الجنيه الإسترليني يعزز مكاسبه بفضل ضعف الدولار وتوقعات السياسة النقدية

الجنيه الإسترليني

يتداول زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي في نطاق إيجابي فوق مستوى 1.3203 خلال الجلسة الأمريكية، محققًا مكاسب ملموسة بعد استقراره في مستويات قوية. تتوجه الأنظار حاليًا نحو قرارات السياسة النقدية المنتظرة من بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا، والتي ستصدر في وقت لاحق من هذا الأسبوع. هذه القرارات قد تكون حاسمة في تحديد المسار المستقبلي للزوج، حيث يتوقع المستثمرون أن تساهم في زيادة التقلبات في الأسواق. في هذا السياق، تقع المقاومة التالية عند مستوى 1.3200، وهي مستوى هام قد يحدد استمرار الاتجاه الصعودي للزوج.

شهد زوج الجنيه /الدولار الأمريكي يوم الاثنين زيادة في زخمه الصعودي، حيث وصل إلى أعلى مستوى له خلال أكثر من أسبوع. التحليلات الفنية تشير إلى أن الاتجاه الصعودي سيظل قائماً في المدى القريب، إلا أن المتداولين قد يتخذون موقفاً حذراً قبل صدور قرارات السياسة النقدية من بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا. هذه القرارات من المتوقع أن تؤثر بشكل كبير على حركة الزوج خلال الفترة المقبلة، مما يدفع المستثمرين إلى التحفظ في مراكزهم حتى تتضح الصورة.

أداء الجنيه الإسترليني خلال الأسبوع 

أداء الجنيه الإسترليني مقابل العملات الرئيسية خلال هذا الأسبوع يُظهر قوة واضحة، حيث كان الجنيه هو الأقوى مقابل الدولار الأمريكي. يأتي هذا الأداء الإيجابي في وقت يعاني فيه الدولار الأمريكي من ضغوط بيع ملحوظة، خاصة بعد ضعفه مقابل منافسيه الرئيسيين في النصف الثاني من الأسبوع الماضي.

ضعف الدولار الأمريكي يدعم ارتفاع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي 

توقعات الأسواق تشير إلى احتمالية خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، وهو ما دفع الدولار الأمريكي للتراجع بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، يستمر مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية، في التداول بالقرب من أدنى مستوياته السنوية، ما يساهم في تعزيز مكاسب الجنيه الإسترليني.

ارتفاع الجنيه مقابل الدولار مدفوعًا بتغيرات السياسة النقدية

التحليل الفني لزوج الجنيه مقابل الدولار الأمريكي يشير إلى ارتفاع الزوج عند مستوى دعم رئيسي، مدفوعًا بتغيرات في السياسات النقدية والتطورات الاقتصادية العالمية. شهد الدولار الأمريكي تراجعًا في زخمه الصعودي مؤخرًا، مع استمرار انخفاض عائدات السندات الخزانة الأمريكية، مما أثر على جاذبيته كملاذ آمن. هذا التراجع أتاح لزوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي الفرصة للارتفاع، حيث استفاد المستثمرون من ضعف الدولار لتعزيز استثماراتهم في الجنيه.

مع انخفاض عائدات السندات الأمريكية إلى مستوياتها الأدنى لعام 2024، بدأت جاذبية الدولار في التراجع، مما خفض من إقبال المستثمرين عليه. في المقابل، تحسنت أوضاع الجنيه الإسترليني مدفوعة بتوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتبنى سياسات نقدية أكثر حدة مقارنةً ببنك إنجلترا. هذا الاختلاف في التوجهات النقدية دفع الجنيه للاستفادة من توقعات ارتفاع الفجوة في أسعار الفائدة بين البنوك المركزية لصالحه.

إضافة إلى ذلك، شهدت الأسواق المالية العالمية تحسنًا في المعنويات، ما أدى إلى تقليل الحاجة إلى اللجوء إلى الأصول الآمنة مثل الدولار الأمريكي. وفي الوقت الذي يستعد فيه المستثمرون لاحتمالية خفض أسعار الفائدة الفيدرالية، انخفضت قيمة الدولار، ما منح العملات الأخرى مثل الجنيه الإسترليني فرصة لتعزيز مكاسبها.

تأثير سياسة بنك إنجلترا على زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي

أما بالنسبة لسياسة بنك إنجلترا، فمن المتوقع أن يتخذ البنك نهجًا أكثر حذرًا مقارنة ببنك الاحتياطي الفيدرالي. في حين يسعى الأخير إلى تخفيض أسعار الفائدة بشكل أكثر عدوانية، من المحتمل أن يواصل بنك إنجلترا سياسة رفع أسعار الفائدة بوتيرة أقل. هذا النهج الأقل عدوانية ساهم في دعم الجنيه الإسترليني، حيث حافظ على فروق أسعار الفائدة بين العملتين. ومع ذلك، فإن التباطؤ في نمو الأجور وثبات الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة يشكلان تحديات قد تحد من قدرة الجنيه الإسترليني على تحقيق مكاسب كبيرة في المستقبل.

تباين التوقعات الاقتصادية في المملكة المتحدة وتأثيرها على الجنيه الإسترليني

تشير البيانات الاقتصادية الصادرة من المملكة المتحدة إلى تباين واضح في المشهد الاقتصادي، حيث لا يزال الجنيه الإسترليني يحافظ على توقعات إيجابية، بفضل السياسة النقدية الحذرة التي يتبعها بنك إنجلترا. ومع ذلك، فإن بعض المؤشرات الاقتصادية الضعيفة قد تؤدي إلى تقليص هذا التفاؤل. فبحسب مكتب الإحصاء الوطني، نما اقتصاد المملكة المتحدة بنسبة 0.6٪ خلال الفترة الممتدة من أبريل إلى يونيو، إلا أن تباطؤ نمو الأجور واستقرار الناتج المحلي الإجمالي يشكلان تحديات تؤثر على التوقعات المستقبلية للاقتصاد البريطاني.

هذه العوامل تزيد من المخاوف بشأن قدرة الاقتصاد على الاستمرار في النمو بنفس الوتيرة، وقد تؤدي إلى زيادة التحفظ بين المتداولين، مما يحد من فرص صعود زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي. ومع أن السياسة النقدية الحذرة لبنك إنجلترا تدعم الجنيه الإسترليني، فإن هذه المؤشرات المختلطة قد تؤثر على الاتجاهات الصعودية للجنيه في الأسواق المالية.

على الصعيد الفني، يتداول زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي حاليًا عند مستوى 1.31716 دولار، مرتفعًا بنسبة 0.24٪، محافظًا على نبرته الصعودية. يقترب الزوج من مستويات المقاومة الرئيسية عند 1.3209 دولار، في حين يظل مدعومًا فوق نقطة ارتكازه عند 1.3158 دولار، مما يشير إلى احتمالية تحقيق المزيد من المكاسب في الأيام المقبلة.

ومع ذلك، يجب توخي الحذر مع استمرار مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 67، مما يدل على اقتراب الزوج من منطقة ذروة الشراء. وفي حال تجاوز المؤشر مستوى 70، قد نرى تراجعًا مؤقتًا بسبب قيام المتداولين بجني الأرباح.

بشكل عام، بينما تدعم التوقعات الخاصة بخفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي وضعف الدولار الأمريكي استمرار صعود زوج الجنيه الإسترليني/الدولار، إلا أن المتداولين بحاجة إلى متابعة البيانات الاقتصادية بعناية، نظرًا لعدم وضوح الرؤية بالكامل فيما يخص الاقتصاد البريطاني.