شهدت عملة البيتكوين تراجعًا حادًا خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، حيث سجلت أكبر انخفاض لها في يومين منذ الانتخابات الأمريكية. تسبب هذا التراجع في حالة من الحذر في الأسواق العالمية، حيث بدأ المتداولون بتقييم تأثير السياسات الاقتصادية التي قد يعتمدها الرئيس المنتخب دونالد ترمب على الأسواق المالية.
تراجعت العملات المشفرة بما يقرب من 3% يومي السبت والأحد، مما دفع المستثمرين إلى اتخاذ مواقف حذرة. ومع ذلك، استعاد السوق جزءًا من خسائره سريعًا. حتى صباح يوم الاثنين، ارتفعت البيتكوين بشكل ملحوظ، حيث تم تداولها بالقرب من مستوى 92 ألف دولار. جاء هذا الارتفاع وسط تزايد التفاؤل بتعافي السوق في الأيام القادمة، حيث سجلت العملة زيادة بنسبة 1% في الساعات الـ 24 الأخيرة.
من جهة أخرى، ما يزال التوقيت الذي سيستغرقه الرئيس ترمب لتنفيذ وعوده بشأن العملات المشفرة غير واضح. إحدى أبرز الوعود التي أشار إليها هي إنشاء احتياطي أميركي من بيتكوين، وهي فكرة تواجه العديد من التساؤلات حول مدى جدواها وتنفيذها. يبقى أن نرى كيف سيؤثر ذلك على السياسة النقدية الأمريكية وأثره على أسواق العملات الرقمية بشكل عام.
تستمر حالة عدم اليقين في تحديد توجهات السوق، خاصةً مع التصريحات المتناقضة التي تصدر عن السياسيين والمحللين. وفي ظل ذلك، يسعى المتداولون إلى مراقبة أي تحركات قد تؤثر بشكل حاسم على السوق. ورغم التقلبات الأخيرة، تواصل البيتكوين استهداف مستويات قياسية جديدة، مدفوعةً بشغف المستثمرين لتحقيق مزيد من المكاسب.
وفي الوقت نفسه، يلاحظ البعض أن هناك تزايدًا في الاهتمام العام بالعملات الرقمية. يعزز هذا الاهتمام استمرار الدعم المؤسسي، بالإضافة إلى الاقتناع المتزايد بفكرة العملات المشفرة كأداة استثمار آمنة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية. ومع هذه العوامل، لا يزال من الصعب التنبؤ بما قد يحدث على المدى القريب.
يبقى السوق في حالة ترقب لما ستسفر عنه الأيام القادمة من تصريحات وتنفيذات سياسات ترمب. وعلى الرغم من التقلبات، فإن البيتكوين تظل محط اهتمام العديد من المستثمرين الذين يأملون في تحقيق مزيد من المكاسب.
سعر البيتكوين قد يصل لأكثر من 200 ألف دولار
بينما لا تزال عملة بيتكوين (BTC) تتداول دون حاجز الستة أرقام، تشير بعض التوقعات إلى أن سعرها قد يتجاوز الـ 200,000 دولار في المستقبل القريب. ومن المتوقع أن يتضاعف سعر البيتكوين مرتين مقارنة بالسعر الحالي البالغ حوالي 90,000 دولار.
هذه التوقعات تعتمد على مقياس يُسمى “تعقيد البعد الكسري على مدى 260 يومًا”. هذا المؤشر يقيس التغيرات في سعر البيتكوين ويُظهر مدى تعقيد هذه التغيرات. يُلاحظ أن هذا المقياس لا يزال مرتفعًا، إذ لم ينخفض إلى ما دون مستوى 1.20، وهو العتبة التي تشير إلى أن السوق قد يكون في ذروته. يعتقد الخبراء أن انخفاض هذا المؤشر قد يتزامن مع وصول سعر البيتكوين إلى 200,000 دولار أو أكثر.
