>في الوقت الراهن، يتحرك كل من البيتكوين والإيثيريوم عند مستويات نفسية وفنية مهمة، وتشير حركة السعر اليوم إلى أن المتداولين متفائلون بحذر، لكنهم ما يزالون يقظين تجاه أي محفّز قد يقلب الاتجاه.
ما الذي يدفع هذا الارتداد؟ أسعار الفائدة، تدفقات المؤسسات، وديناميكيات السوق
يعكس تجدد قوة البيتكوين والإيثيريوم تداخلًا بين تطورات اقتصادية كلية، وتغيّرات في سلوك المؤسسات، وعوامل خاصة بسوق العملات المشفرة. ويتمثل المحرك الأبرز في تزايد التوقعات بخفض سعر الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي. فعادةً ما تُعزّز أسعار الفائدة المنخفضة الأصول ذات المخاطرة، بما في ذلك العملات الرقمية، لأنها تقلل جاذبية أدوات العائد التقليدية مثل السندات. ومع تباطؤ الضغوط التضخمية وتذبذب وتيرة النمو الاقتصادي، يقوم العديد من المشاركين في السوق بتسعير احتمالية خفض الفائدة في أوائل 2026. مما يعزز موجة المخاطرة الإيجابية (Risk-On) ويدفع رؤوس الأموال نحو الكريبتو.
كما يبدو أن الطلب المؤسسي يعود بقوة. إذ كشفت شركة مدرجة كبرى أنها اشترت أكثر من 10,600 بيتكوين بمتوسط سعر يقارب 90,615 دولارًا بين 1 و7 ديسمبر، لترفع إجمالي ممتلكاتها إلى أكثر من <strong>60.6 مليار دولار. ويُعد هذا النهج القوي لشراء الانخفاض، خصوصًا في وقت لا يزال فيه العديد من المستثمرين الأفراد متحفظين، إشارةً إلى تجدد الثقة في القيمة طويلة الأجل للبيتكوين، وقد يسهم في استقرار الأسعار إذا استمرت التدفقات.
أما بالنسبة للإيثيريوم، فالتطورات على السلسلة (On-Chain) وفتح مراكز شراء برافعة مالية كبيرة تعكس تفاؤلًا طويل المدى أكثر من كونها مضاربات قصيرة الأجل. كما أن المزاج الإيجابي عبر سوق العملات المشفرة بأكمله. حيث ارتفعت 90 من أكبر 100 عملة اليوم، يشير إلى أن موجة الصعود ليست مقصورة على BTC وETH فقط. بل تمثل جزءًا من انتعاش واسع في الأصول عالية المخاطرة.
ورغم ذلك، لا يزال الحذر مسيطرًا على السوق. فبالرغم من الارتفاع الأخير، لا يزال سعر البيتكوين أقل بنحو 27% من أعلى مستوى سجّله في أكتوبر. ما يعكس استمرار حالة عدم اليقين حول قدرة الارتداد الحالي على الصمود، أو ما إذا كان مجرد موجة تعافٍ مؤقتة. كما يشير محللو الكريبتو إلى عوامل هيكلية، مثل تقلبات الطلب على صناديق ETF، والضوضاء التنظيمية، والتغيرات الاقتصادية العالمية. والتي قد تلقي بثقلها على معنويات المستثمرين.
ما الذي يجب أن يراقبه المتداولون؟ إشارات حاسمة ومناطق خطر واستراتيجيات محتملة
أولًا، قرارات البنوك المركزية وتوقعات أسعار الفائدة عالميًا. مع اقتراب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، فإن أي إشارة إلى إيقاف أو تأجيل خطط خفض الفائدة قد تعكس مسار ارتفاع الكريبتو بسرعة. وعلى العكس، فإن التصريحات ذات الطابع التيسيري أو الدلائل على تباطؤ اقتصادي قد تعزز شهية المخاطرة وتدعم استمرار الزخم الإيجابي.
ثانيًا، تدفقات المؤسسات والمراكز الضخمة. عملية الشراء الضخمة الأخيرة للبيتكوين، بقيمة تقارب المليار دولار، قد تشير إلى عودة تراكم المؤسسات. وإذا تبعت صناديق كبرى أخرى هذا النهج، أو شهدت صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) تدفقات قوية، فقد يوفر ذلك قاعدة طلب مستقرة لسعر البيتكوين. خصوصًا في وقت لا يزال فيه المستثمرون الأفراد مترددين.
ثالثًا، المستويات الفنية ومناطق الدعم.
بالنسبة للبيتكوين، تبدو منطقة 85,000–88,000 دولار كدعم رئيسي (آخر قاع مسجل). في حين تقع المقاومة القريبة بين 94,000–96,000 دولار إضافة إلى المستوى النفسي <strong>100,000 دولار.
اختراق واضح فوق الـ100,000 قد يعيد إطلاق موجة صعود قوية؛ أما الفشل فقد يدفع السعر للعودة إلى مناطق الدعم. هذا النطاق الضيق يتطلب دخولًا منضبطًا وإدارة مخاطر دقيقة.
أما بالنسبة للإيثيريوم، فراقب مستوى 3,000–3,100 دولار كدعم أساسي. بينما تقع المقاومة الحالية بين 3,300–3,400 دولار.
أخيرًا، ديناميكيات القطاعات والأصول المتقاطعة. في ظل تفاعل الأسهم والسندات والسلع مع الضغوط الاقتصادية العالمية. قد تتصرف العملات المشفرة إما كأداة تحوط أو كأصل عالي التقلب بناءً على معنويات المستثمرين عمومًا. ارتفاع العوائد أو قوة الدولار قد يضغط على الكريبتو. بينما انخفاض العوائد أو خطاب أكثر تيسيرًا من البنوك المركزية قد يجعل الأصول الرقمية أكثر جاذبية نسبيًا.
لذلك على المتداولين مراقبة الارتباطات بين الكريبتو، والأسهم، والدولار الأمريكي، وعوائد السندات عند إدارة أحجام المراكز.
باختصار: يعكس الارتفاع الحالي في البيتكوين والإيثيريوم تفاؤلًا جديدًا مدفوعًا بتوقعات اقتصادية إيجابية وتحركات مؤسسية ملحوظة. ورغم أن المشهد يوفر فرصًا مهمة للمتداولين، إلا أنه مليء بالتقلبات المحتملة.