الأربعاء, يناير 22, 2025
Google search engine
الرئيسيةالأخبارتراجع الدولار الأمريكي بسبب سياسات ترامب التجارية

تراجع الدولار الأمريكي بسبب سياسات ترامب التجارية

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا يوم الأربعاء، وذلك بسبب حالة من عدم اليقين المحيط بخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية. حيث أثرت هذه الخطط بشكل كبير على العملة الأمريكية، مما دفع الأسواق للتفاعل مع المخاوف المحيطة بالعواقب الاقتصادية لهذه السياسات. وارتبط التراجع أيضًا بتقارير حول انخفاض الجنيه الإسترليني بسبب بيانات الاقتراض الحكومي المخيبة للآمال في المملكة المتحدة. في هذا المقال، سنستعرض أسباب تراجع الدولار الأمريكي، تأثير سياسة ترامب الاقتصادية، وعواقب هذه التحركات على الاقتصاد العالمي.

تأثير خطاب ترامب على الدولار الأمريكي

في بداية الأسبوع، تراجعت قيمة الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ، حيث شهد مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، انخفاضًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 107.755. وامتد هذا التراجع بسبب حالة من القلق التي أصابت الأسواق نتيجة التصريحات التي أدلى بها ترامب بشأن فرض رسوم جمركية على السلع المستوردة من الصين. وقد أشار ترامب في خطاب له إلى نية إدارته فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على المنتجات الصينية اعتبارًا من بداية فبراير المقبل. كما أضاف أن المكسيك وكندا ستواجهان رسوماً جمركية بقيمة 25%.

وتعتبر هذه التصريحات خطوة مثيرة للجدل قد تؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والدول الكبرى. فعلى الرغم من أن هذه السياسات التجارية قد تكون مفيدة لبعض القطاعات الأمريكية، إلا أن تأثيرها على الدولار كان سلبيًا. فالتعريفات الجمركية ترفع تكاليف السلع المستوردة، مما قد يؤدي إلى زيادة في التضخم المحلي وبالتالي قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأمريكي.

توقعات الأسواق حول السياسات التجارية

أثارت تصريحات ترامب مزيدًا من التساؤلات حول الكيفية التي ستؤثر بها هذه الرسوم على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين. فإلى جانب الصين، أشار ترامب إلى أنه سيفرض رسومًا على الواردات من أوروبا أيضًا. وعلى الرغم من أن بعض هذه الإجراءات قد تكون جزءًا من استراتيجية طويلة الأجل تهدف إلى تقليل العجز التجاري. فإن الأسواق تفاعلوا مع هذه التطورات بنوع من الحذر.

تأثير البيانات الاقتصادية على العملات الأخرى

وقد أضاف المحللون في مذكرة صادرة عن ING أن الانتباه في الوقت الحالي منصب على الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب في بداية ولايته. حيث توقعوا أن يكون هناك الكثير من التركيز على الأخبار والتطورات السياسية التي ستؤثر على الأسواق على المدى القصير. مع استمرارية المخاطر التي قد تدفع الدولار للارتفاع مجددًا. إلا أن عدم الاستقرار الناتج عن هذه السياسات قد يؤدي أيضًا إلى تراجع في قيمة العملة الأمريكية.

في المملكة المتحدة، كان الجنيه الإسترليني يعاني من تراجع طفيف بعد أن أظهرت البيانات الاقتصادية أن المملكة المتحدة كانت تشهد عجزًا في الميزانية أكبر من المتوقع. حيث بلغ العجز في الميزانية البريطانية في ديسمبر/كانون الأول 17.8 مليار جنيه إسترليني، وهو أعلى من المتوقع بكثير. هذا العجز جاء نتيجة جزئية لارتفاع تكاليف فوائد الديون. وقد أضافت الزيادة في تكاليف خدمة الديون إلى الضغوط المالية التي تواجهها الحكومة البريطانية، مما أثار مخاوف حول تداعيات ذلك على الاستقرار المالي في البلاد.

السياسة النقدية الأوروبية وتأثيرها على اليورو

من جهة أخرى، ارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي، لكنه ظل ضعيفًا بشكل عام مقارنة ببعض العملات الأخرى. ويعود ذلك إلى التوقعات التي تشير إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يقوم بخفض أسعار الفائدة بشكل متسق في الأشهر القادمة. ويتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة في أربعة مناسبات خلال الأشهر الستة القادمة. هذه التوقعات جاءت بعد تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد التي أكدت أن التحرك التدريجي سيكون أمرًا ممكنًا. حيث قالت إن وتيرة الخفض ستعتمد على البيانات الاقتصادية المتاحة.

تعد سياسة الفائدة من أبرز الأدوات التي يستخدمها البنك المركزي الأوروبي لتحقيق استقرار الأسعار في منطقة اليورو. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة مزيدًا من الضغوط الاقتصادية في حال تم خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يؤدي إلى ضعف اليورو بشكل أكبر. ومع ذلك، سيظل اليورو ضعيفًا بالنسبة لعملات مثل الدولار الأمريكي في المدى القصير بسبب هذه التوقعات.

توقعات بنك اليابان وتأثيرها على الدولار الأمريكي

أما في آسيا، فقد استمر التفاعل مع تراجع الدولار الأمريكي بسبب سياسة بنك اليابان المستقبلية. حيث انخفض مؤشر الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بنسبة 0.1% ليصل إلى 155.69. وذلك قبل اجتماع بنك اليابان الذي من المتوقع أن يستمر ليومين. ومن المتوقع أن يرفع البنك المركزي الياباني أسعار الفائدة يوم الجمعة، مما يعكس تحسينات محتملة في الاقتصاد الياباني.

إذا قرر بنك اليابان رفع أسعار الفائدة، فإن ذلك سيكون له تأثير كبير على سعر صرف الدولار مقابل الين الياباني. كما قد يعزز هذا التوجه الاقتصادي العام في اليابان، حيث يُتوقع أن تكون سياسة الفائدة الجديدة جزءًا من سلسلة من الإجراءات لتحفيز النمو المستدام في البلاد.

اليوان الصيني وتراجع الدولار الأمريكي

وبالنسبة لليوان الصيني، فلم يطرأ تغيير كبير على سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملة الصينية. حيث تم تداول الدولار مقابل اليوان عند 7.2715. ونتج هذا التراجع الضعيف عن تصريحات ترامب التي تحدث فيها عن إمكانية فرض رسوم بنسبة 10% على الواردات الصينية اعتبارًا من فبراير. وتشير هذه الرسوم إلى أن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ستظل متوترة، مما يعزز الضغوط على العملة الصينية.

التأثيرات الطويلة المدى لسياسات ترامب التجارية

في الختام، تراجع الدولار الأمريكي وسط حالة من القلق والتوتر حول السياسات التجارية التي طرحها الرئيس ترامب. إن حالة عدم اليقين بشأن فرض الرسوم الجمركية على الصين والمكسيك وكندا، بالإضافة إلى الحديث عن الرسوم على الواردات الأوروبية. تسببت في انخفاض الدولار الأمريكي. في الوقت نفسه، تؤثر هذه السياسات بشكل كبير على الأسواق المالية العالمية، حيث تأثرت العملات الأخرى مثل الجنيه الإسترليني واليورو. ولا شك أن التصريحات السياسية المتلاحقة تؤثر في معنويات الأسواق. ما يضع الكثير من التركيز على كيفية تأثير هذه السياسات على الاقتصاد الأمريكي والعالمي.

RELATED ARTICLES

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

Most Popular