تحليل البُعد الكسري يعتمد على دراسة الأنماط المتكررة التي تحدث في الأسواق المالية. يشير التحليل إلى أنه عندما يتجاوز المؤشر هذه العتبة، تصبح السوق في مرحلة صعودية قد تؤدي إلى مكاسب كبيرة. يُستخدم هذا النوع من التحليل بشكل واسع في مجالات الرياضيات والطبيعة، حيث يساعد في فهم الأنماط التي تتكرر في فترات زمنية مختلفة.
تشير إلى أن هذا المؤشر يُعتبر أداة دقيقة للتنبؤ بتحركات السوق. في السابق، كانت المؤشرات المماثلة تشير إلى تحولات هامة في الأسعار، وفي حال استمر الاتجاه الحالي، قد يكون سعر البيتكوين في طريقه إلى مستويات قياسية جديدة.
بينما لا تزال بعض المخاوف قائمة حول تقلبات السوق، يعتبر العديد من المحللين أن البيتكوين يحتفظ بقدرة كبيرة على النمو على المدى الطويل. مع تزايد الاعتماد على العملات الرقمية كوسيلة للتحوط ضد التضخم والأزمات الاقتصادية، يُحتمل أن تشهد البيتكوين دعمًا قويًا من المؤسسات والمستثمرين الأفراد على حد سواء.
من جهة أخرى، يُحتمل أن تزداد التحديات التنظيمية في المستقبل، وهو ما قد يؤثر على سعر البيتكوين. ولكن، إذا استمرت الظروف الاقتصادية في تقديم دعم للعملات الرقمية، فإن هذه التوقعات قد تتحقق بالفعل.
سعر البيتكوين قد يصل لأكثر من 200 ألف دولار
بينما لا تزال عملة بيتكوين (BTC) تتداول دون حاجز الستة أرقام، تتوقع بعض التقارير أن سعرها قد يتضاعف ليصل إلى أكثر من 200,000 دولار في المستقبل. فإن هذا النمو الكبير يعتمد على مقياس يُسمى “تعقيد البُعد الكسري على مدى 260 يومًا”، والذي يقيس الأنماط المتكررة في تغيرات سعر بيتكوين.
كلما زاد تعقيد البُعد الكسري، زادت صعوبة تفسير اتجاهات الأسعار. هذا ما يجعل تحركات السوق أكثر تقلبًا. في المقابل، إذا انخفضت القراءة، فهذا يشير إلى أن أنماط الأسعار أصبحت أكثر استقرارًا وقابلية للتنبؤ. قد تعكس القراءات المنخفضة حالة من الاطمئنان المفرط بين المتداولين بأن الأسعار ستستمر في اتجاه معين، وهو ما يُلاحظ عادة عند قمم الأسواق الصاعدة.
الحماس يتراجع
في الأسواق الأميركية، خفت الحماسة تجاه سياسة الرئيس المنتخب دونالد ترمب المؤيدة للأعمال. هذا التراجع يأتي بسبب المخاوف المتزايدة من التضخم وفرض التعريفات التجارية، بالإضافة إلى تمويل التخفيضات الضريبية من خلال العجز. كما قلص المستثمرون توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، نظرًا لقوة الاقتصاد. وهو ما قد يمثل تحديًا للعملات المشفرة في حال تأثرت ظروف السيولة بالاقتصاد الكلي.
منذ تحقيقها مكاسب قياسية عقب الانتخابات في 5 نوفمبر، شهدت بيتكوين نشاطًا مكثفًا. وقد علق ، محلل الأسواق بأن الكثير من الأخبار الإيجابية قد تم دمجها بالفعل في سعر العملة.
إجراءات إيجابية للسوق
من جهة أخرى، أعلن الرئيس المنتخب ترمب عن تعهداته بإطار تنظيمي داعم للعملات المشفرة. تشمل هذه التعهدات إنشاء احتياطي استراتيجي من بيتكوين وتحويل الولايات المتحدة إلى مركز عالمي لهذا القطاع. تجدر الإشارة إلى أن ترمب كان في البداية متشككًا تجاه العملات المشفرة. لكنه غيّر موقفه بعد أن استثمرت شركات العملات المشفرة بكثافة لدعم مصالحها خلال الحملة الانتخابية.